أنخيل دي ماريا (غيتي)
لا يزال اسم أنخيل دي ماريا يلمع في الليالي الكبرى لدوري أبطال أوروبا. في الجولة الخامسة من دور المجموعات، تألق اللاعب الأرجنتيني، وقاد بنفيكا إلى انتصار مثير على موناكو (3ـ2)، ملحقاً بالفريق الفرنسي أول هزيمة لهم في البطولة.
بلمساته السحرية وعينه الثاقبة، ساهم بطل العالم مع منتخب الأرجنتين في عام 2022 في قلب الطاولة لصالح فريقه في الدقائق الأخيرة، مؤكداً أن العمر بالنسبة له مجرد رقم.
في تلك الأمسية الأوروبية، صنع دي ماريا هدفين حاسمين: الأول لكابرال في الدقيقة الـ84، والثاني لأمدوني في الدقيقة الـ88. لم يكن على زملائه سوى دفع الكرة إلى الشباك ليخرج الفريق البرتغالي بالنقاط الثلاث من ملعب موناكو، ويرفع رصيده إلى 9 نقاط.
بهذا الفوز، أصبح بنفيكا في المركز الـ14، محتفظاً بفرصه في التأهل المباشر لدور الـ16، أو لعب مباراة الملحق.
بفضل هاتين التمريرتين الحاسمتين، رفع دي ماريا رصيده إلى 41 تمريرة حاسمة في دوري الأبطال، متجاوزاً زميله السابق، ومواطنه ليونيل ميسي (40 تمريرة).
وبهذا الرقم، بات الأرجنتيني ثاني أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في تاريخ البطولة، على بعد خطوة واحدة فقط من كريستيانو رونالدو (42 تمريرة). إذا استمر بنفس الأداء، قد يصبح قريباً على قمة القائمة، متفوقاً على اثنين من أساطير كرة القدم.
على الرغم من بلوغه الـ36 عاماً، لا يظهر دي ماريا أي علامات على التراجع. بل يبدو كما لو أنه يعيش مرحلة جديدة من شبابه.
في 16 مباراة هذا الموسم، سجل 8 أهداف، وصنع 5، متجاوزاً جميع التوقعات. وفي مباريات الحسم، يظهر اللاعب في أفضل حالاته. سجل هدفين في الكلاسيكو أمام بورتو (4ـ1)، وحقق هاتريكاً مذهلاً في كأس البرتغال أمام إشتريلا أمادورا، بما في ذلك هدف رائع من ركلة خلفية مزدوجة.
إحصائيات دي ماريا وأداؤه المتجدد يدعمان فكرة أنه لاعب استثنائي في الحفاظ على مستواه العالي مع تقدمه في العمر. في الموسم الماضي، حقق 17 هدفاً و15 تمريرة حاسمة، في 48 مباراة. وإذا استمر بنفس الوتيرة، فقد يتجاوز هذه الأرقام ويضيف المزيد إلى سجله الحافل.
أنخيل دي ماريا ليس مجرد لاعب، بل هو رمز للتحدي والاستمرارية. قصته تُثبت أن الشغف والعمل الجاد يمكن أن يتغلبا على قيود الزمن. وبينما يتطلع إلى تحطيم الرقم القياسي في دوري الأبطال، يبقى دي ماريا مثالاً حياً على أن الإبداع والموهبة لا عمر لهما.