الكلاسيكو بين لامين يامال وكيليان مبابي (غيتي)
يبقى الكلاسيكو دائمًا أحد أبرز الأحداث الكروية على مستوى العالم، وأكثر المباريات مشاهدة كل موسم. لكن هذه النسخة، التي تجمع برشلونة وريال مدريد في الجولة 35 من الدوري الإسباني، تحمل طابعًا استثنائيًا، لأنها قد تحدد مصير اللقب.
حين يلتقي الفريقان يوم الأحد على ملعب برشلونة الأولمبي (مونتجويك)، فسيكونان الفريقين الوحيدين المتبقيين في سباق لقب الدوري الإسباني لموسم 2024-2025. وإذا لم يكن التتويج كافيًا لتحفيز نجوم مثل لامين يامال وكيليان مبابي، فإن فرضية خسارة اللقب لصالح الغريم الأزلي هو أمر لا يُحتمل.
برشلونة تفوق في كل مواجهاته ضد ريال مدريد هذا الموسم، ولكن فشله في تحويل فارق النقاط الأربع الحالي إلى لقب رسمي سيكون ختامًا قاسيًا للموسم الأول لهانسي فليك، خاصة بعد الخروج المؤلم من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان في مباراة تاريخية.
أما ريال مدريد، فخروجه من الموسم بدون أي لقب سيكون بمثابة كارثة، وهذا هو المصير المحتمل الذي يواجهه المدرب الأسطوري كارلو أنشيلوتي في ما قد يكون موسمه الأخير في النادي.
شهد هذا الموسم أربعة كلاسيكوهات، كل منها كان أكثر أهمية من سابقه. لكن المواجهة الخامسة تُعد ذروة الموسم بأكمله.
من النادر أن يُلعب الكلاسيكو في هذا التوقيت المتأخر من الموسم، ناهيك عن أن تكون نتيجته حاسمة. عادة ما يُبرمج هذا اللقاء في مارس أو أبريل ليحمل طابع الحسم. في الواقع، خلال آخر 30 عامًا، لم يُلعب كلاسيكو في وقت متأخر كهذا سوى مرة واحدة: فوز برشلونة 1-0 في 27 مايو 1995، لكن ريال مدريد كان قد حسم اللقب بالفعل.
أما الآن، ومع تبقي ثلاث جولات فقط، يتصدر برشلونة الترتيب بأربع نقاط، وهو مرشح قوي للتتويج وتحقيق الثنائية المحلية، بينما يتمسك ريال مدريد بالأمل الضعيف في الفوز بالكلاسيكو وتعثر برشلونة لاحقًا.
في أبريل 2012، بالجولة 35، كان الكلاسيكو في ذروته: بيب غوارديولا ضد جوزيه مورينيو، ميسي ضد كريستيانو رونالدو، وصورة لا تُنسى لرونالدو وهو يطالب جماهير الكامب نو بالهدوء بعد هدف الفوز (2-1). ريال مدريد فاز باللقب لاحقًا برقم قياسي من النقاط (100) والأهداف (121).
وفي مايو 2009، سحق برشلونة ريال مدريد بنتيجة 6-2 في البيرنابيو، في واحدة من أبرز مباريات عصر غوارديولا، حيث سجل ميسي وتييري هنري هدفين لكل منهما، ليضع الفريق الكتالوني قدمًا على طريق التتويج.
عند صدور جدول الموسم، توقع البعض أن يكون الكلاسيكو في توقيت متأخر جدًا. لكن الواقع أثبت أن توقيته مثالي، إذ يُختتم الموسم بسباق على اللقب مليء بالتقلبات.
هدد كل من برشلونة وريال مدريد بالانفراد بالصدارة في مراحل معينة، وظهر أتلتيكو مدريد كمنافس لفترة قصيرة، لكنه تراجع لاحقًا. ومنذ بداية الموسم، ظل برشلونة متصدرًا في معظم فتراته، باستثناء فترة تراجع في نهاية 2024.
بعد فوزه الكاسح على ريال مدريد 4-0 في البيرنابيو في أكتوبر، وسّع برشلونة الفارق إلى 6 نقاط. لكن الفريق انهار بعد ذلك، وحقق فوزًا وحيدًا في 7 مباريات، بينما استغل أتلتيكو الفرصة وصعد إلى الصدارة، قبل أن يتعثر هو الآخر، مما أعاد المبادرة لريال مدريد.
الترتيب | الفريق | لعب | النقاط |
---|---|---|---|
1 | برشلونة | 34 | 79 |
2 | ريال مدريد | 34 | 75 |
3 | أتلتيكو مدريد | 34 | 67 |
4 | أتلتيك بلباو | 34 | 61 |
5 | فياريال | 34 | 58 |
6 | ريال بيتيس | 34 | 57 |
7 | رايو فاييكانو | 35 | 47 |
8 | سيلتا فيغو | 34 | 46 |
9 | أوساسونا | 34 | 44 |
10 | ريال مايوركا | 34 | 44 |
في يناير، بعد الفوز على بلد الوليد، تصدر ريال مدريد الدوري متفوقًا على أتلتيكو بـ4 نقاط وبرشلونة بـ7 نقاط. لكن ريال لم يفز سوى بمباراة واحدة من أصل خمس بين 1 فبراير و1 مارس، في حين استعاد برشلونة مستواه.
ومنذ أبريل، عاد السباق لينحصر بين الغريمين التقليديين. برشلونة حقق 13 فوزًا وتعادلين في 15 مباراة خلال 2025، ليحوّل تأخره بـ7 نقاط إلى صدارة بفارق 4 نقاط. كما تفوق على مدريد في نهائي السوبر الإسباني (5-2) ونهائي كأس الملك (3-2).
الآن، يكفي برشلونة تفادي الخسارة يوم الأحد للفوز بلقبه الثاني في 3 سنوات. أما إذا خسر، فقد نشهد منعطفًا دراماتيكيًا أخيرًا في موسم لم يبخل علينا بالمفاجآت.
بالطبع، إليك الترجمة الاحترافية الكاملة للمقال وفق أسلوب صحافي عربي مناسب للنشر في موقع “ترانسفير ميركاتو”:
بادئ ذي بدء، يمكن القول إن موسم برشلونة قد تجاوز التوقعات. فالفوز بكأس السوبر الإسباني وكأس الملك، بالإضافة إلى بلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ عام 2019، يُعد حصيلة ممتازة لفريق شاب لم يحقق أي لقب في الموسم الماضي.
لكن، ومع تقدم الموسم، تغيّرت التوقعات. لقد كان الجميع يعرف أن لامين يامال موهبة استثنائية، لكن سرعة تحوّله إلى أحد أفضل اللاعبين في العالم قبل أن يبلغ الثامنة عشرة كانت مذهلة. لم يكن أحد يتوقع هذه الأرقام من رافينيا، أو أن روبرت ليفاندوفسكي، الذي سيبلغ 37 عامًا في أغسطس، سيقدّم أفضل موسم تهديفي له منذ انضمامه إلى الفريق. كما نجح بيدري أخيرًا في الحفاظ على جاهزيته البدنية وتطور إلى لاعب وسط يتحكم بإيقاع اللعب كما كان مأمولاً.
كل هؤلاء تألقوا في منظومة هانسي فليك، المعروفة بأسلوبها القائم على الضغط العالي والدفاع المتقدم وكرة القدم الهجومية الممتعة. لكنها أيضًا منظومة تعاني من ثغرات واضحة، كما كشف إنتر ميلان في انتصاره الملحمي بدوري الأبطال هذا الأسبوع.
الآن، يملك برشلونة فرصة ذهبية للتعويض بعد خيبة أوروبا من خلال تحقيق الفوز الرابع هذا الموسم على ريال مدريد والاقتراب كثيرًا من حسم لقب الليغا. الفوز بالبطولة سيجعل من موسم فليك الأول مع الفريق إنجازًا يُحسب له. أما الخسارة، فستجعل من ألم التنازل عن الصدارة لصالح الغريم المدريدي، إلى جانب الإقصاء الأوروبي القاسي، تطغى على كل التقدم الذي حققه الفريق هذا الموسم، حتى وإن لم يكن ذلك منصفًا.
كل شيء. المسألة بالنسبة لريال مدريد هي «إما كل شيء أو لا شيء». إما أن يفوز الفريق بالكلاسيكو ويمضي قدمًا نحو التتويج بلقب الليغا وينقذ موسمه، أو يخسر ويطوي الصفحة باعتبار الموسم فشلًا ذريعًا.
بالنسبة للكثير من المدريديين، سواء في المدرجات أو في الإعلام المحلي، فإن الحكم قد صدر بالفعل بعد الإقصاء من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. فهذه البطولة هي التي تعني الكثير في مدريد، وبعد التتويج بها 6 مرات خلال آخر 11 موسمًا، فإن الخروج من ربع النهائي يُعد غير مقبول بالنظر إلى جودة هذا الجيل من اللاعبين. ومع ذلك، فإن الخوف الأكبر لدى أنصار النادي – وهو فوز برشلونة باللقب الأوروبي – قد تلاشى بفضل إنتر ميلان.
الآن، إذا فاز ريال مدريد بلقب الدوري، سيكون بإمكانه الادعاء بأن موسمه كان أفضل من غريمه، الذي سيكتفي حينها بلقبي كأس الملك وكأس السوبر رغم الأداء الجميل تحت قيادة فليك.
بغض النظر عن النتيجة، فإن المدرب كارلو أنشيلوتي سيرحل في نهاية الموسم، ويبدو أنه سيقود منتخب البرازيل. لكن نتيجة الكلاسيكو قد تحدد إلى أي مدى سيذهب النادي في إحداث تغييرات جذرية في التشكيلة استعدادًا لخلافة أنشيلوتي، والتي من المتوقع أن يتولاها تشابي ألونسو.
ترينت ألكسندر-أرنولد بات قريبًا من أن يكون أولى الصفقات الصيفية المؤكدة، لكن ما إذا كان النادي سيواصل الاستثمار بقوة في قلب الدفاع وخط الوسط – وربما التخلي عن أسماء مثل رودريغو – سيعتمد بشكل كبير على ما ستؤول إليه الأسابيع القليلة المقبلة.
بالطبع، إليك الترجمة الاحترافية الكاملة لهذا الجزء من المقال، وفقًا للأسلوب الصحافي المناسب لموقع “ترانسفير ميركاتو”:
انتصار برشلونة سيرفع رصيده إلى 82 نقطة، ويترك ريال مدريد متجمدًا عند 75 نقطة قبل 3 جولات من نهاية الموسم. ورغم أن الأمور لن تُحسم رسميًا، فإنها ستكون أقرب ما يكون إلى النهاية. في هذه الحالة، سيحتاج برشلونة إلى ثلاث نقاط فقط لحسم اللقب رسميًا، وسيكون أمامه فرصة لتحقيق ذلك عندما يحل ضيفًا على جاره إسبانيول يوم الخميس — ما لم يتعثر ريال مدريد أمام مايوركا في اليوم السابق.
وفي حال خسارة ريال مدريد أمام مايوركا، فإن برشلونة سيكون قد توّج باللقب حتى قبل أن يلعب ضد إسبانيول. أما إذا تعادل الميرينغي، فسيكون أقصى ما يمكنه الوصول إليه هو معادلة رصيد برشلونة عند 82 نقطة. وهنا، سيُعتمد على قاعدة المواجهات المباشرة بدلًا من فارق الأهداف. ونظرًا لأن برشلونة فاز في الكلاسيكو الأول في الليغا بنتيجة 4-0، فإن الأفضلية في المواجهات المباشرة ستكون لصالحه، إلا إذا حدثت مفاجأة مدوية في مباراة الأحد.
تعادل الفريقين سيجعل برشلونة عند 80 نقطة وريال مدريد عند 76، مع بقاء فارق الأربع نقاط بينهما قبل ثلاث مباريات من النهاية. وسيحتاج ريال مدريد حينها إلى تعثر برشلونة في مباراتين على الأقل (خسارة ونقطة واحدة فقط من المباراتين المتبقيتين)، بسبب أفضلية برشلونة في المواجهات المباشرة.
برنامج برشلونة في الجولات المتبقية ليس سهلًا: سيواجه إسبانيول خارج الأرض، ثم يستقبل فياريال، ويختتم الموسم بمواجهة أتلتيك بلباو خارج أرضه — وهما فريقان يصارعان من أجل التأهل إلى دوري الأبطال. السيناريو صعب على مدريد، لكنه ليس مستحيلًا.
أما ريال مدريد، فلديه مباريات أسهل نسبيًا: يستضيف مايوركا، ثم يزور إشبيلية المتعثر، ويُنهي الموسم أمام ريال سوسييداد في البرنابيو. لذا، فالتعادل سيبقي برشلونة المرشح الأقوى، لكن سيُبقي ريال مدريد في قلب المنافسة.
أما إذا فاز ريال مدريد بالكلاسيكو، فإن سباق اللقب سيُفتح على مصراعيه. سيبقى برشلونة عند 79 نقطة، فيما سيصعد ريال مدريد إلى 78 نقطة بفارق نقطة واحدة فقط، مع تبقي 3 مباريات لكل فريق.
وعلى الورق، تبدو مباريات ريال مدريد المتبقية أكثر سهولة مقارنة ببرشلونة. فعلى الرغم من كل المشكلات التي يعاني منها الفريق، فإن الفوز على مايوركا، إشبيلية، وسوسييداد يبدو ممكنًا للغاية. أما برشلونة، فسيتجه إلى ملعب إسبانيول، الفريق الذي لم يخسر سوى مباراة واحدة فقط في آخر 12 مباراة على أرضه — رغم أن تلك الخسارة كانت أمام ريال بيتيس بنتيجة 2-1. بعد ذلك، سيواجه خصمين قويين هما فياريال وأتلتيك بلباو.
وإذا حدث السيناريو الأندر، وتمكن ريال مدريد من الفوز بفارق 4 أهداف أو أكثر، فإن برشلونة سيفقد أيضًا أفضلية المواجهات المباشرة.
الجولة | برشلونة | ريال مدريد ( |
---|---|---|
35 | ريال مدريد (على أرضه) | برشلونة (خارج الأرض) |
36 | إسبانيول (خارج الأرض) | ريال مايوركا (على أرضه) |
37 | فياريال (على أرضه) | إشبيلية (خارج الأرض) |
38 | أتلتيك بلباو (خارج الأرض) | ريال سوسيداد (على أرضه) |
بالطبع، إليك الترجمة الاحترافية للمقال مع الحفاظ على الأسلوب الصحفي المناسب للنشر في موقع “ترانسفير ميركاتو”:
ارتقى روبرت ليفاندوفسكي إلى مستوى التحدي الذي فرضه وصول كيليان مبابي إلى الليغا بشكل مذهل. بعد أن تُوّج بلقب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، كان يُفترض أن توقيع ريال مدريد مع مبابي سيجعله خارج متناول ليفاندوفسكي وزملائه في برشلونة.
لكن العكس تمامًا هو ما حدث، إذ قاد المهاجم البولندي هجومًا كاسحًا لبرشلونة سجل 91 هدفًا في 34 مباراة، أي أكثر بـ22 هدفًا من ريال مدريد. وسجل ليفاندوفسكي 25 هدفًا منها، وكان المرشح الأوفر حظًا لنيل جائزة “بيتشيتشي” لأفضل هداف في الليغا للمرة الثانية.
مع ذلك، برزت في الأسابيع الأخيرة حبكة فرعية داخل سباق اللقب، بعدما عاد مبابي بقوة إلى المنافسة. فقد سجل المهاجم الفرنسي هدفين في الجولة الماضية، رافعًا رصيده إلى 24 هدفًا في موسمه الأول بالليغا، في وقت غاب فيه ليفاندوفسكي بسبب إصابة في العضلة الخلفية. الفارق الذي بلغ في وقت ما 8 أهداف تقلص الآن إلى هدف وحيد فقط.
من الجدير بالذكر أن مبابي استفاد من عدد أكبر من ركلات الجزاء (6 مقابل 3 لليفاندوفسكي)، كما لعب دقائق أكثر (2557 دقيقة مقابل 2454 دقيقة). لكنه أيضًا أبدع بتسجيل أهداف رائعة، من بينها 4 أهداف من خارج منطقة الجزاء. في المقابل، فإن 7 من أهداف ليفاندوفسكي جاءت من لمسات قاتلة داخل منطقة الست ياردات، وهدفه الوحيد من خارج المنطقة كان، بالمصادفة، ضد ريال مدريد في مباراة الذهاب.
الآن، يقف المهاجمان، وبينهما فارق 10 سنوات في العمر، على أعتاب سباق ناري من أربع مباريات لحسم لقب “بيتشيتشي”. ورغم أن التتويج بلقب الليغا يبقى الهدف الأسمى، فإن أي مهاجم ينكر رغبته في نيل الألقاب الفردية على الأغلب لا يقول الحقيقة. تلك الطموحات تحديدًا هي التي دفعت ليفاندوفسكي ومبابي لبلوغ هذه المرحلة.