رياض محرز (غيتي)
على الرغم من أن رياض محرز يتمتع بإحصائيات جيدة جداً مع الأهلي السعودي، إلا أن مستواه بعيد كل البعد عن الإجماع هناك. على العكس من ذلك، يتعرض لانتقادات واسعة بسبب أدائه بينما يعاني فريقه من أزمة نتائج.
هذا الصيف، فاجأ رياض محرز الجميع وانتهى به الأمر بالاستسلام للعرض السعودي. بعد فوزه بكل شيء مع مانشستر سيتي، انضم اللاعب الدولي الجزائري إلى الأهلي، النادي التاريخي في البلاد، مقابل ما يقرب من 30 مليون يورو. الدولي الجزائزي كان من ضمن كوكبة نجوم وقع معهم الأهلي في سوق الانتقالات الصيفية 2023 مثل فرانك كيسي، وألان سانت ماكسيمين، وروبرتو فيرمينو، وإدوارد ميندي، وجابري فيجا، وديميرال… بأوامر من المدرب الشاب ماتياس جايسل (الذي وصل الصيف الماضي من نادي ريد بول سالزبورج)، وكان من المقرر أن يكون رياض محرز قائد ثورة النادي الأسطوري في المملكة العربية السعودية.
على الورق، تعتبر بداية الموسم لصاحب الـ32 عاماً أكثر من جيدة. بعد 14 مباراة، سجل 6 أهداف وقدم 7 تمريرات حاسمة. هل يكفي هذا لتلبية التوقعات؟ ليس حقيقة. على العكس تماماً. يتم انتقاد القائد الجزائري بانتظام من قبل مشجعي الفريق السعودي. النتائج السيئة الأخيرة، مع الإقصاء المبكر من كأس الملك أمام أبها (1ـ2، سجل الهدف الوحيد لفريقه)، واحتلال الأهلي المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري السعودي (مع مباراة ناقصة)، مع هزيمة واحدة، وتعادل واحد، في آخر 3 مباريات. نتائج يصعب على مشجعي الأهلي تقبلها بعد صيف انتقالات تاريخي، رفعت سقف توقعاتهم لحد التتويج باللقب في نهاية الموسم، خاصة مع تواجد بطل دوري أبطال أوروبا رياض محرز في فريقهم.
في الآونة الأخيرة، وجه العديد من نجوم كرة القدم السعوديين السابقين انتقادات علنية للاعب الجزائري الدولي (83 مباراة دولية، 30 هدفاً). ووجه محمد نور، لاعب الاتحاد والمنتخب السعودي السابق، أصابع الاتهام إلى محرز من خلال البرنامج الشهير في البلاد “دورينا غير” قائلاً: “محرز يلعب مع الأهلي بأقل مجهود. يتحرك فقط وفقاً للكرة. إذا كان متأكداً من الكرة سوف تصله فهو يتحرك. حتى تحركاته خلف الظهر لا تتم إلا إذا كان متأكداً من أن الكرة ستمرر إليه. في هذا الوقت يركض 10ـ15 متراً. محرز أفضل من ذلك بكثير، عليه أن يفعل ما هو أفضل”.
كما قام اللاعب السعودي الدولي السابق حسين عبد الغني (118 مباراة دولية)، بتوجيه انتقادات لمحرز في عدة تصريحات تلفزيونية: “رياض لا يملك الشغف الذي يمتلكه كريستيانو رونالدو، رغم إمكانياته الهائلة. إنه أحد أفضل الأجنحة في العالم، إن لم يكن الأفضل، لكنه حتى الآن لم يظهر حتى 40% من إمكاناته. عليه أن يراقب رونالدو الذي يركض خلف الكرة وكأنه طفل. ونظراً لمسيرته المهنية، فهو لا يحتاج للفوز بالبطولة، لكن شغفه يدفعه إلى ذلك. لو لعب محرز كما فعل العام الماضي، فإنه سيمتعنا. حتى لو أعطانا 60 إلى 70% من مستواه المعتاد، فإنه سيسلينا”. كلمات قوية توضح أيضاً أفكار مشجعي الأهلي الذين يطالبون بالمزيد.
هذا الخميس ضد ضمك، تألق رياض محرز وصنع هدفين في تعادل الأهلي (2ـ2) بالدوري السعودي. وبعد اللقاء أراد مدربه ماتياس جايسل الدفاع عنه، وقال “رياض محرز لاعب موهوب، والأهم من ذلك أنه متعدد الاستخدامات، سواء كجناح أو كمهاجم. نحن نتطلع إلى استغلال إمكاناته بالكامل حتى يتمكن من مساعدة الفريق”.
يواصل أنصار الأهلي دعم نجمهم، كما أعربوا عن تقديرهم لأدائه الأخير الذي سمح لفريقه بالحصول على التعادل. لكن في الصحافة السعودية، يتواصل الحديث عن أن رياض محرز يقدم مستويات محبطة على أرض الملعب، وبأن “عقله في مكان آخر” على الرغم من أنه استثمر للتو في العقارات في المملكة العربية السعودية. وتذهب بعض وسائل الإعلام إلى أبعد من ذلك، بل وتطرح فكرة عودته إلى إنجلترا هذا الشتاء. في الوقت الحالي، لا تزال هذه الفكرة بعيدة جداً، لكن الجزائري يواجه انتقادات كبيرة في ناديه الجديد، والوضع التاريخي للأهلي يعني أنه يتحمل الآن، كقائد، مسؤوليات جسيمة.