"بوما" تغري برشلونة بأغلى صفقة رعاية في التاريخ (غيتي)
أفادت صحيفة “سبورت” الإسبانية، الأحد، أن شركة “بوما” الألمانية للمعدات الرياضية، في مفاوضات متقدمة مع نادي برشلونة الإسباني، لرعاية قمصان الفريق للسنوات المقبلة، خلفاً لشركة “نايكي” الأمريكية.
ووفقاً لمصادر مقربة من المفاوضات، برشلونة يناقش عرضاً تاريخياً مع “بوما” يصل إلى 200 مليون يورو ثابتة لكل موسم، وهو المبلغ الذي يلبي طلبات برشلونة، وبإضافة المتغيرات (أهداف المبيعات، الأرباح…)، فقد تصل الصفقة إلى حوالي 300 مليون يورو سنوياً. ويكون العقد، كما يحدث عادة في هذا النوع من الصفقات، لمدة 10 سنوات. والمفاوضات متقدمة بالفعل. لكن هناك مشكلة، وهي ارتباط النادي الكتالوني مع “نايكي” حتى عام 2026، ولدى الشركة إمكانية التمديد لعامين إضافيين حتى عام 2028.
ولوضع هذه المبالغ في سياقها، يتقاضى مانشستر سيتي، صاحب أعلى صفقة رعاية للقمصان في العالم، 167 مليون يورو سنوياً من “بوما”، في العقد الذي وقعه في عام 2019 لمدة 10 سنوات، فيما يأتي ثانياً ريال مدريد بعقده مع شركة “أديداس” بموجبه يحصل على 120 مليون يورو لكل موسم.
عرض “بوما” لبرشلونة من شأنه أن يجعل النادي الإسباني يقفز فوق مان سيتي وريال مدريد، ويصبح النادي الذي يكسب أكبر قدر من المال مقابل قميصه. وللقيام بذلك، سيتعين عليه الانفصال عن شركة “نايكي”. وهنا تكمن المشكلة. العلاقات مع الشركة متوترة للغاية.
حالياً يكسب برشلونة من “نايكي” مبلغاً ثابتاً قدره 105 ملايين يورو، يمكن أن يصل إلى 155 مليون يورو، إذا تم استيفاء سلسلة من المتغيرات. وتضع هذه الأرقام الاتفاقية كواحدة من أهم الاتفاقيات في عالم كرة القدم. ومع ذلك، فإن العلاقات بين برشلونة و “نايكي” لا تمر بأفضل لحظاتها، وقد وصلت عروض أعلى بكثير إلى المكاتب، مثل تلك المقدمة من “بوما”، مما يجعل البلوجرانا الكيان الأكثر دخلاً من رعاية القمصان.
يرتبط برشلونة بعقد مع شركة نايكي حتى 30 يونيو 2028، بموجب الاتفاقية الموقعة قبل 10 مواسم، وهي المدة المعتادة لهذا النوع من الاتفاقيات بين النادي، وشركة ذات علامة تجارية رياضية. وبدأت العلاقة بين الاثنين عام 1998، وفي 2018 تم تجديد هذه الاتفاقية التي انقسمت إلى قسمين: أحدها مرتبط بالرعاية نفسها، برسوم ثابتة لبرشلونة، والآخر كمورد للقميص، مع متغيرات.
في حالة الرغبة في كسر الاتفاق مع شركة “نايكي” لقبول عرض “بوما”، فإن برشلونة لديه الحل في جعبته. وبموجب الاتفاقية الموقعة في ذلك الوقت، يمكن لبرشلونة إلغاء العقد وقتما يشاء دون أي عقوبة في المقابل، ولكن بشرط واحد: يجب عليه إبلاغ شركة “نايكي” برسالة عن نيته إنهاء العقد قبل عامين من حدوثه. بمعنى آخر، إذا أرسلت الرسالة إلى “نايكي” اليوم، فإن الاتفاقية مع شركة الملابس الرياضية الأمريكية ستظل سارية حتى بداية عام 2026. وبمجرد الوصول إلى هذا التاريخ، سيتوقف ارتباط برشلونة و “نايكي” بشكل قانوني، دون دفع يورو واحد للتغيير.
وسيتغير الوضع إذا أراد برشلونة فسخ الاتفاق دون انتظار هذين العامين. سيكون على النادي دفع تعويض لشركة “نايكي” بحساب خسائره المتوقعة في هذين العامين، ويقدره مجلس إدارة النادي الكتالوني بحوالي 20 أو 25 مليون يورو لكل عام.
ومن الواضح أنه قبل الوصول إلى هذا الرقم لا بد من المرور بعملية قضائية مؤلمة، لكن يعتبر أن هذا المبلغ التقريبي هو ما سيكون على المحك في حال الرغبة في نقض الاتفاق قبل عامين. وفي حالة الرغبة في كسره على الفور، قبل عامين من الموعد المحدد، سيكون المبلغ أعلى.
العلاقة الحالية بين نادي برشلونة ونايكي ليست جيدة بشكل خاص نظراً لوجود 3 دعاوى قضائية في انتظار الحل، والتي رفعها مجلس إدارة بارتوميو في ذلك الوقت، والتي لا تزال حتى اليوم في المحكمة.
الأولى بسبب التطبيق غير الصحيح للمكافآت (كان هناك مبلغ تحدده الألقاب التي فاز بها برشلونة)، والثانية بسبب الحد الأقصى لبيع القمصان لدول أخرى، بسبب الاهتمام الذي كان لدى شركة” نايكي”، على سبيل المثال، في إيطاليا حيث فضلت بيع قمصان يوفنتوس على قمصان برشلونة. والثالثة بسبب المنافسة غير العادلة من “نايكي”.
انضم برشلونة ونايكي في عام 1998 تحت قيادة جوزيب لويس نونيز، وقد ساهمت الاتفاقية في إعطاء دفعة كبيرة للعلامتين التجاريتين على المستوى الدولي. ربما نعيش اليوم الأشهر الأخيرة من هذه العلاقة.