كرة يد الله (ذا صن)
أفادت صحيفة “ذا صن” الإنجليزية أن الحكم التونسي علي بن ناصر، الذي أدار مباراة الأرجنتين وإنجلترا (2ـ1) في ربع نهائي كأس العالم 1986، رفض عرضاً قدرت قيمته بمليوني جنيه استرليني، لبيع كرة المباراة، والتي يطلق عليها اسم كرة “يد الله”، نسبة للهدف التاريخي المثير للجدل الذي سجله الراحل دييغو مارادونا في شباك حارس مرمى إنجلترا بيتر شيلتون.
اقرأ أيضاً.. التونسي علي بن ناصر يعرض كرة “يد الله” للبيع مقابل مبلغ ضخم
وتعتبر الكرة مملوكة لحكم المباراة التونسي علي بن ناصر، وكان سعرها المبدئي هو 600 ألف دولار (485 ألف جنيه استرليني)، لكن المزايدة عليها دفعت سعرها ليصل إلى مليوني جنيه استرليني، في مزاد علني في لندن، لكن رغم ذلك لم يتم بيعها، بسبب تقدير ثمنها بأعلى من هذا السعر، بناءً على قيمة بيع قميص دييجو مارداونا في نفس المباراة، والذي وصل سعره إلى 7 ملايين جنيه استرليني.
وكانت الكرة مطروحة للبيع في مزاد علني بلندن يعرض مجموعة من التذكارت الخاصة بدييجو مارادونا، بما في ذلك قميصه في نفس المباراة، والذي تم بيعه في مايو الماضي مقابل 7 ملايين جنيه استرليني، ما جعله أغلى قطعة تذكارية لكرة القدم في التاريخ.
وحسب نفس المصدر، الأن ستطرح الكرة للبيع في الولايات المتحدة في 8 فبراير، بعد فشل بيعها في لندن لمدة شهرين، على الرغم من عرض بقيمة مليوني جنيه استرليني.
دييجو مارادونا، الذي توفي عن عمر يناهز 60 عاماً قبل أكثر من عامين بقليل، افتتح التسجيل في المباراة ضد إنجلترا في ربع نهائي كأس العالم 1986 بمكسيكو، حيث أسكن الكرة بيده في شباك حارس مرمى إنجلترا بيتر شيلتون، دون ملاحظة الحكم أنذاك علي بن ناصر.
كما سجل أيضاً في نفس اللقاء هدفه التاريخي بمراوغة أكثر من نصف فريق منتخب الأسود الثلاثة، ليضيف الهدف الثاني للأرجنتين. وأكد الحكم التونسي في أكثر من لقاء على أنه لم يرى اللقطة في ذلك الوقت، لأنه لم تك تتوفر تقنية الإعادة الفيديو، وكان الحكم يعتمد على تمركزه، وكان بن ناصر في اللقطة بعيداً عن الزاوية الصحيحة.
ولم ير الحكم التونسي اللقطة واحتسب الهدف للأرجنتين، لتبلغ الدور نصف النهائي، وفي النهاية توجت باللقب على حساب ألمانيا الغربية (3ـ2).
وبعد سنوات على الحادثة الشهيرة فيما يصنف على أنه الهدف الأكثر إثارة في تاريخ كرة القدم، قرر التونسي بيع الكرة التي حصل عليها عقب المباراة في عام 1986.
وكان مارادونا قد زار بن ناصر في مسقط رأسه بتونس، واعتذر له على الحادثة، كما أهداه قميصاً موقعاً لمنتخب الأرجنتين.
كرة المباراة التي من تصنيع شركة “أديداس”، والتي هي الآن مفرغة من الهواء، احتفظ بها الحكم المثير للجدل بن ناصر منذ تاريخ المباراة، 22 يونيو 1986.
لكنها الآن معروضة في مزاد من قبل شركة “جولدين”، التي تختص ببيع تذكارات دييجو مارداونا.
وقال كين جولدين، مؤسس الشركة: “هذه الكرة مركزية في واحدة من أكثر اللحظات شهرة في تاريخ الرياضة. مع قيادة ليونيل ميسي للأرجنتين للفوز بكأس العالم 2022، نتوقع تجدد الاهتمام بأسطورية مارادونا والكرة التي غيرت كرة القدم إلى الأبد.”
ونجحت شركة “جولدين” في جمع مبلغ 9.3 مليون دولار من بيع تذكارات مارادونا خلال 8 أشهر، وهو رقم قياسي في مبيعات التذكارات الرياضية.
ووضح علي بن ناصر سبب رغبته في بيع الكرة بالقول أنه يريد مشاركة هذا “الجزء الكبير من تاريخ كرة القدم الدولي”، ويصر حتى يومنا هذا على أنه لم ير كرة يد مارادونا.
وقال بن ناصر: “هذه الكرة جزء من تاريخ كرة القدم الدولية. أشعر أنه الوقت المناسب لمشاركتها مع العالم. في المكسيك 1986 كنت من بين 42 حكماً في البطولة. لم يحصل الحكام الأفارقة على نفس الفرص التي حصل عليها أولئك الموجودون في أوروبا، لذا فإن إخبار “فيفا” بأنني تم اختياري لأنني كنت من بين الأفضل في العالم كان بمثابة شرف كبير وتسليط للضوء على مسيرتي.”