داني أولمو (غيتي)
أعلن نادي برشلونة الإسباني الجمعة عبر موقعه الرسمي على شبكة الأنترنيت، وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، تعاقده مع النجم الدولي الإسباني داني أولمو من لايبزيج في صفقة قدرت قيمتها بأكثر من 60 مليون يورو.
ووقع داني أولمو عقداً لمدة 6 سنوات، حتى 2030، وسيحمل الرقم 20، وتم تضمين شرط جزائي في عقده بقيمة 500 مليون يورو.
كان لاعب الوسط المهاجم البالغ من العمر 26 عاماً مفتاح نجاح لاروخا في بطولة أوروبا هذا الصيف. تم تكوينه في أكاديمية برشلونة، وغادر في سن الـ16 عاماً، بعد 7 سنوات في “لا ماسيا”. يقدره كبار الشخصيات في النادي لمهارته وتعدد استخداماته.
لكن هذه أيضاً خطوة تثير تساؤلات. بالنظر إلى كل ما نعرفه عن وضع برشلونة الاقتصادي الصعب، ونقاط ضعفهم في مراكز أخرى، وحقيقة أنهم حولوا انتباههم إلى أولمو، بعد الجهود المبذولة للتعاقد مع نيكو ويليامز.
في هذه المساحة إجابة عن بعض من أهم التساؤلات التي تطرحها صفقة تعاقد برشلونة مع داني أولمو.
يعتقد ديكو اعتقاداً راسخاً أن برشلونة بحاجة إلى تعزيز خياراته الهجومية، وأولمو هو اللاعب الذي سيفعل ذلك. يمكنه اللعب في العديد من المراكز، وهو قادر على المساهمة في أرقام تهديفية قوية، وتم التعاقد معه بالفعل بمباركة المدرب الجديد هانسي فليك، الذي يصنفه كلاعب من الدرجة الأولى.
يُنظر إلى تعدد استخدامات داني أولمو على أنها ميزة عظيمة. وبقدر ما أثبت خلال بطولة أوروبا 2024 مع إسبانيا أن أفضل مركز له هو رقم 10، فإنه يمكنه الأداء بشكل مثالي على جانبي الهجوم، كمهاجم وهمي أو حتى كلاعب خط وسط هجومي أعمق.
لقد عرف برشلونة منذ شهور أنه حريص جداً على العودة إلى وطنه، أعطى اللاعب الأولوية للنادي الكتالوني، رغم اهتمام عدة أندية أخرى، وهو منفتح على انتظار النادي لتسوية وضعه المالي، قبل أن يتمكنوا من تسجيله بموجب قواعد الدوري الإسباني أيضاً.
لا، كان نيكو ويليامز هو الخيار الأول. استوفى الجناح البالغ من العمر 22 عاماً معايير كونه ترقية كبيرة لخط هجومهم. وأظهر التوافق مع لاعبي برشلونة في منتخب إسبانيا هذا الصيف، وخاصة لامين يامال، مما أكد على ملاءمة التعاقد معه. وعلى مستوى التسويق، كان وجود شراكة يامال ووليامز في النادي جذاباً للغاية لمجلس إدارة برشلونة.
لكن مصادر النادي بدأت التشاؤم علناً بشأن فرصهم في التعاقد مع ويليامز منذ حوالي أسبوعين. عندها قرروا تكثيف المحادثات بشأن أولمو.
لم يسافر ديكو مع برشلونة إلى الولايات المتحدة في جولتهم قبل الموسم، بسبب العمل المعلق الذي كان لديه في سوق الانتقالات، وكان يعمل بنشاط مع معسكر أولمو ولايبزيج على مدار الأسبوع الماضي. يوم الاثنين، سافر المدير الرياضي لبرشلونة إلى لايبزيج بهدف إبرام الصفقة في أقرب وقت ممكن. أجبر إصرار أولمو على الانضمام إلى النادي الكتالوني جميع الأطراف في النهاية على التوصل إلى اتفاق.
من المؤكد أن كل مدرب في العالم سيكون سعيداً بوجوده في فريقه، ولكن في الوقت نفسه، يبقى أولمو ليس اللاعب الأكثر حاجة إليه في فريق برشلونة غير المتوازن.
أفضل مركز لأولمو، كما ثبت في بطولة أوروبا، هو اللعب كرقم 10. هذا هو المركز الذي من المتوقع أن يلعب فيه النجوم الحاليون بيدري، وإلكاي جوندوجان، وبابلو جافي، وحتى فيرمين لوبيز. كأساسي، من المحتمل أن يتناسب أولمو مع الفريق كجناح أيسر، ويتنافس مع رافينيا على مكان في تشكيلة فليك.
في الوقت نفسه، يواجه النادي مشكلة مستمرة في دور خط الوسط المدافع. مع انطلاق الدوري الإسباني بعد 10 أيام فقط، فإن خيارات فليك الآن هي قلب الدفاع أندرياس كريستنسن، أو مارك بيرنال البالغ من العمر 17 عاماً، والذي بدا رائعاً في فترة ما قبل الموسم.
من الصعب أن نرى برشلونة يبرم أي صفقة كبيرة أخرى، قبل إحراز تقدم في حل مشاكلهم المالية، ولكن في الوضع مثالي، يرغب الكتالونيون أيضاً في تعزيز مركز خط الوسط. في الوقت نفسه، هناك حالة من عدم اليقين بشأن ما سيحدث مع الظهيرين.
من المتوقع أن يكون جويل كوندي، وأليخاندرو بالدي، اللاعبين الأساسيين، وجميع البدلاء الحاليين هم لاعبون من “لا ماسيا” لم يخوضوا موسماً كاملاً مع الفريق الأول بعد. ليس لدى برشلونة ظهير أيمن طبيعي في فريقهم باستثناء هيكتور فورت البالغ من العمر 18 عاماً.
لا يزال برشلونة أحد أكبر الأندية في كرة القدم العالمية، بإيرادات سنوية تزيد عن 800 مليون يورو. ومع ذلك، فإن النادي الكتالوني يعاني أيضاً من واحدة من أكبر الديون في عالم الرياضة، حيث تتجاوز المليار يورو.
وقد أدت محاولات الرئيس خوان لابورتا للتعامل مع هذه الديون من خلال تفعيل “الروافع” المالية إلى توفير الأموال في نوافذ الانتقالات السابقة لتعزيز الفريق، في حين تم زيادة الديون المستقبلية.
قد تكون موافقة برشلونة على دفع 60 مليون يورو لأولمو مفاجأة، بالنظر إلى المشاكل المالية العلنية التي يعاني منها النادي الكتالوني.
لا تسمح رابطة الدوري الإسباني حالياً لبرشلونة بتسجيل أي لاعبين جدد لموسم (2024ـ2025)، بسبب عجز قدره 100 مليون يورو في حسابات النادي للموسم الماضي، بسبب فشل بيع جزء من “استوديوهات برشلونة”، لشركة ليبيرو.
في الوضع الحالي، يمكن التوقيع مع أولمو وتقديمه كلاعب في برشلونة، ولكن لا يمكنه اللعب في أي مباريات تنافسية، سواء محلية أو في مسابقات الاتحاد الأوروبي.
المدافع إينيغو مارتينيز، والمهاجم فيتور روكي، غير مسجلين أيضاً، حيث ينتهك برشلونة حالياً الحد الأقصى المسموح به في الرواتب من قبل رابطة الدوري الإسباني.
هناك ثقة في برشلونة في إمكانية إيجاد حل لهذه المشكلة، مع احتمال أن يتضمن الحل مستثمراً جديداً يتولى المسؤولية من شركة ليبيرو الألمانية ضمن مشروع استوديوهات برشلونة. ولكن لم يتم الكشف حتى الآن عن أي تفاصيل حول كيفية عمل ذلك، ويبقى أن نرى ما إذا كانت رابطة الدوري الإسباني ستقبل الحل الذي اقترحه مجلس إدارة لابورتا.
لقد اعتاد مشجعو برشلونة (واللاعبون) الآن على مثل هذه الدراما المتعلقة بالتسجيل كل صيف.
في عام 2022، تم تسجيل التعاقدات الجديدة بما في ذلك روبرت ليفاندوفسكي، ورافينيا، وجويل كوندي، قبل مدة قليلة من مباراة الافتتاح في الدوري الإسباني.
في أواخر فترة الانتقالات في الصيف الماضي، كان على لابورتا وبعض زملائه المديرين تقديم ضمانات شخصية للسماح بإدراج التعاقدات على سبيل الإعارة جواو فيليكس وجواو كانسيلو في تشكيلة برشلونة في الدوري الإسباني للموسم.
يبدو المزيد من الدراما مؤكداً الآن، حيث يتطلع مجلس إدارة النادي إلى إيجاد حل آخر تقبله رابطة الليجا.
برشلونة حريص حالياً على إزالة بعض أعلى اللاعبين دخلاً في النادي من فاتورة الأجور، مما يؤدي إلى عدم اليقين بشأن مستقبل العديد من لاعبي الفريق الأول.
كانت قدرة أولمو على اللعب في مراكز مختلفة في خط الوسط والهجوم أحد الأسباب التي جعلت التعاقد معه جذاباً للغاية بالنسبة للمدير الرياضي ديكو والمدرب الجديد فليك.
وهذا يعني أيضاً أن وصول اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً قد يجعل بعض لاعبي الفريق في مراكز مختلفة أقل أهمية للمدرب وقد يسهل إقناعهم بالرحيل.
أولئك الذين قد يشعرون بمزيد من الضغط الآن قد يشمل الجناحين رافينيا، وفيران توريس، وربما حتى لاعبي الوسط جوندوجان، وبيدري.