تياغو موتا (غيتي)
يعيش يوفنتوس تورينو فترة حالكة بعد سلسلة من الإخفاقات الصادمة. فبعد إقصائه من دوري أبطال أوروبا أمام بي إس في آيندهوفن، جاءت خسارته المفاجئة أمام إمبولي في ربع نهائي كأس إيطاليا بركلات الترجيح (1-1، 4-2) لتزيد الوضع سوءاً. هذه النتيجة المخيبة أثارت عاصفة من الانتقادات في الصحافة الإيطالية، حيث وصفت “لاجازيتا ديللو سبورت” الإيطالية أداء الفريق بـ”المخزي”، بينما هاجمت “توتو سبورت” الإيطالية ما وصفته بـ”كارثة موتا”، في حين شددت “لا ريبوبليكا” و “لا ستامبا” على أنه “لا يوجد أي عذر” لما حدث.
منذ وصوله إلى يوفنتوس في يوليو الماضي بعد تجربة ناجحة مع بولونيا، لم يتمكن تياجو موتا بعد من فرض أسلوبه على الفريق. والنتائج تتحدث عن نفسها: بعد 26 جولة في الدوري الإيطالي، يحتل يوفنتوس المركز الرابع بفارق 8 نقاط عن إنتر ميلان المتصدر. والأهم، أن الفريق ودّع بطولتين في غضون 8 أيام فقط، مما جعل الأجواء في تورينو أكثر توتراً.
كان موتا على وشك البكاء بعد الهزيمة أمام إمبولي، لكنه لم يتردد في توجيه انتقادات قاسية للاعبيه، حيث صرّح: “الشوط الأول كان ببساطة مخزياً. الجماهير كانت لطيفة جداً بالنظر لما شاهدته في هذا الشوط. أشعر بالخجل، وهذا خطئي. لم أتمكن من إيصال أهمية المباراة للاعبين وهم يرتدون قميص يوفنتوس. هناك أمر لا يمكن التهاون فيه: وهو السلوك. هذا غير مقبول. نحن نعتذر للجماهير، للنادي، ولتاريخ يوفنتوس. لقد وصلنا إلى الحضيض. أشعر بالخجل حقاً هذه الليلة. هناك من يطالب بالكثير لكنه لا يقدم شيئاً. المشكلة ليست تكتيكية ولا فنية، بل تتعلق بالعقلية والالتزام على أرض الملعب”.
وفي المؤتمر الصحفي بعد المباراة، بدا موتا أكثر غضباً وإحباطاً، حيث قال: “هذه أول مرة في مسيرتي كمدرب أرى فيها فريقي بهذه العقلية. أشعر بالخجل، أشعر بالخجل… يا إلهي… (يصمت لبرهة). هذا غير مقبول. هذا خطئي، لكنني لا أستطيع تقبل ذلك في أي عمل. الالتزام والسلوك يجب أن يكونا حاضرَين دائماً. الجماهير كانت لطيفة جداً الليلة، بل أكثر مما تستحق هذه المجموعة. لا يمكن أن تلعب بهذا الشكل وأنت ترتدي قميص يوفنتوس”.
تتحدث التقارير في إيطاليا عن أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل موتا، حيث قد لا يكون المركز الرابع في الدوري كافياً لضمان بقائه. ورغم أن المسؤولية لا تقع عليه وحده، حيث يتم انتقاد إدارة النادي والمشروع الرياضي ككل، إلا أن موتا بدأ يفقد ثقة لاعبيه.
وكشفت “لاجازيتا” عن وجود تصدعات متزايدة في العلاقة بين المدرب وبعض اللاعبين، أبرزهم دوسان فلاهوفيتش، نيكولو فاجيولي، دانيلو، أندريا كامبياسو، وفيديريكو غاتي. وأوضحت الصحيفة أن اللاعبين لا يشككون في شغفه أو احترافيته، لكنهم ينتقدون افتقاره إلى التعاطف.
إلى جانب ذلك، تتعرض اختيارات موتا التكتيكية لانتقادات لاذعة، حيث تم التشكيك في قراره بإشراك الثنائي كولو مواني وفلاهوفيتش سوياً منذ بداية المباراة ضد إمبولي. وذكرت الصحافة الإيطالية أن توظيف مواني في مركز بعيد عن منطقته المعتادة أضاع فعاليته الهجومية.
مع تصاعد الأزمة داخل الفريق، يجد تياجو موتا نفسه في وضع صعب بعد بضعة أشهر فقط من توليه المسؤولية. حتى الآن، حقق المدرب البرازيلي-الإيطالي سجلاً متبايناً مع يوفنتوس، حيث قاد الفريق في 39 مباراة بجميع المسابقات، فاز في 17، تعادل في 16، وخسر 6.
لكن الأهم الآن هو كيفية الخروج من هذه الأزمة. وأول اختبار حاسم لموتا سيكون في 3 مارس، عندما يستضيف يوفنتوس هيلاس فيرونا في الدوري الإيطالي. فهل يستطيع المدرب قلب الأمور وإنقاذ موسمه، أم أن العد التنازلي لرحيله قد بدأ بالفعل؟