تشابي ألونسو (غيتي)
رغم قصر مسيرته التدريبية، فرض تشابي ألونسو نفسه كأحد أبرز الأسماء الصاعدة في عالم كرة القدم. المدرب الباسكي السابق أصبح بطلًا لإحدى أكثر القصص إثارة في السنوات الأخيرة، بعدما انتقل بسرعة مذهلة من مدرب مبتدئ – عرف طعم الهبوط مع فريقه السابق – إلى مرشح بارز لتدريب أكبر أندية أوروبا، وفي مقدمتها ريال مدريد.
هذا الصعود السريع لا يمكن فهمه إلا من خلال لغة الألقاب. فرغم حداثة عهده في عالم التدريب، لم تكن تجاربه خالية من البطولات. تجربته مع باير ليفركوزن جسّدت نجاحًا نادرًا، وشهدت على ذلك لحظة وداعه العاطفية من جماهير الفريق، التي رأت في ألونسو صانع تحول تاريخي.
وصل تشابي ألونسو إلى باير ليفركوزن في أكتوبر 2022، في وقت كان فيه الفريق قريبًا من مراكز الهبوط في البوندسليغا. وفي موسمه الأول فقط، قاده إلى البقاء، بل وضمن التأهل إلى الدوري الأوروبي، تمهيدًا لما سيكون موسمًا لا يُنسى.
في موسم 2023-2024، حقق تشابي ألونسو ثلاثية تاريخية تمثلت في الدوري الألماني، وكأس ألمانيا، وكأس السوبر الألماني. ولم يخسر الفريق سوى مباراة واحدة طوال الموسم، وكانت في نهائي الدوري الأوروبي، ليكون على بُعد خطوة واحدة من التتويج بكل الألقاب الممكنة.
هذا الموسم محا تمامًا صورة “الفريق الخاسر” التي لازمته لسنوات، فقد كان باير ليفركوزن قبل ذلك لم يتوّج قط بالدوري، واكتفى بكأس ألمانيا عام 1993 وكأس الاتحاد الأوروبي عام 1988، وخسر نهائي دوري أبطال أوروبا 2002 أمام ريال مدريد، إضافة إلى عدة وصافات في الدوري والكأس. لكن مع ألونسو، تغيّر كل شيء.
اعتزل تشابي ألونسو اللعب في نهاية موسم 2016-2017، لكنه لم يبتعد عن الملاعب. ففي 2018، تولى تدريب فريق الأشبال في ريال مدريد، حيث أنهى الموسم دون أي هزيمة (22 فوزًا وتعادل واحد فقط)، ليؤكد مبكرًا إمكانياته كمدرب واعد.
في الموسم التالي، انتقل إلى ريال سوسيداد لتدريب الفريق الرديف، النادي الذي نشأ فيه كلاعب. وفي موسمه الثاني، قاد الفريق للصعود إلى دوري الدرجة الثانية الإسباني، وهو إنجاز كبير بالنظر لإمكانيات الفريق. ورغم الهبوط في الموسم التالي، احتفظ ألونسو بمكانته كأحد المدربين المميزين.
بدأ موسم 2022-2023 بدون نادٍ، مفضلًا الانتظار حتى تصله الفرصة المناسبة. وقد جاءت تلك الفرصة من بوابة باير ليفركوزن. وبفضل معرفته الجيدة بالدوري الألماني من خلال تجربته كلاعب في بايرن ميونخ، رأى في المشروع فرصة ذهبية، ونجح في تحويله إلى قصة نجاح قلّ نظيرها.