قرار صعب ينتظر ريال مدريد بشأن إصابة جود بيلينجهام
يواجه ريال مدريد قراراً كبيراً بشأن إصابة جود بيلينجهام في الكتف، وهو قرار يمكن أن يكون له أيضاً تأثير على خطط إنجلترا لبطولة أوروبا الصيف المقبل.
وأصيب جود بيلينجهام، الذي سجل 15 هدفاً في أول 16 مباراة له منذ انضمامه من بوروسيا دورتموند في الصيف، بخلع في كتفه الأيسر خلال التعادل بدون أهداف على أرضه أمام رايو فايكانو في الخامس من نوفمبر.
أكمل تلك المباراة لكنه لم يشارك في المباراتين التاليتين لريال مدريد. ضد براغا في دوري أبطال أوروبا، كان على مقاعد البدلاء وفي ملعب فالنسيا، لم يكن في القائمة. ثم انضم إلى منتخب إنجلترا خلال فترة التوقف الدولي الأخيرة، لكنه لم يلعب في أي من آخر مباراتين في تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2024.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، عاد جود بيلينجهام إلى اللعب أساسياً في رحلة ريال مدريد إلى قاديش، وسجل هدفه الثالث بالمسابقة في الفوز (3ـ0)، لكنه كان يعاني. لقد لعب هذه المباراة مع حماية على كتفه، وفي عدة مناسبات، كان يمكن رؤيته وهو يحاول تجنب تعريض المنطقة للتلامس.
بدأ بيلينجهام بداية مذهلة لحياته في مدريد ويبدو أن الخطة هي أنه سيواصل اللعب مع حماية كتفه. وقال كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد بعد مباراة قاديش: “لقد كان يعاني من المشكلة. لكن مع الحماية فهو بخير. لذا فقد لعب مباراة جيدة جداً اليوم.”
ووفقاً لصحيفة “ذا أتلتيك” البريطانية، فإن مصادر في النادي مطلعة على نوع الإصابة التي تعرض لها جود بيلينجهام، تشير إلى أن الجراحة قد تكون الخيار لحل المشكلة تماماً.
وقال مصدر في الطاقم الطبي لريال مدريد إن “العلاج المحافظ” عادة ما يكون الخيار الأول، ولكن “بمجرد خروج الكتف، سيشعر اللاعب بالألم وهذا الألم عادة لا يختفي بشكل طبيعي”.
وقال المصدر أيضاً إنه “عاجلًا أم آجلًا”، من المرجح أن يخضع بيلينجهام لعملية جراحية، لكنه أضاف أنه قد “ينتظر يوماً أو أسبوعاً أو موسماً أو أكثر”. وتابع: “يمكنك التعايش معه طالما يمكنك التعامل معه. ثم عليك أن إجراء العملية”.
ولم تؤكد مصادر مدريد أي خطط لإجراء بيلينجهام لعملية جراحية. ولكن، كما هو متوقع من أي نادٍ يتعامل مع لاعب مصاب، فقد تمت مناقشة هذا الخيار بالفعل. سيحدد الوقت والفحص الإضافي ما سيحدث بعد ذلك.
الدكتور ميكيل أرامبيري هو الرئيس التنفيذي لعيادة “إلاي” للطب الرياضي في مدريد، وهو جراح في مستشفى “ينيفيرسيتاريو لا باز”، وكذلك عضو في معهد أمراض الكتف والمرفق في مستشفى “روبير إنترناسيونال”، ويقول إن الجراحة لا ينصح بها عادةً إلا عندما يكون اللاعب قد عانى بالفعل من خلع في الكتف سابقاً – ولكن ليس دائماً.
ويقول: “إذا استمر ظهور الكتف للخارج، فمن الضروري إجراء عملية جراحية لأن اللاعب لن يكون متاحاً للمدرب. ولكن إذا كانت نوبة معزولة بعد عام واحد ثم بعد 3 سنوات لديهم نوبة معزولة أخرى، ولم يلاحظ أي عدم استقرار في الفحص، فليس من المعتاد دائماً إجراء العملية الجراحية.”
ويضيف الدكتور سانتياجو أروز، الذي يقود وحدة الكتف في “كلينيكا سيمترو”، أحد مستشفيات مدريد المتخصصة في العمليات الجراحية: “مع الخلع الأول، قد يكون هناك جدل. أما بالنسبة للثاني، إذا كانا خلعاً كاملاً، فإن معظم المتخصصين يتفقون على أنه يوصى بالجراحة. هناك الكثير من الإجماع على ذلك”.
“لكن أي شخص أصيب بخلع في كتفه مرة واحدة يكون معرضاً لخطر تكرار ذلك، والذي يختلف باختلاف عمره عندما تعرض للخلع لأول مرة. كلما كانوا أصغر سناً، كلما زاد خطر تكرارها. إذا خلع شاب يبلغ من العمر 16 عاماً كتفه وتعافى، فإننا نعلم أن هناك خطراً بنسبة 90% لعودته. ومع كل خلع، تتضاعف الفرص”.
ويتوقع الدكتور أروز أن عملية تعافي لاعب كرة القدم من المرجح أن تستغرق “شهرين على الأقل. في الرياضات القتالية، تكون مدة الغياب 6 أشهر. في غضون شهرين، لن يتم شفاء الكتف، ولكن في الواقع، العودة إلى الرياضة لها علاقة بالحد الأدنى من المتطلبات التي يجب الوفاء بها؛ أن لديك قدرة جيدة على الحركة، وأنك تستطيع التحرك بسرعة، وأنك لا تشعر بأي ألم وأن لديك الحد الأدنى من استعادة القوة. وميزة كرة القدم هي أنه يمكنك اختيار الوقت من الموسم للعمل”.
من غير المعروف ما إذا كان بيلينجهام قد عانى من خلع سابق في الكتف، لكن الصور من وقته في دورتموند تظهره وهو يرتدي دعامة للكتف في مناسبتين عندما كان يلعب للنادي في أغسطس 2022 ومارس 2023.
ومن المثير للاهتمام أن زميل بيلينجهام في فريق مدريد، إبراهيم دياز، أصيب أيضاً بخلع في الكتف هذا الموسم، في أواخر سبتمبر. واصل اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً اللعب على الرغم من المشكلة، حتى أنه فعل ذلك (وسجل) بعد أيام فقط من تعرضه للإصابة، في 27 سبتمبر.
وتقضي الخطة بأن يخضع إبراهيم لعملية جراحية بمجرد انتهاء الموسم، مما يمنحه الوقت للتعافي دون فقدان أي وقت للعب.
وضع بيلينجهام مختلف تماماً. على عكس إبراهيم، لديه بطولة دولية يفكر فيها في الصيف المقبل، وهو يلعب دوراً حاسماً بالنسبة لإنجلترا كما هو الحال بالنسبة لريال مدريد.
في الوقت الحالي، خطة بيلينجهام هي الاستمرار في اللعب، وقد فعل ذلك بشكل كبير ليلة الأربعاء ضد نابولي، وسجل هدفه الـ15 هذا الموسم في فوز مدريد ضد نابولي بدوري أبطال أوروبا.
خلال مباراة نهاية الأسبوع الماضي ضد قاديش، حاول واحد على الأقل من خصومه استهداف كتفه في التحديات التي تركت بيلينجهام محبطاً بشكل واضح.
وارتدى بيلينجهام “الحماية” حول كتفه خلال تلك المباراة، كما قال أنشيلوتي نفسه. وتشير مصادر قريبة من المستشارين الطبيين للنادي إلى أن هذه الحماية شائعة الاستخدام في اتحاد كرة القدم الأميركي وتم استيرادها من هناك، وتقول مصادر في غرفة ملابس مدريد إنها استخدمت أيضاً من قبل لاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز. والغرض منه هو المساعدة في دعم المنطقة أثناء المباريات لتخفيف الألم، وكذلك تقليل خطر حدوث خلع آخر.
في بعض الكرات الثابتة ضد قاديش، حاول بيلينجهام إبقاء ذراعه اليسرى خلف ظهره عند التحدي على الكرة. وعندما سقط على الأرض، حاول رفع ذراعه بأسرع ما يمكن لتجنب الاحتكاك الشديد.
ضد نابولي، كانت هناك لحظات وإيماءآت صغيرة تشير إلى أنه لا يزال حريصاً على عدم تعرض كتفه لمزيد من الضرر، لكنه كان مرة أخرى صاحب الأداء المتميز في فريق أنشيلوتي، كما قدم التمريرة الحاسمة لهدف خوسيلو المتأخر في الفوز (4ـ2).
عاجلاً أم آجلاً، يبدو أن اللاعب والنادي سيكون عليهم الاتفاق بشأن إجراء موعد إجراء عملية جراحية في كتفه، ومتى قد يحدث ذلك.
