أسباب قد لا تعرفها جعلت جيرونا يتصدر الدوري الإسباني (غيتي)
بعد الـ12 جولة من الدوري الإسباني، يحتل جيرونا صدارة الترتيب، متقدماً على ريال مدريد، وبرشلونة. فكيف يفسر هذا النجاح؟
ربما تكون هذه أكبر مفاجأة في البطولات الأوروبية الكبرى. بعد 12 جولة من الدوري الإسباني، لم يعد برشلونة ولا ريال مدريد، ولا حتى أتلتيكو مدريد، في الصدارة، بل جيرونا. ويملك النادي الكاتالوني سجلاً استثنائياً بعشرة انتصارات، وتعادل واحد، وهزيمة واحدة، ويبدو أنه ليس له حدود. أفضل هجوم في الدوري الإسباني برصيد 29 هدفاً، كما أثار جيرونا ضجة كبيرة بسبب اللعب الجميل الذي قدمه الفريق. يركز فريق المدرب الإسباني ميجيل أنخل سانشيز مونيوز (48 عاماً) بشكل كبير على الهجوم، ويقدم فريقه مباريات ممتعة بالدوري الإسباني.
قد يبدو للوهلة الأولى أن تصدر جيرونا لجدول ترتيب الليجا، هو بسبب تراجع مستوى الأندية العملاقة في البطولة. يبدو هذا صحيح نسبياً. كلا من ريال مدريد وبرشلونة يعانيان من مشاكل واضحة هذا الموسم، لكنهما يحققان نتائج تبقى جيدة جداً. وبذلك، يملك الميرينجي 29 نقطة في 12 جولة، أي حوالي 2.4 نقطة لكل مباراة في المتوسط، وهي إحصائيات بطل محتمل. بهذا المعدل، سيكون الرصيد في نهاية الموسم هو 91 نقطة، مع العلم أن ألقاب الدوري الإسباني تم حسمها في السنوات الأخيرة بمعدل نقاط 85 و 88 نقطة. من جانبه حصل برشلونة على 2.25 نقطة في المباراة الواحدة (أي معدل 85.5 نقطة حتى نهاية الموسم)، وهو أيضاً متوسط مشرف جداً مما يجعله مرشحاً جدياً للغاية للحصول على اللقب. إذا كان جيرونا في الصدارة اليوم، فهذا ليس بسبب أي ضعف محتمل لدى منافسيه.
كيف يمكن لفريق يبدو أنه ليس لديه نجوم أن يحقق هذا النجاح؟ بادئ ذي بدء، يجب التأكيد على أن فريق جيرونا جيد بشكل خاص. هذا ليس فريقاً بطلاً أو فريقاً ينافس في دوري أبطال أوروبا على الورق بالطبع، لكنه يظل مثيراً للاهتمام للغاية. على سبيل المثال، كان صانع الألعاب أليكس جارسيا أحد أفضل لاعبي خط الوسط في الدوري الإسباني لفترة من الوقت. سافينيو هو اكتشاف الموسم، ويظهر الجناح البرازيلي الشاب قدرة مذهلة على إحداث الفارق في الأمتار الأخيرة. في الشق الهجومي، هناك قطع مثل الأوكراني فيكتور تسيجانكوف، أو أرتيم دوفبيك، الذين لم يقدموا أداءً جيداً في الأندية ذات العيار الأعلى مسبقاً. دور لاعبي الأطراف، مثل ميجيل هيرنانديز، أو يان كوتو، مهمان جداً أيضاً. فريق يمزج بين المواهب الشابة واللاعبين الأكثر خبرة قليلاً، مثل القائد ديفيد لوبيز، رئيس الدفاع، أو المخضرم كريستيان ستواني، والذي يستغله ميشيل بشكل جيد للغاية.
نجح المدرب البالغ من العمر 48 عاماً في إنشاء فريق لا يمكن التنبؤ به للغاية، ويصعب على خصومه التعامل معه. ولكن قبل كل شيء متوازن. فريق لا يهاجم بطريقة انتحارية إلى حد ما بالتخلي عن الدفاع، بعيداً عن ذلك. إنهم فريق من الصعب التحرك ضده عندما لا يمتلكون الكرة، ومن ثم لديهم الكثير من الموارد التي يمكن أن تجعلهم خطيرين للغاية عندما يستعيدونها. يتميز الفريق بشكل خاص بالسرعة والإبداع والحلول المختلفة، مع هذا الشعور بأن الخطر يمكن أن يأتي من أي مكان. من الناحية الذهنية، فهم أقوياء جداً، ولا يستسلمون حتى عندما يكونون في موقف صعب. في نهاية هذا الأسبوع على سبيل المثال، كانوا متأخرين بنتيجة (2ـ0) أمام أوساسونا، وتمكنوا من قلب النتيجة والفوز بنتيجة (4ـ2).
جيرونا، المملوك إلى “السيتي جروب”، هو أكثر بكثير من مجرد نادٍ فرعي، حيث يمكن لمانشستر سيتي إرسال الشباب لصقل موهبتهم بالليجا. بل تركز “السيتي جروب” على تسخير كل الإمكانيات لتطويره ومواكبة طموحات النادي الكاتالوني، مثل مركز التدريب الحالي، والمستقبلي الذي سيتم بناؤه بتكلفة 25 مليون يورو.
وعهد قبل كل شيء بالإدارة الرياضية للنادي إلى رجال من المنطقة، بدعم من بير جوارديولا، شقيق بيب. إدارة تؤتي ثمارها، ويتم إدارة النادي بشكل جيد للغاية. لكن الصيف الماضي، خسر الفريق لاعبين مثل سانتي بوينو، وأوريول روميو، وتاتو كاستيلانوس، بينما عاد رودريجو ريكيلمي إلى أتلتيكو مدريد. كل هذا مهم للغاية بالنسبة لميشيل، ولكن تم استبدالهم بشكل رائع ووصل جيرونا إلى إنجاز آخر هذا الموسم. من هناك وحتى تخيل جيرونا بطلاً للدوري الإسباني، لا يزال هناك هامش كبير للتطور، وسيتعين علينا الاعتياد على النادي الكاتالوني في صدارة الجدول لسنوات قادمة.