بيب جوارديولا ورودري (غيتي)
أفادت صحيفة “ذا أتلتيك” البريطانية، أن مانشستر سيتي عرض على لاعب وسطه الإسباني رودري، الرجل الذي سجل هدف الفوز ضد إنتر ميلان، لتحقيق أول دوري أبطال أوروبا في تاريخ النادي، عقداً جديداً ضخماً من شأنه أن يجعله يتقاضى راتباً قريباً من كيفن دي بروين، وإرلينج هالاند، أعلى لاعبين أجراً في النادي.
مانشستر سيتي يلعب على عامل التوقيت. تبقي لرودري 3 سنوات في عقده الحالي، وهي نقطة بدأ يلعب فيها الوقت ضد النادي. مع بقاء عامين في عقده، يبدأ موقف اللاعب التفاوضي في اكتساب قوة، كلما اقترب من نهاية عقده والمغادرة مجاناً، ما يمنحه القدرة على المطالبة بالمزيد من المال مع تزايد اهتمام الأندية الأخرى بالتوقيع معه.
وحسب نفس المصدر، مان سيتي يعمل كل ما في وسعه، لربط رودري بعقدٍ جديد في أسرع وقتٍ ممكن، نظراً لأهميته للفريق، وهم يضغطون من أجل الحصول على إجابة من اللاعب، الذي يعرف أنه لديه كل شيء تقريباً يمكن أن يأمله في مانشستر، بخلاف الشمس، والعائلة.
ولكن هناك اعتبار آخر، فوق المال، والعائلة، والطموح، الذي يتمتع به في السيتي، يمكن لريال مدريد أن يقدم عنصر الشمس والعائلة أيضاً.
لا توجد أندية أخرى يمكنها التعاقد مع رودري في هذه المرحلة، من حيث التمويل أو الطموحات الرياضية، لكن يبقى تخوف السيتي الوحيد هو ريال مدريد.
بعد مغامرة اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً مع إسبانيا هذا الصيف، حيث تم اختياره كأفضل لاعب في بطولة أوروبا، وترشحه بقوة لنيل الكرة الذهبية 2024، ارتفعت أسهمه عالمياً، ولكن بشكل خاص في إسبانيا.
كان داني كارفاخال، الظهير الأيمن لريال مدريد، صريحاً في مناقشة كيف كان يخبر رودري لفترة من الوقت بالانتقال إلى سانتياجو برنابيو، والعديد من العوامل تؤكد أن هذا لم يكن مجرد تصريح عابر.
في الأسبوع الماضي، كان هناك عنوان رئيسي في الصفحة الأولى لصحيفة “آس” الإسبانية، التي تتخذ من مدريد مقراً لها، والذي قال ببساطة “رودري 2025”. قللت مصادر النادي من أهمية ذلك، ولسبب وجيه: فهم يعرفون أنه سيكون من الصعب تنفيذ العملية.
أكد مصدر، تحدث لصحيفة “ذا أتلتيك” البريطانية، دون الكشف عن هويته من أجل حماية منصبه، أن ريال مدريد مهتم بالتعاقد مع رودري، ولكن حتى هم يعتقدون أنهم لا يملكون الوسائل لتحقيق ذلك. إنهم يعرفون الراتب الذي عرضه عليه السيتي، وليس لديهم نية لمضاهاته. كما أنهم لا يعتقدون أنهم يستطيعون تحمل رسوم الانتقال التي سيطلبها السيتي.
لكنهم على استعداد للانتظار لمعرفة نتيجة التهم الـ 115 التي وجهتها رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز ضد السيتي. بدأت جلسة الاستماع يوم الاثنين، ومن المقرر أن يصدر الحكم في العام الجديد. يعتقد مدريد أنه إذا ثبتت إدانة السيتي وتلقى عقوبة كبيرة فقد تكون هناك فرصة للتحرك من أجل رودري.
رودري سعيد للغاية في السيتي، على الرغم من أنه ولد في مدريد، ويعتقد أن فكرة العودة إلى هناك خلال مسيرته جذابة.
القرار الذي يواجهه هو توقيع عقد جديد في النادي الذي يشعر بالسعادة فيه، والالتزام بشكل أساسي مع السيتي، واستبعاد الانتقال بعيداً عن السنوات المتبقية من عقده، أو الانتظار ورؤية ما سيحدث في الاتهامات الموجهة للنادي، والبدء من هناك، سواء كان ذلك يعني الالتزام بعقدٍ جديد مع السيتي، أو الانتظار لمعرفة تطورات اهتمام ريال مدريد.
ولا يزال رودري يملك 3 سنوات في عقده مع السيتي الذي يمتد حتى عام 2027، لذلك قد لا تكون هناك العديد من التداعيات قصيرة المدى حتى لو أعطى نفسه مساحة للتفكير، وانتظر بضعة أشهر قبل اتخاذ القرار. فقط نتيجة كارثية لقرار الاتهامات من شأنها أن تجعل الانتقال إلى مدريد احتمالاً الصيف المقبل، وهذا سيكون مجرد واحد من عدد لا يحصى من المخاوف لمانشستر سيتي في هذا الموقف.
وإذا لم تتم معاقبتهم على الإطلاق، ولكن رودري أراد الانتقال إلى سانتياجو برنابيو على أي حال، فسيظل من الصعب على أبطال إسبانيا تقديم عرض قوي في الأشهر الـ 12 المقبلة، مع استمرار قوة موقف السيتي وسيطرته التعاقدية.
لذا لا يوجد شعور بالقلق داخل نادي الاتحاد، سواء فيما يتعلق بالاتهامات، أو مستقبل رودري، ولكن حقيقة أن النتيجة المتعلقة بهذه الاتهامات في الأفق، وأن خطة مدريد بأكملها تعتمد على الانتظار لمعرفة ما سيحدث، تضيف ديناميكية مثيرة للاهتمام للأشهر القليلة المقبلة خارج الملعب.