رافينيا وهانسي فليك (غيتي)
شهد تعادل برشلونة (1-1) أمام ريال بيتيس، الذي قرّبه خطوة من لقب الدوري الإسباني بعد خسارة ريال مدريد أمام فالنسيا (1-2)، بروز نجمين من صفوف الفريق الكتالوني: الشاب غافي صاحب الهدف، وتوهجه الملفت وعناقه الحار مع المدرب هانسي فليك، والبرازيلي رافينيا، الذي خاض اللقاء كبديل للمرة الثالثة تواليًا في الليغا.
رافينيا لم يكن نجم المباراة فقط بسبب مشاركته المحدودة، بل بسبب انفجاره غضبًا عقب نهاية اللقاء، حين رفض الحكم خيسوس جيل مانزانو السماح لبرشلونة بتنفيذ ركلة ركنية رغم بقاء ثوانٍ معدودة من الوقت بدل الضائع.
تصرف الحكم أثار حفيظة رافينيا الذي حاول الاعتراض بشدة، مما دفع المدرب فليك، ومن ثم الحارس تير شتيغن، للتدخل لتهدئته ومنعه من مواجهة الحكم ومساعديه.
رافينيا، المعروف بطبعه الحاد، كان قد صرح سابقًا: “أنا شخص دموي، وأعترف أنني أندم أحيانًا على بعض ردود أفعالي، لكنني أقاتل من أجل عائلتي، ومن يعتقد أنه سيفرض عليّ قراراته فهو مخطئ”.
المدرب فليك حاول التخفيف من وقع الحادثة بتعليق ساخر: “لم يكن غاضبًا من الحكم، بل من نفسه”.
رافينيا، الذي يُعد من أكثر لاعبي برشلونة ثباتًا هذا الموسم (27 هدفًا و20 تمريرة حاسمة)، أثار الجدل مؤخرًا خارج الملعب أكثر مما فعله داخله. فقبل مباراة البرازيل ضد الأرجنتين بتصفيات كأس العالم، صرّح: “سنلقنهم درسًا داخل وخارج الملعب إذا تطلب الأمر”، وهو ما أشعل حماس الجماهير الأرجنتينية التي ردت بفوز ساحق 4-1.
وبعد عودته، سافر بطائرة خاصة للعب أمام أوساسونا لكنه لم يشارك، كما غاب عن مواجهة جيرونا. غير أنه عاد للتألق في نصف نهائي كأس الملك أمام أتلتيكو مدريد، حيث صنع الهدف الوحيد في المباراة، ثم ظهر بلقطة لافتة وهو يعانق رودريغو دي بول ويستبدل معه القميص، في مشهد سلام بعد تصريحه الناري ضد الأرجنتينيين.
لكن بعد أيام فقط، عاد رافينيا ليُظهر جانبه الغاضب مرة أخرى، وكاد أن يتعرض لعقوبة جديدة لولا تدخل فليك وتير شتيغن.
ليست هذه الحادثة الأولى لرافينيا، ففي الموسم الماضي، دخل في مشادة مع أحد أعضاء الجهاز الفني (شقيق تشافي) بعد استبداله، قبل أن تُنكر الواقعة داخل غرفة الملابس.
وفي مقابلة مع روماريو، أكد رافينيا: “أكره الخسارة. لا أتحملها في أي شيء، سواء كرة القدم أو ألعاب الفيديو أو حتى في البيت. هذا الشعور هو ما قادني إلى النجاح”.
رافينيا لا يُنكر طبيعته الحادة، لكن رغبته الدائمة في الفوز وطموحه الكبير يجعلان منه قائدًا في غرفة الملابس. ومع ذلك، فإن لحظات الغضب قد تُعرّضه لمواقف محرجة، كتلك التي شاهدناها أمام بيتيس أو قبلها أمام الأرجنتين.