ريان آيت نوري والمدير الرياضي هوغو فيانا (غيتي)
أعلن نادي مانشستر سيتي مساء اليوم الإثنين عبر موقعه الرسمية على شبكة الأنترنيت، وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، عن تعاقده مع النجم الدولي الجزائري ريان آيت نوري قادمًا من نادي وولفرهامبتون الإنجليزي.
ووقع ريان آيت نوري عقدًا يمتد لخمس سنوات، سيبقيه في ملعب الاتحاد حتى صيف عام 2030.
ووفقًا لتقارير صحفية مختلفة، تبلغ قيمة الصفقة نحو 40 مليون يورو.
وقال آيت نوري في أول تصريح له كلاعب لمان سيتي: “أنا في غاية السعادة والفخر بالانضمام إلى مانشستر سيتي. اللعب لأحد أكبر أندية العالم كان دائماً حلمي. متحمس جداً للعمل مع بيب غوارديولا وفريقه الفني، والتدرب إلى جانب مجموعة رائعة من اللاعبين. إنها لحظة فخر كبيرة لعائلتي أيضاً. لا أطيق الانتظار لبدء هذه المغامرة واللعب أمام جماهيرنا.”
أما المدير الرياضي لسيتي، هوغو فيانا، فقال: “ريان لاعب تابعناه عن كثب منذ فترة طويلة ونحن سعداء بانضمامه إلينا. يمتلك خبرة كبيرة في الدوري الإنجليزي وأثبت جودته دولياً مع الجزائر. واثقون بأنه سيكون إضافة قوية للفريق، والعمل تحت قيادة بيب سيسهم في تطوير مستواه بشكل أكبر. وفي سن الرابعة والعشرين، هو لاعب يعزز من طموحنا في تحقيق المزيد من النجاحات.”
وكانت آيت نوري الهدف الأول للسيتي في مركز الظهير الأيسر، بعد أربعة مواسم لافتة قضاها مع وولفرهامبتون، عقب انتقاله النهائي من نادي أنجيه الفرنسي، إثر فترة إعارة ناجحة.
وشغل قلب الدفاع يوشكو غفارديول مركز الظهير الأيسر في أغلب فترات الموسم المنقضي، قبل أن يلفت لاعب الوسط الصاعد من الأكاديمية نيكو أوريلي الأنظار بأدائه في نفس المركز خلال الأشهر الأخيرة من الموسم.
وسيبدأ آيت نوري مسيرته مع مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة، ضمن المجموعة السابعة إلى جانب الوداد المغربي، العين الإماراتي، ويوفنتوس الإيطالي، وذلك في النسخة الموسعة من البطولة العالمية.
منذ انضمامه إلى وولفرهامبتون في 2020 (بدايةً على سبيل الإعارة ثم بعقد دائم)، خاض آيت-نوري 157 مباراة، سجل خلالها 5 أهداف وقدم 7 تمريرات حاسمة في الموسم الأخير فقط، الذي شهد مشاركته في 41 مباراة بمختلف المسابقات.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يستعد فيه وولفرهامبتون لفقدان لاعب أساسي آخر، بعد تأكيد انتقال البرازيلي ماثيوس كونيا إلى مانشستر يونايتد.
برَز آيت نوري الموسم الماضي كواحد من أبرز العناصر الإبداعية في صفوف وولفرهامبتون، حيث لمس الكرة أكثر من أي لاعب آخر في الثلث الهجومي، وكان أكثر من صنع أهدافًا (7 تمريرات حاسمة) من مركزه كظهير/جناح أيسر متقدم.
ومع غياب ماثيوس كونيا، لعب دورًا بارزًا في سلسلة من ستة انتصارات متتالية ساعدت الفريق على ضمان البقاء في الدوري، مسجلًا هدفًا وصانعًا لآخر أمام توتنهام، وخلق خمس فرص ضد إيبسويتش، ليؤكد خطورته بانطلاقاته السريعة وعرضياته المتقنة بالقدم اليسرى. ومن الجدير بالذكر أنه كان من بين أفضل 10 لاعبين في الدوري الإنجليزي من حيث عدد المراوغات التي قام بها الموسم الماضي.
لكن آيت-نوري ليس مجرد ظهير هجومي تقليدي؛ فهو لاعب موهوب فنيًا، يُجيد اللعب بكلتا قدميه، وقادر على أداء أدوار متعددة. مرر كرة حاسمة في بداية الموسم أمام تشيلسي بعد انطلاقة من العمق، ومرر تمريرة حاسمة بالقدم اليمنى أمام توتنهام في ديسمبر، كما شغل دور صانع الألعاب (رقم 10) في بعض مباريات الموسم تحت قيادة المدرب غاري أونيل.
يمكن تشبيهه بـ جواو كانسيلو؛ ظهير مبدع، يُجيد اللعب في المساحات الضيقة، ويتحرك بين الخطوط أو على الأطراف، وهو ما يتماشى مع فلسفة بيب غوارديولا. ومن هذا المنطلق، فإن آيت-نوري يُمثل خيارًا مثيرًا للاهتمام، خاصةً في ظل افتقار أجنحة السيتي للحسم والفعالية في الثلث الأخير هذا الموسم، رغم وجود بعض التحفظات على تركيزه الدفاعي.
مانشستر سيتي سيضم لاعبًا بقدرات كبيرة، لكنه لا يزال “خامًا” من الناحية التكتيكية، رغم خوضه أربعة مواسم في الدوري الإنجليزي. فريان آيت نوري لم يُقدّم أفضل مستوياته إلا حين لعب كظهير جناح أمام ثلاثي دفاعي، ما يُخفي جوانب القصور الدفاعي ويُبرز قدراته الهجومية المتفجرة.
يعشق اللاعب الجزائري الاستعراض بمهاراته ولمساته الفنية، وهو ما يُثير أحيانًا انزعاج الجهاز الفني. فعلى سبيل المثال، بعد ضمان البقاء في الدوري نهاية الموسم الماضي، دخل في “وضع الاستعراض” ما أثر على فعاليته، كما حدث في مباراة الجولة الأخيرة أمام برينتفورد، عندما فقد الكرة بشكل استعراضي تسبّب بهدف في مرمى فريقه.
ومع ذلك، يبقى ريان آيت نوري تهديدًا هجوميًا كبيرًا عند تقدّمه من الخلف، ويملك عناصر السرعة والقوة التي يمكن تطويرها دفاعيًا. كما يتمتع بالقدرة على التمركز داخل الملعب واللعب في العمق، وهو ما قد يجذب غوارديولا ويجعله خيارًا مثاليًا في منظومته المرنة.