كارلو أنشيلوتي (غيتي)
ترك التعادل في الديربي (1ـ1) مؤشرات إيجابية ريال مدريد. وبعيداً عن الجدل التحكيمي، لا يزال الفريق متصدراً للدوري، وقدم أداءً جيداً في الشوط الثاني، كما شهد تألقاً ملحوظاً لبعض اللاعبين مثل أسينسيو، ولوكاس فاسكيز، ومبابي، مما يزيد من التفاؤل قبل المواجهة المرتقبة يوم الثلاثاء في مانشستر. لكن عدم تحقيق الفوز يحمل معه إحصائية مقلقة أخرى: فريق أنشيلوتي لا يزال يعاني في المباريات الكبرى هذا الموسم، حيث فشل في حسم العديد منها، فيما ينتظره اختبار صعب أمام مانشستر سيتي قريباً.
حقق ريال مدريد التوقعات في نهائي كأس السوبر الأوروبي في أغسطس الماضي بفوزه على أتالانتا (2-0)، لكن عندما واجه منافسين أقوى، لم يحقق سوى انتصارين إضافيين: الفوز في وارسو على أتالانتا في دوري الأبطال (3-2)، والانتصار الكبير على بوروسيا دورتموند (5-2). ومع أن الفريق الألماني يعتبر وصيف النسخة الماضية من دوري الأبطال، إلا أنه حالياً يحتل المركز الحادي عشر في البوندسليجا، بفارق 25 نقطة عن المتصدر بايرن ميونيخ، وأقرب إلى مناطق الهبوط منه إلى المركز الثاني، كما تعرض لهزائم قاسية في أوروبا. أما باقي المواجهات الكبرى، فكانت بمثابة ضربات مؤلمة للفريق الملكي.
أولى هذه الهزائم جاءت في ميتروبوليتانو عندما سجل كوريا هدف التعادل في الدقيقة 95، في ما عُرف بـ”ديربي العار”. ثم تواصلت سلسلة الهزائم أمام برشلونة (0-4)، ميلان (1-3)، ليفربول (0-2)، وأتلتيك بيلباو (1-2)، في أسابيع كارثية كادت تكلف أنشيلوتي منصبه. حينها، تلقى سولاري إشارة من الإدارة بأنه قد يضطر إلى ترك منصب مدير الكرة، والعودة كمدرب طوارئ. بعدها، تحسن الفريق وتجنب فلورنتينو بيريز اتخاذ قرار مؤلم، لكن الأداء في المواجهات الكبرى لم يتغير كثيراً، كما ظهر في خسارة نهائي كأس السوبر الإسباني أمام برشلونة (2-5).
التعادل أمام أتلتيكو مدريد في البرنابيو (1-1) يعكس استمرار هذا النمط، ويضع الفريق أمام تحدٍ حتمي: إيقاف هذه السلسلة السلبية أمام بيب جوارديولا للحفاظ على آماله في دوري الأبطال، البطولة التي يراها المدريديون ملكهم. ورغم كل هذه العثرات، لم يتأثر الفريق كثيراً في الليجا، والسبب يعود إلى أنها ربما تكون “أسهل” نسخة من المسابقة في السنوات الأخيرة.
يُظهر الترتيب الحالي أن ريال مدريد، رغم امتلاكه خط هجوم ناري، يعاني دفاعياً، لكنه لا يزال في الصدارة. اللافت أن هذا الفريق هو الأسوأ من حيث النقاط في تاريخ أنشيلوتي مع النادي بعد 23 جولة، حيث جمع 50 نقطة فقط، مقارنة بـ 57 نقطة في موسمي 2013ـ214، و2014ـ2015، و53 نقطة في 2021ـ2022، و52 نقطة في 2022ـ2023، و58 نقطة في 2023ـ2024. ومع ذلك، لا يزال ريال مدريد متصدراً بفارق نقطة عن أتلتيكو مدريد (49 نقطة)، وأربع نقاط عن برشلونة (45 نقطة) بقيادة فليك.
إذا استمر فريق أنشيلوتي في معاناته مع الاستمرارية، ودفع أتلتيكو ثمن بدايته السيئة، فإن برشلونة، رغم تألقه بقيادة الشاب لامين يامال، يعاني من عدم الثبات، بعد تعثره أمام خيتافي (1ـ1)، أتلتيكو (1ـ2)، ليجانيس (0ـ1)، ولاس بالماس (1ـ2)، مما يجعله بعيداً عن المنافسة الجادة على اللقب. وإذا فاز الليلة في إشبيلية (21:00)، سيقلص الفارق إلى نقطتين فقط عن ريال مدريد.