فرانشيسكو أتشيربي (غيتي)
ضربت الحياة فرانشيسكو أتشيربي مرارًا، لكنه ظل واقفًا، يمضي قدمًا دون أن يستسلم. الإيطالي البالغ من العمر 37 عامًا أصبح بطل إنتر ميلان بعدما اندفع نحو الهجوم في الوقت بدل الضائع، باحثًا عن هدف بدا مستحيلًا… ونجح في ذلك. أجبر برشلونة على خوض شوطين إضافيين، كانا كافيين ليُصبغا بألوان النيرازوري.
فرانشيسكو أتشيربي أتشيربي تغلّب على مرض السرطان مرتين، وخرج من نفق الاكتئاب بعد وفاة والده، وتجاوز أزمة إدمان الكحول. لم يستسلم أبدًا، إلى أن أصبح لاعبًا حاسمًا في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ضد برشلونة. هدفه في الدقيقة 93 كان الأول له في المسابقات الأوروبية، لكنه هدف سيدوّن إلى الأبد في ذاكرة جماهير إنتر، ويؤلم جماهير برشلونة كما فعل من قبل مانولاس وأوريغي…
في الدقيقة 92 و42 ثانية، أرسل دومفريس كرة عرضية، فسبق أتشيربي المدافع أراوخو عند القائم الأول، وسددها كمهاجم محترف في الزاوية العليا للمرمى. بعد كل تلك الضربات التي تلقاها في حياته، لم يكن من الممكن إلا أن يكون هو من يمنح إنتر حياة جديدة، فريق لم يتأخر في النتيجة سوى 6 دقائق فقط من أصل 120 دقيقة لعب.
مسيرته كانت تنتظره للحظة كهذه. فرانشيسكو أتشيربي بات أسطورة في صفوف إنتر منذ انضمامه عام 2022. بدأ مسيرته في نادي بافيا في دوري الدرجة الثالثة الإيطالي، ثم انتقل إلى ريجينا في الدرجة الثانية، ومن هناك إلى كييفو في الدرجة الأولى، كما لعب لميلان، جنوى، ساسولو، ولاتسيو. دولي مع منتخب إيطاليا (34 مباراة، هدف واحد)، وفاز ببطولة يورو 2020، وأصبح قطعة أساسية في منظومة سيموني إنزاغي.
في مقابلة مع مجلة (L’Ultimo Uomo)، كشف أتشيربي عن تفاصيل معركته مع الورم في الخصيتين:
“السرطان كان حظي. أشكر الله لأنني أُصبت به. في يوم من الأيام بدأت أصرخ: أخرج من جسدي!، ومع ذلك كنت أعيش حياتي بشكل اعتيادي: السهر، الشرب، أخرج حتى السابعة صباحًا”.
وأضاف:
“لم أكن أحترم نفسي، ولا عملي، ولا من يدفعون لي. كثيرًا ما كنت أذهب إلى التمارين (نصف سكران)، دون أن أتعافى من آثار الكحول. جسديًا كنت في حالة جيدة لأني قوي بطبيعتي. كنت أكتفي بقليل من النوم لأستعيد طاقتي”.
رغم كل ما واجهه، ها هو أتشيربي يسجل هدفًا خالدًا، ويكتب اسمه بحروف ذهبية في تاريخ إنتر.