كارلو أنشيلوتي (غيتي)
يحدث الكثير داخل أروقة ريال مدريد، وإن لم يُحسم شيء بعد بشكل نهائي. النادي يعمل على التخطيط للموسم المقبل رغم الصعوبات التي تفرضها نهاية الموسم الحالي غير الواضحة، إلى جانب مشاركة الفريق في كأس العالم للأندية التي تؤثر بشكل مباشر على فترة التحضير.
ووفقاً لتقرير جديد من موقع “ريليفو” الإسباني، على طاولة الإدارة، هناك عدة سيناريوهات مطروحة، لكن يوجد وضوح تام بشأن المناطق داخل الفريق التي تحتاج إلى تغيير، وتلك التي لا تتطلب أي تعديل. من بين هذه السيناريوهات، يبرز مستقبل المدرب كارلو أنشيلوتي، الذي يمكن أن يُقال في يوم ويُؤكد بقاؤه في اليوم التالي.
الحقيقة أن ريال مدريد يُكن احترامًا كبيرًا للمدرب الإيطالي، ويُقدّر ما حققه في السنوات الأخيرة، خصوصًا قيادته للفريق حتى شهر أبريل مع المنافسة على الألقاب الثلاثة الكبرى (الدوري، دوري الأبطال، الكأس)، رغم كثرة الإصابات والمشاكل. كما فاز بالفعل بلقبي السوبر الإسباني والإنتركونتيننتال. لذا، رغم وجود أصوات داخلية تدعو للتغيير، فإن مستقبل أنشيلوتي يبقى في يده.
أولًا، الأمر يعتمد على نتائج الفريق في نهاية الموسم، وهذا هو العامل الحاسم. إذا فاز بالألقاب، سيحصل على الضوء الأخضر للاستمرار. وإذا فشل، فستُصبح استمراريته صعبة، وهو يعلم ذلك جيدًا. ثانيًا، قراره الشخصي. فلو نجح في التتويج، سيكون هو من يحدد مستقبله بنفسه.
أنشيلوتي كرر مرارًا وتكرارًا أنه لن يستقيل، وإذا رحل فسيكون بالإقالة. كما أنه جدّد عقده حتى 2026 في وقتٍ ظن الجميع أنه راحل، وقد ينتهي هذا الموسم بنفس الطريقة. ومع ذلك، فإن المدرب الإيطالي يستعد لكافة الاحتمالات، إذ لا يزال مطلوبًا من أندية ومنتخبات عديدة، أبرزها منتخب البرازيل، الذي استعاد اهتمامه به رغم الرفض الأول، ويستعد لتقديم مفاتيح مشروع مونديال 2026 له. كما تفكر السعودية أيضًا في ضمه لمشروعها الكروي الضخم.
أما ريال مدريد، فلن يُمانع في منحه دورًا آخر داخل النادي إذا قرر ترك عالم التدريب.
في الجهة المقابلة، يقف تشابي ألونسو بانتظار الفرصة. لديه باب مفتوح في ريال مدريد، وتم التواصل معه بالفعل، لكن النادي لا يستطيع منحه ضمانًا رسميًا بتدريب الفريق في 2025. الأمر سيُحسم بحسب نهاية موسم أنشيلوتي، الذي يملك زمام الأمور حاليًا.
رغم ذلك، لا يبدو أن تشابي قلق أو متوتر. لا يمانع البقاء لموسم إضافي في ليفركوزن، حيث يعيش مع عائلته بسعادة في ألمانيا، ويحظى بتقدير كبير هناك.
تشابي، لاعب ريال مدريد السابق، يرى نفسه مدربًا في سانتياغو برنابيو عاجلًا أو آجلًا. وهو يُدرك تمامًا أن بيئة ريال مدريد مختلفة تمامًا عن باير ليفركوزن. في فالديبيباس (مقر تدريبات مدريد)، هناك فصل واضح بين عمل الإدارة والعمل الفني، ودوره سيكون مقتصرًا على ما يحدث في الملعب. يتمنى جلب بعض اللاعبين الذين يثق بهم، لكنه يعرف صعوبة ذلك في نادٍ يضع حدودًا صارمة ولا يُقدم على أي تعاقد لا يتماشى مع مصالحه الرياضية والاقتصادية، مهما كانت مكانة المدرب. تشابي، العارف بخبايا مدريد، يتفهم ذلك، لكنه لن يتردد في الضغط إذا لزم الأمر.
داخل إدارة ريال مدريد، هناك من يتصور مستقبلاً يضم تشابي ألونسو وأربيلوا في مشروع مشترك: الأول مع الفريق الأول والثاني في الفريق الرديف. علاقتهما القوية منذ أيام اللعب تُعد عاملاً مساعدًا على النجاح. لكن قبل ذلك، لا بد من حسم مستقبل كارلو أنشيلوتي… وأيضًا مستقبل راؤول، مدرب الكاستيا.
في فالديبيباس، تتصاعد التوقعات بأن هذا سيكون الموسم الأخير لراؤول، مع احتمالية انتقاله إلى ألمانيا. لكن، مع راؤول، لا أحد يستطيع التنبؤ. فهو “الخلود” بعينه داخل مدريد.
أي تغيير في ريال مدريد مرتبط بما سيحدث على أرض الملعب خلال الأسابيع القادمة. أنشيلوتي في موقع قوي حاليًا، خاصة بعد ضمان نهائي كأس الملك، واقتراب الحسم في الليغا، والمضي قدمًا في دوري الأبطال خلال أشهر هي عادةً الأفضل له.
لكن هذا لا يمنع أن هناك ضغوطًا، وأن أي تعثر قد يُغير المشهد. الأمور قريبة جدًا… لكنها قد تصبح بعيدة جدًا.