غونزالو غارسيا (غيتي)
لا يزال مونديال الأندية يمثل امتحانًا يوميًا لتشابي ألونسو، المدير الفني لريال مدريد، الذي واجه منذ بداية البطولة سلسلة من التحديات المعقدة، أبرزها غياب كيليان مبابي، وإعادة تشكيل هوية الفريق، ومحاولة دمج العناصر الجديدة في منظومته التكتيكية. ورغم صعوبة المأمورية، استطاع المدرب الإسباني اكتشاف بعض الحلول الهجومية الواعدة، مثل بروز غونزالو غارسيا كخيار جاد في خط المقدمة، وتحول أردا غولر، إلى جانب الانفجار الكبير في أداء فران غارسيا.
لكن ورغم هذه الإيجابيات، ما زال ينتظر ألونسو امتحان بالغ الأهمية قبل بلوغ أول نهائي له كمدرب للنادي الملكي.
سيصطدم تشابي ألونسو بباريس سان جيرمان في نصف نهائي حارق، وسط سلسلة من التحديات التكتيكية. البداية كانت مع الطرد المفاجئ لدين هويسن في الدقائق الأخيرة من مباراة ربع النهائي، ما أجبر الجهاز الفني على إعادة النظر في التشكيلة الدفاعية. أما مبابي، فلم يعد منطقياً بقاؤه على دكة البدلاء في ظل جاهزيته واسم الخصم القادم.
مع غياب هويسن، قد يتجه ألونسو إلى تعديل الرسم التكتيكي الذي اعتمده أمام بوروسيا دورتموند، والعودة إلى رباعي دفاعي تقليدي. في هذا السيناريو، سيعود تشواميني إلى مركز قلب الدفاع — وهو موقع سبق أن شغله في مواقف مشابهة — إلى جانب روديغر وفران غارسيا وترينت أرنولد. البديل الآخر هو إدخال راؤول أسينسيو في خط الدفاع كتعويض مباشر عن الغائب، ما يمنح أوريلين تشواميني مرونة للتحرك بين الوسط والدفاع بحسب تطورات المباراة.
في خط الوسط، تبدو الأمور أكثر وضوحًا. وجود بيلينغهام، فالفيردي، وغولر غير قابل للنقاش، حيث يتولى النجم التركي قيادة بناء الهجمات. أما في الخط الأمامي، فالوضع يكتنفه المزيد من الغموض. غونزالو غارسيا يعيش فترة تألق لافتة — سجل أربعة أهداف وقدم تمريرة حاسمة في خمس مباريات — وأثبت أنه جدير بالثقة التي منحه إياها المدرب. الفراغ الذي تركه هويسن قد يدفع باللاعب الشاب للانتقال إلى الجهة اليمنى، وهو مركز ليس غريبًا عليه، إذ سبق له أن شارك في 16 مباراة هناك مع الكاستيا. هذا التغيير سيضع مبابي في قلب الثلاثي الهجومي، بينما يعود تشواميني إلى مركز قلب الدفاع.
من جهة أخرى، قد يفضّل ألونسو الالتزام بالأمان الدفاعي في مواجهة واحدة من أقوى الآلات الهجومية في العالم، مما يعني التضحية بأحد مهاجميه الثلاثة: فينيسيوس، مبابي، أو غونزالو. وفي هذا الإطار، يُتوقع أن يراهن المدرب على الثنائي الفرنسي البرازيلي، في ظل خبرتهما ووزنهما الكبير، بينما ينتظر غونزالو فرصته من على الدكة. الخطة ستكون 5-3-2، مع إدماج أسينسيو كقلب دفاع ثالث بجانب روديغير وتشواميني، ومبابي يظهر أساسيًا لأول مرة في هذه النسخة.
تشابي ألونسو أمام أربع فرضيات تكتيكية معقدة، جميعها تتطلب تضحيات صعبة. سيحاول إيجاد التوازن دون التنازل عن الأسس التي بناها الفريق منذ بداية البطولة. وكل ذلك في مواجهة خصم شرس، يجعل من نصف النهائي وكأنه “نهائي مبكر” تحت سماء نيوجيرسي الملتهبة.