جدل تحكيمي في الديربي: لماذا لم تُحتسب لمسة يد سيميوني رغم وضوحها؟!
لم يكن ديربي دوري الأبطال بين أتلتيكو مدريد وريال مدريد خاليًا من الجدل، كما هو متوقع في مثل هذه المواجهات. ففي الدقيقة 20، طالب فريق كارلو أنشيلوتي بركلة جزاء بسبب لمسة يد على جوليانو سيميوني، الذي اعترض تمريرة عرضية من فينيسيوس لم تكن تشكل أي خطورة.
ورغم عدم وجود تعمد، رأى لاعبو ريال مدريد أن يد اللاعب كانت بعيدة عن جسده، وهو ما يبرر احتساب ركلة جزاء وفقًا للقواعد الحالية. لكن الحكم البولندي شيمون مارشينياك لم يعتبرها مخالفة، كما أن حكم تقنية الفيديو (الفار) توماش كفياتكوفسكي لم يستدعِه لمراجعة اللقطة على الشاشة.
تلقى فينيسيوس الكرة وواجه ماركوس يورينتي، وبعد صراع على الكرة، انزلق وحاول إنقاذ الموقف بإرسال تمريرة غير متوقعة. ربما كان يسعى لكسب ركلة ركنية، لكن بدلاً من ذلك، تسببت تسديدته اليسارية في اصطدام الكرة بيد جوليانو سيميوني داخل منطقة الجزاء.
كانت يد اللاعب الأرجنتيني في وضع طبيعي لكنها كانت بعيدة عن جسده بشكل واضح. مارشينياك لاحظ اللقطة في البداية، لكنه اعتبر أن الذراع كانت منخفضة وغير معرقلة للحركة. ربما كانت هذه الحالة تُحتسب ركلة جزاء في الدوري الإسباني، لكن في البطولات الأوروبية، يميل الحكام إلى أن يكونوا أكثر تحفظًا ولا يحتسبون الأخطاء بسهولة. تقنية الـفار لم ترَ ضرورة لمراجعة القرار أيضًا.
الحكم الإسباني السابق ماتيو لاهوز، محلل التحكيم في “موفيستار بلس+”، أيد قرار الحكم البولندي بعدم احتساب ركلة الجزاء، قائلاً: “منذ حادثة كوكوريّا، حدثت تغييرات في قرارات لمسات اليد، وفي المباريات الأخيرة رأينا حالات مشابهة تم احتسابها. لكن بالنسبة لي، ومع وضع اليد بشكل طبيعي وقرب المسافة بين فينيسيوس واللاعب، لا أرى أنها تستحق ركلة جزاء. لا يمكن توقع أن يرسل فينيسيوس تمريرة مرفوعة بهذه الطريقة من زاوية منخفضة جدًا. منذ تغيير القوانين في الصيف، نشهد بعض التفسيرات غير المستقرة…”
وأضاف: “عندما يكون حكم الـفار من نفس جنسية حكم الساحة، غالبًا ما تكون القرارات أكثر اتزانًا. بالأمس، رأينا قرارًا غريبًا عندما كان الحكمان من دولتين مختلفتين…”
تم اختيار الحكم البولندي شيمون مارشينياك لقيادة هذه القمة النارية، وهو أحد أبرز الحكام في العالم وفقًا لتقييم اليويفا، حيث تولى إدارة مباريات كبرى مثل نهائي كأس العالم 2022، ونهائي دوري أبطال أوروبا 2023، ونهائي كأس العالم للأندية 2023. بدأ مسيرته التحكيمية بعمر 21 عامًا، وسرعان ما صعد في مسيرته حتى بدأ التحكيم في الدوري البولندي عام 2009، ثم في مسابقات اليويفا منذ 2011. ماتيو لاهوز وصفه بأنه “أحد أفضل الحكام على الإطلاق”.
لدى الحكم البولندي سجل متوازن مع الفرق الإسبانية. فمثلاً، ريال مدريد خاض معه تسع مباريات، فاز في أربع منها، تعادل في اثنتين، وخسر ثلاث مرات. آخر مباراة أدارها للملكي كانت أمام أتالانتا هذا الموسم (2-3 لصالح ريال مدريد)، لكنه كان حاضرًا أيضًا في بعض الهزائم المؤلمة، مثل الخسارة 2-4 أمام أتلتيكو في كأس السوبر الأوروبي 2018، والهزيمة القاسية 0-4 أمام مانشستر سيتي في 2023.
أما أتلتيكو مدريد، فيملك سجلًا مميزًا مع مارشينياك، حيث خاض معه ثماني مباريات، فاز في سبع منها وخسر واحدة فقط. الأتلتيكو يعرف جيدًا كيف ينتصر تحت قيادته، حتى في المباريات الكبرى مثل هذا الديربي.
رغم سمعته الدولية، تعرض مارشينياك لانتقادات من بعض الجماهير بعدما ظهر ذات مرة حاملاً حقيبة رياضية تحمل شعار ريال مدريد، ما أثار الجدل حول ميوله. لكن لم يتم إثبات أي صلة رسمية بينه وبين النادي الملكي، ولم يؤثر ذلك على تكليفه بمباريات الفريق في البطولات الكبرى.