لويس دي لا فوينتي (غيتي)
تم الإعلان رسمياً، هذا الإثنين، عن العقد الجديد الذي يمنح لويس دي لا فوينتي (63 عاماً) قيادة مستقبل المنتخب الإسباني حتى 2028 على الأقل. وكجزء من هذه الاتفاقية، سيشهد المدرب الإسباني قفزة كبيرة في راتبه، حيث سيرتفع من600 ألف يورو سنوياً عندما كان يقود منتخب تحت 21 عاماً، إلى أكثر من ثلاثة أضعاف هذا الرقم في حال تحقيق بعض الأهداف السهلة نسبياً، مثل التأهل إلى البطولات الكبرى المقبلة. ولكن أحد الجوانب الأكثر أهمية في هذا التجديد هو العروض الكبيرة التي رفضها من أجل البقاء في الاتحاد الإسباني لكرة القدم.
ووفقاً لصحيفة “ريليفو” الإسبانية، على مدى السنوات الأربع الماضية، تلقى دي لا فوينتي العديد من العروض، لكنه ظل متمسكاً بقناعته بأن الوقت سيمنحه الفرصة ليصل إلى المنتخب الأول ويثبت جدارته عبر النجاحات. لذلك، كان دائماً واضحاً في توجيهاته للوكالات التي تمثله، حيث أكد أن “المنتخب الإسباني هو الأولوية المطلقة، ولا يجب النظر إلى العروض الأخرى إلا إذا لم يكن هناك رغبة في بقائه”. نقل هذا المبدأ إلى كارلوس بوتشيرو، وكيله السابق، قبل أن يصبح الأخير المدير العام لنادي أتلتيكو مدريد، ومن ثم إلى وكالة (You First) التي تمثله حالياً.
لكن إصراره لم يكن مجرد كلام، فقد رفض العديد من العروض المغرية. في 2021، وبعد انتهاء أولمبياد طوكيو، تلقى عرضاً مغرياً من قطر رغم أنه لم يكن حينها مرشحاً رئيسياً لقيادة المنتخب الأول، حيث كان لويس إنريكي يحقق نتائج قوية. ورغم أن العرض القطري كان كفيلاً بتأمين مستقبله المالي، إلا أنه اختار البقاء، وواصل تحقيق النجاحات مع الفئات العمرية في انتظار فرصته.
بعد كأس العالم 2022، حيث خرجت إسبانيا أمام المغرب، تمت إقالة لويس إنريكي، وتم تعيين دي لا فوينتي مكانه. تلقى الخبر في 7 ديسمبر 2022، وعُين رسمياً في 12 ديسمبر. منذ ذلك الحين، حقق النجاح بقيادته الفريق إلى التتويج بلقب دوري الأمم الأوروبية 2023، ثم لقب يورو 2024.
في بداية 2024، تلقى عرضاً من منتخب الولايات المتحدة، وهو ما تم تداوله في صحيفة “واشنطن بوست”. لكن خلال بطولة يورو 2024، طلب من مساعديه عدم إبلاغه بأي عروض أخرى لأنه كان يركز على تحقيق اللقب.
رغم ذلك، لم تتوقف العروض عنه: خلال يورو 2024، حاول الأهلي السعودي التعاقد معه براتب 8 ملايين يورو سنوياً، لكنه رفض حتى الاستماع إلى التفاصيل، وفي يوليو 2024، عرض عليه منتخب من الشرق الأوسط راتباً يزيد عن 6 ملايين يورو سنوياً، لكنه رفض أيضاً.
كما تلقى عروضاً من بلجيكا وأندية كبرى في أوروبا، لكنه فضل البقاء مع منتخب إسبانيا.
وبعد توقيع العقد الجديد، بدأ دي لا فوينتي العمل مع رافائيل لوزان على إعادة هيكلة الاتحاد الإسباني، حيث يخطط لاستقطاب شخصيات جديدة لطاقمه لتعويض رحيل كل من ألبرت لوكي، فرانسيس هيرنانديز وتيتو بلانكو.
بعد أن رفض ملايين الدولارات، سيكون دي لا فوينتي هو قائد إسبانيا في تصفيات كأس العالم 2026 ويورو 2028، فهل يواصل قيادة “لا روخا” نحو المزيد من المجد؟