تشابي ألونسو (غيتي)
بدأت الشكوك تحاصر المدرب الإسباني تشابي ألونسو في موسمه الثاني مع باير ليفركوزن، بعد سلسلة من النتائج السلبية، بما في ذلك السقوط في دوري أبطال أوروبا بأنفيلد ضد ليفربول 4ـ0.
ولم يحقق ليفركوزن سوى 3 انتصارات في جميع المسابقات منذ بداية أكتوبر. سلسلة مقلقة تضع النادي الألماني في المركز الـ13 بجدول ترتيب دوري أبطال أوروبا، برصيد 7 نقاط فقط من 4 مباريات، وفي المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الألماني، بفارق 9 نقاط عن بايرن ميونيخ المتصدر، وتشير إلى موسم ثانٍ صعب لألونسو، يخلق شكوكا بشأن ما إذا كان المدرب الشاب قادراً على تكرار المعجزة التي حققها في ليفركوزن الموسم الماضي، من خلال تحقيق ثلاثية محلية تاريخية، بالجمع بين الدوري الألماني الأول في تاريخ النادي، وكأس ألمانيا، والسوبر الألماني، إلى جانب قيادة النادي إلى نهائي الدوري الأوروبي.
على الرغم من الخسارة الكبيرة أمام ليفربول، إلا أن حامل لقب البوندسليجا، لا يزال في وضع جيد للتأهل إلى الجولة التالية من دوري أبطال أوروبا. وبعد أن نجح بسهولة في تجاوز خصوم من الدرجات الأدنى في الجولتين الأوليين من كأس ألمانيا، يستمر النادي في طريقه للدفاع عن لقبه في الكأس. ولكن يبدو أن حفاظهم على لقب الدوري الألماني يصبح صعباً للغاية. ووفقاً لبيانات موقع ترانسفير ماركت، فإن أكبر انخفاض في مستوى فريق ألونسو هذا الموسم، كان في الدوري الألماني، حيث بلغ المتوسط 1.78 نقطة فقط في المباراة الواحدة.
عند مقارنته بمتوسط الموسم الماضي القياسي البالغ 2.65 نقطة في المباراة الواحدة، فإنه يشكل انخفاضاً بنسبة 32.8٪ في النقاط التي فاز بها في المباراة الواحدة. عند أخذ هذا المتوسط وتطبيقه على بقية مباريات ليفركوزن المتبقية في الدوري، فإن هذا يشير إلى أن فريق ألونسو في طريقه إلى حصد 61 نقطة فقط، وهو ما سيكون أقل بـ 29 نقطة من حصيلة الموسم الماضي النهائية، وعلى الأرجح يعني أن النادي سيكافح لإنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى، والتأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، ناهيك عن المنافسة على اللقب.
أكبر مشكلة تواجه فريق ليفركوزن، هي خسارته لقوته الدفاعية. في الموسم الماضي، استقبل النادي في المتوسط 0.79 هدفاً فقط في المباراة الواحدة في جميع المسابقات. وهذا الموسم، قفز هذا الرقم إلى 1.56 هدفاً في المباراة الواحدة في جميع المسابقات، وهو ما يؤثر بشكل كبير على قدرة الفريق على الفوز بالمباريات.
وتضرر ليفركوزن من دفاعه في الدوري الألماني أكثر من أي مسابقة أخرى. في الموسم الماضي، تقدم الفريق 28 مرة في الدوري، ولم يخسر نقطة واحدة في المباريات التي تقدم فيها، وهو ما يظهر بوضوح دور قوة دفاعه في تتويجه بلقب الدوري الأول في تاريخه. هذا الموسم تقدم فريق ألونسو 8 مرات في أول 9 مباريات بالدوري، وخسر 9 نقاط من هذه المباريات.
هناك بعض الأسباب وراء هذه الهوة في دفاع ليفركوزن التي ظهرت في الأشهر القليلة الماضية. ربما يكون السبب الأكثر وضوحاً هو تراجع مستوى الركائز الدفاعية، بداية بحارس المرمى لوكاس هراديكي (34 عاماً)، ولاعب الوسط الدفاعي جرانيت تشاكا (32 عاماً)، وقلب الدفاع جوناثان تاه (28 عاما). كان فريق ألونسو يعتمد بشكل مفرط على هؤلاء النجوم الثلاثة في الموسم الماضي، ويعانى الآن من تقدمهم في السن، أو عجزهم عن تكرار الأداء الاستثنائي لهم في الموسم الماضي.
من جهة لم تعطي التعاقدات الصيفية الإضافة المنتظرة، في شكل الظهير الأيمن نوردي موكيلي، الذي انضم على سبيل الإعارة من باريس سان جيرمان، والمدافع الوسط الواعد جانويل بيلوسيان الذي وصل من رين، وحتى بديل تشاكا المحتمل وهو أليكس جارسيا الذي انضم من جيرونا. تعرض هؤلاء اللاعبين الجدد للإصابات، وأدائهم الضعيف جعل ألونسو يتجاهلهم لصالح مواصلة المراهنة على نجومه القدامى الأكثر خبرة.
ويعاني فريق تشابي ألونسو هجومياً أيضاً. توقف فريقه عن توليد تلك اللحظات الدرامية التي عرف بها الموسم الماضي، باختراق دفاعات الخصوم، وتسجيل الأهداف في اللحظات الأخيرة من المباريات.
في الموسم الماضي جاء 43% من إجمالي أهداف ليفركوزن في الدوري بعد الدقيقة الستين. انخفض هذا الرقم هذه الموسم بشكل كبير إلى 30% فقط من إجمالي أهداف الفريق. في الواقع، وبتوسيع الإحصائية لتشمل الأهداف المسجلة في كل شوط، نجد أن ليفركوزن سجل 58% من أهدافه في الشوط الثاني في الموسم الماضي، لكنه سجل حتى الآن 35% فقط من أهدافه في الدوري في الشوط الثاني.
يبدو السن هو السبب الرئيسي من جديد هذا الموسم. في الموسم الماضي كان جوناس هوفمان أحد أكثر لاعبي الهجوم الموثوق بهم لدى ألونسو، وسجل 8 أهداف و12 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات، ولكن في سن الـ32 عاماً، تم استخدام الدولي الألماني السابق بشكل محدود هذا الموسم.
بدأ هوفمان 5 مباريات فقط في جميع المسابقات، وسجل هدفين فقط، وتمريرة حاسمة واحدة حتى الآن. ينضاف ذلك إلى إصابة الجناح المغربي أمين عدلي، والبداية المخيبة للآمال للجناح الجديد مارتن تيرير، ما جعل تشابي ألونسو أمام خيارات محدودة للغاية هجومياً. لدرجة أن الإسباني اضطر لبدأ المباراة ضد ليفربول بمهاجمين فقط هما فلوريان فيرتز، وفيكتور بونيفاس، مدعومين بثلاثة لاعبي وسط دفاعيين، و5 لاعبين في الدفاع.
كل هذه المشاكل تجعل تشابي ألونسو في مفترق طرق في باير ليفركوزن هذا الموسم، ويواجه اختباراً حقيقياً للسمعة التي بناها الموسم الماضي، حيث ستراقب الأندية الكبرى المهتمة به، قدرته على إخراج الفريق من هذا المأزق الصعب، وتجنب نهاية مأساوية، بعد موسم أول تاريخي.