نسيم طالبي مهاجم كلوب بروج (غيتي)
عاش كلوب بروج ليلة لا تُنسى في إقليم لومبارديا الإيطالي، حيث قدّم الفريق البلجيكي أداءً استثنائياً في الشوط الأول ليُفاجئ أتالانتا. دخل بروج مواجهة الإياب في الملحق المؤهل لثمن نهائي دوري أبطال أوروبا بأفضلية ضئيلة، بعد فوزه على أرضه بهدفين لواحد، وحسم تأهله بتكرار انتصاره خارج أرضه (3-1)، رغم أن أتالانتا كان المرشح الأوفر حظاً للتأهل، خاصة بعدما أثبت جدارته على الساحة الأوروبية بالفوز بلقب الدوري الأوروبي الموسم الماضي، متغلباً بشكل مفاجئ على باير ليفركوزن في النهائي.
ويعود الفضل في هذا التأهل للمهاجم الشاب شمس الدين طالبي، الذي صنع هدفاً في الذهاب، ووقع على ثنائية في الإياب.
شمس الدين طالبي يُعد أحد المواهب الصاعدة في كرة القدم البلجيكية، وهو يستمتع بموسمه الأول الكامل كلاعب محترف. صاحب الـ19 عامًا خاض تسع مباريات فقط الموسم الماضي، لكنه شارك في 32 مباراة هذا الموسم، مسجلاً 11 مساهمة تهديفية حتى الآن (7 أهداف و4 تمريرات حاسمة).
طالبي جناح أيمن صغير البنية، يمتلك مهارات فنية رائعة، وانضم إلى قائمة مرموقة بتسجيله ثنائية في دوري الأبطال وهو في سن المراهقة. بذلك، أصبح رابع أصغر لاعب يُسجل ثنائية في البطولة خلف كيليان مبابي، إيرلينج هالاند، ونيكولو زانيولو.
تألقه في بيرغامو عزز موسمه الأول المميز، ويُعتبر أحد اللاعبين الذين يجب متابعتهم في السنوات المقبلة، حيث يبدو أن مستقبله مشرق للغاية.
حالياً، يتم إشراكه في الجهة اليمنى، لكنه يكون أفضل عن اللعب في الجهة اليسرى. بالنظر إلى مهاراته الفنية وسرعته وقدمه اليمنى، يمكنه حينها الدخول إلى العمق والتسديد.
كما يمكنه اللعب كمهاجم ثانٍ أو مهاجم وهمي (9.5). أحد الجوانب التي يجب أن يعمل عليها هو التحول إلى الواجبات الدفاعية.
في المباراة الأخيرة ضد سانت ترويدن، لم يُراقب خصمه المباشر بما يكفي، مما سمح له بتسجيل الهدف الثاني، رغم أن المباراة انتهت بالتعادل 2ـ2 بعد هدف متأخر لبروج في الدقيقة 91.
بالأمس ضد أتالانتا، أيضاً، لم يكن قريباً بما يكفي من زاباكوستا، الذي قدّم التمريرة الحاسمة لهدف أتالانتا. تحت الضغط الدفاعي الكبير، لا يدافع بالشكل المناسب. كان السبب في استبداله مبكراً في الشوط الثاني لصالح اللاعب الأكثر دفاعية، هوجو سيكيه. لكن الجميع يتفق على أن الأفضل لم يأتِ بعد، ومُقدر له الوصول إلى القمة الأوروبية يوماً ما.
ووفقاً لصحيفة “هسبورت” المغربية، قرر شمس الدين طالبي، تغيير جنسيته الرياضية من البلجيكية إلى المغربية، استعداداً للانضمام إلى المنتخب الوطني المغربي في المستقبل، بعد اختياره الدفاع عن ألوان بلده الأم على حساب بلد المولد بلجيكا.
وكشفت مصادر خاصة لـ”هسبورت” أن طالبي حصل رسمياً على الجنسية الرياضية المغربية نهاية الأسبوع الماضي، بعدما قدّم طلباً في هذا الصدد، مقتنعاً برغبته الكبيرة في تمثيل “أسود الأطلس”.
وأكد المصدر ذاته أن المهاجم الواعد حسم قراره النهائي لصالح المغرب، بدعم قوي من عائلته، رغم الضغوط التي مارسها الاتحاد البلجيكي لإقناعه بتمثيل “الشياطين الحمر”.
ورغم قراره، فضّل طالبي تجنّب الإجابة المباشرة عند سؤاله عن المنتخب الذي سيمثله عقب مواجهة أتالانتا، حيث قال: “لقد تحدثت مع المنتخب المغربي والبلجيكي، وما زلت أفكر في الأمر، لكنني لم أتخذ القرار النهائي بعد”.
ولا يزال الاتحاد البلجيكي يحاول إقناع طالبي بالتراجع عن قراره، في حين ينتظر اللاعب استدعاءً من الناخب الوطني وليد الركراكي خلال المعسكر المقبل في مارس للانضمام رسميًا إلى المنتخب المغربي.
يُذكر أن شمس الدين طالبي، البالغ من العمر 19 عاماً، مثّل الفئات العمرية لمنتخب بلجيكا في السنوات الماضية.
اكتسب كلوب بروج سمعة استثنائية في تطوير المواهب الشابة خلال السنوات الأخيرة، وأصبح وجهة جذابة للنجوم الواعدين. يدرك النادي البلجيكي جيداً أنه يمكن أن يكون محطة انطلاق للمواهب الشابة نحو الشهرة في كرة القدم الأوروبية قبل الانتقال إلى أحد أندية الدوريات الخمس الكبرى.
توفير منصة للتألق في المسابقات الأوروبية، خاصة دوري أبطال أوروبا، مع ضمان اللعب المنتظم في الفريق الأول، يُعتبر أمراً حاسماً في إقناع المواهب بالانتقال إلى بروج.
على مدار المواسم الخمسة الأخيرة، باع بروج عشرة لاعبين بمبالغ تجاوزت 10 ملايين يورو لكل منهم، جميعهم انتقلوا إلى أندية في الدوريات الخمس الكبرى. علاوة على ذلك، حقق النادي منذ موسم (2021-2022) إيرادات بلغت 251 مليون يورو من مبيعات اللاعبين، ليحتل المركز السادس في أوروبا بين الأندية خارج الدوريات الكبرى، فيما يتصدر بنفيكا القائمة بـ680 مليون يورو.
يُعد انتقال شارل دي كيتيلاري إلى ميلان مقابل 37.5 مليون يورو الصفقة الأغلى في تاريخ النادي، كما يضم الفريق الحالي العديد من المواهب الواعدة، من بينهم شمس الدين طالبي، الذي قد يكون نجما كبيراَ في المستقبل.