نهائي كأس العالم 2026 (غيتي)
أعلنت الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن اعتماد عرض موسيقي خلال فترة استراحة الشوطين في نهائي كأس العالم 2026، والذي سيقام في كل من كندا والولايات المتحدة والمكسيك. هذه المبادرة مستوحاة من “سوبر بول” الأمريكي، ومن المتوقع أن تحقق أرباحاً كبيرة للاتحاد الدولي لكرة القدم برئاسة جياني إنفانتينو.
على غرار التعديلات الجديدة في دوري أبطال أوروبا، يتزايد تأثير الرياضات الأمريكية على كرة القدم العالمية. وفي إطار استعداداتها لكأس العالم 2026، قررت الفيفا تقديم لمسة جديدة على النهائي المنتظر. ومع تبقي أكثر من عام على البطولة التي ستقام في أمريكا الشمالية، صادق الاتحاد الدولي على هذه الفكرة الجديدة، ليكون هناك عرض موسيقي بين شوطي المباراة النهائية.
في منشور عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد رئيس الفيفا جياني إنفانتينو الخبر وكشف عن دور فرقة (كولدبلاي) في اختيار الفنانين المشاركين في العرض.
وكتب إنفانتينو على “إنستجرام”: “أود أن أشكر كريس مارتن وفيل هارفي من فرقة كولدبلاي، اللذين سيعملان معنا في الفيفا لوضع القائمة النهائية للفنانين الذين سيؤدون العرض خلال فترة الاستراحة بين الشوطين، وكذلك في ميدان تايمز سكوير”.
بهذا القرار، تستوحي الفيفا نهج “السوبر بول” الأمريكي، لجعل نهائي كأس العالم 2026، المقرر في 19 يوليو على ملعب (ميتلايف) في نيويورك، حدثاً استثنائياً بكل المقاييس. ورغم عدم الكشف عن تفاصيل العرض أو أسماء الفنانين الذين سيحيونه، إلا أن الفيفا تتطلع إلى تحقيق مكاسب مالية كبيرة من هذا الحدث.
ومن المتوقع أن يكون العرض امتداداً للروح الاستعراضية الأمريكية، حيث سيستمر لمدة 15 دقيقة خلال استراحة الشوطين. هذا قد يتيح للفيفا فرصة رفع أسعار الإعلانات التلفزيونية خلال هذا التوقيت الذهبي.
للمقارنة، بلغ سعر إعلان تلفزيوني لمدة 30 ثانية خلال فترة استراحة “السوبر بول” حوالي 8 ملايين دولار (7.5 مليون يورو)، بينما في فرنسا، كلف إعلان مماثل خلال نهائي كأس العالم 2022 بين الأرجنتين وفرنسا في قطر حوالي 330 ألف يورو فقط.
في إطار استراتيجيتها لتعزيز مكانة كرة القدم في الولايات المتحدة، تواصل الفيفا تكثيف جهودها لاستقطاب الجماهير الأمريكية. وبعد قرارها بتنظيم كوبا أمريكا 2024 في الولايات المتحدة – رغم كونها بطولة مخصصة تقليدياً لمنتخبات أمريكا الجنوبية – اتخذ الاتحاد الدولي قراراً آخر بمنح الولايات المتحدة شرف استضافة النسخة الأولى من كأس العالم للأندية بنظامها الجديد.
ومن خلال إجبار الأندية الكبرى على إشراك أبرز نجومها وتقديم “أفضل فريق ممكن” في هذا الحدث الصيفي، تأمل الفيفا في زيادة شعبية اللعبة في الولايات المتحدة، مما يمهد الطريق لنجاح مبهر لكأس العالم 2026 وسط حماس جماهيري غير مسبوق.
قرار الفيفا بتنظيم عرض موسيقي خلال استراحة الشوطين في نهائي كأس العالم 2026 يثير تساؤلات حول مدة التوقف، إذ يبدو من الصعب تنظيم استعراض يضم عدة نجوم عالميين في غضون 15 دقيقة فقط.
خطت الفيفا خطوة أخرى نحو “أمركة” كرة القدم بالإعلان عن إدخال عرض موسيقي خلال استراحة نهائي مونديال 2026، على غرار ما يحدث في “السوبر بول”. البطولة، التي ستُقام في كندا، المكسيك، والولايات المتحدة، بعد أكثر من عام بقليل، ستشهد لأول مرة عرضاً فنياً في منتصف المباراة النهائية.
ورغم تأكيد رئيس الفيفا جياني إنفانتينو أن نجم فرقة “كولدبلاي” كريس مارتن وأحد زملائه سيعملان على اختيار “عدة فنانين” للمشاركة في العرض، إلا أن ذلك يطرح تحدياً تنظيميًا كبيراً. إذ تبقى مدة الاستراحة في نهائي كأس العالم 15 دقيقة فقط، وهو وقت قصير جداً مقارنة بالسوبر بول الذي يمتد لـ30 دقيقة، ما يثير التساؤل حول إمكانية تنفيذ هذا الاستعراض في الفترة المحدودة المتاحة.
حتى الآن، لم تقدم الفيفا أي توضيحات رسمية حول كيفية استضافة عرض موسيقي يضم عدة فنانين في هذه الفترة الزمنية القصيرة. الجهات المعنية داخل الفيفا لم ترغب في الإفصاح عن أي تفاصيل بشأن احتمال تعديل مدة التوقف بين الشوطين، لكن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن تمديد فترة الاستراحة بات خياراً قيد الدراسة، رغم عدم الإعلان عنه رسمياً.
للمقارنة، فإن مباريات الموسم العادي في دوري كرة القدم الأمريكية (NFL) تمتد فترة استراحتها لـ15 دقيقة، لكن في نهائي السوبر بول، يتم تمديدها إلى 30 دقيقة من أجل السماح بتركيب المسرح وإجراء الاستعدادات اللازمة للعرض الفني.
وإذا قررت الفيفا السير على هذا النهج، فقد يشهد نهائي كأس العالم 2026 أول تمديد رسمي لفترة الاستراحة في تاريخ البطولة، بهدف تقديم استعراض عالمي ضخم يواكب توقعات مليارات المشاهدين حول العالم.