هاري كين (غيتي)
انتهى الانتظار. بايرن ميونخ يُتوَّج بطلاً للبوندسليغا، وهاري كين يحقق أول لقب في مسيرته الكروية. الفريق الألماني حسم اللقب رياضيًا دون أن يخوض مباراة، إذ أن تعادله يوم السبت أمام لايبزيغ لم يكن كافيًا لضمان التتويج، لكن هزيمة باير ليفركوزن يوم الأحد كانت كافية لمنح اللقب للبافاريين. وهكذا، دون أن يلعب، تُوج بايرن ميونخ رسميًا بطلاً.
هاري كين أخيرًا يستطيع أن يبتسم. فقد احتاج إلى 517 مباراة رسمية (428 مع توتنهام و89 مع بايرن ميونخ) ليضع أول لقب في خزائنه. وسيحتفل به في ميونخ، بعدما تأجلت فرحته يوم السبت في ملعب لايبزيغ، حينما كان بايرن يأمل إعلان التتويج هناك.
هدف سجله يوسف بولسن في الدقيقة 94 ليعدل النتيجة 3-3، وحرَم الفريق من الاحتفال باللقب داخل “ريد بول أرينا”، وأطال “أسطورة نحس كين”، الذي كان موقوفًا ويتابع اللقاء من المدرجات، قبل أن ينزل للاحتفال مع زملائه ليُفاجأ بهذا الهدف في اللحظات الأخيرة. لكن الآن، يمكنه أخيرًا الاحتفال.
في الصيف الماضي، كان كين قريبًا من التتويج بلقب مع منتخب إنجلترا، لكن فريقه خسر أمام إسبانيا في نهائي اليورو بنتيجة 2-1، وتبخّر حلمه بكسر نحسه مع الألقاب.
وفي الموسم الماضي، فشل هاري كين، خلال موسمه الأول مع بايرن ميونخ، في التتويج بالبوندسليغا، بعدما هيمن فريق “تشابي ألونسو” على البطولة محققًا ثنائية تاريخية: الدوري والكأس.
أرقام كين مع بايرن ميونخ، في 89 مباراة خاضها حتى الآن، تُثبت أنه نجم من طراز رفيع: قبل مواجهة لايبزيغ، سجّل 80 هدفًا وقدم 22 تمريرة حاسمة.
في الموسم الماضي، أنهى هاري كين الدوري كهداف للبوندسليغا بـ36 هدفًا، وفي موسم 2024-2025 هو في طريقه لتكرار هذا الإنجاز. ورغم كل موهبته، انتظر النجم الإنجليزي ذو الـ1.90 مترًا، 31 عامًا لحصد أول لقب كبير في مسيرته.
قال أولي هونيس، الرئيس الشرفي لبايرن ميونخ، قبل أيام: “إذا فزنا بالبطولة، ولا شك أني أتمناها، فلا أحد يستحقها أكثر من كين”.
لكن فرحة كين كانت أيضًا فرحة بايرن، الذي حسم اللقب قبل جولتين من النهاية، مستعيدًا مجده المحلي بعد أن خطفه باير ليفركوزن الموسم الماضي بقيادة ألونسو.
هذا التتويج يُمثل أكثر من مجرد لقب لبايرن، بل هو “تنفّس صعداء” بعد خروجه من ربع نهائي دوري الأبطال على يد إنتر ميلان، الخصم الحالي لبرشلونة في البطولة.
وكان واضحًا بين مسؤولي النادي والمدرب واللاعبين، كما أشار كيميش، أن عدم التتويج بالبوندسليغا هذا الموسم كان سيُعد “موسمًا فاشلًا جديدًا”.
في ميونخ، المدينة المعتادة على الاحتفالات بالألقاب، كانت الثنائية التي حصدها ألونسو في موسم 2023-2024 مؤلمة، لكنها الآن أصبحت أقل وطأة بعد النجاح الجديد.
ويبدو أن المدرب البلجيكي فينسنت كومباني، لن يكون محل شك بعد الآن، بعدما قاد الفريق بنجاح في أول تجربة له على رأس نادٍ كبير، وهي تجربة وصفتها صحيفة “كيكر” الألمانية سابقًا بأنها “تجريبية”.
كومباني درب سابقًا بيرنلي الإنجليزي، حيث قاد الفريق للصعود إلى البريميرليغ ثم هبط به مرة أخرى، قبل أن يتولى قيادة بايرن في صيف 2024.
بايرن لم يعرف الاستقرار الفني في السنوات الأخيرة، إذ تعاقب عليه خمسة مدربين: نيكو كوفاتش، هانزي فليك، يوليان ناغلسمان، توماس توخيل، والآن كومباني.
لكن موسم 2024-2025 الذي انتهى بتحقيق البوندسليغا بعد أن خاض الفريق 33 فوزًا، 8 تعادلات و7 هزائم في جميع البطولات، يمنح كومباني مصداقية قوية. ورغم ذلك، بايرن ميونخ نادٍ لا يكتفي بلقب واحد، وسيبدأ من الغد التفكير في كيفية حصد كل البطولات الموسم المقبل.