رفض تلو الآخر.. الهلال يواجه أزمة في سوق الانتقالات رغم القوة المالية وإنزاغي!

بات من المؤكد أن الهلال السعودي سيخوض كأس العالم للأندية 2025 دون صفقات كبرى جديدة، بعدما اكتفى بالتعاقد محلياً مع قلب الدفاع علي لاجامي من النصر. وجاء ذلك بعد صعوبات كبيرة في إقناع نجوم أوروبا البارزين الذين استهدفهم في نافذة الانتقالات الاستثنائية الخاصة بالمونديال.
يدخل الهلال البطولة معتمدًا بشكل أساسي على خبرة مدربه الجديد سيموني إنزاغي، وصيف بطل دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، ونجومه القدامى مثل ألكسندر ميتروفيتش، سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، ياسين بونو، روبن نيفيس، كاليدو كوليبالي ورينان لودي.
الهلال سيواجه في دور المجموعات ريال مدريد بقيادة تشابي ألونسو يوم 19 يونيو، ثم سالزبورج النمساوي يوم 23 يونيو، قبل مواجهة باتشوكا المكسيكي يوم 27 يونيو.
رفض تلو الآخر.. أزمة في سوق الانتقالات رغم القوة المالية وإنزاغي على رأس القيادة
صرح الرئيس التنفيذي لنادي الهلال، إستيڤ كالدازا، أن النادي لم يقم بأي تعاقدات قبل بطولة كأس العالم للأندية بسبب المطالب المالية “المجنونة” من بعض اللاعبين.
ويُعد نادي الهلال، الذي يتخذ من الرياض مقرًا له، واحدًا من أربعة أندية في الدوري السعودي للمحترفين تخضع لسيطرة صندوق الاستثمارات العامة منذ عام 2023.
وقال كالدازا إن التصور القائل بأن الهلال يملك موارد غير محدودة “كان واقعًا في فترة ما، لكنه الآن يتحول إلى أسطورة”، مؤكدًا أن العديد من اللاعبين ووكلائهم لا يفهمون أن هناك قيودًا على الميزانية.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة “ماركا” الإسبانية: “ما يمكن للاعب أن يربحه في السعودية سيكون دائمًا أكثر بكثير مما يمكن أن يحصل عليه في أوروبا، لكن من الواضح أننا لا نملك موارد غير محدودة، ولا نطبع النقود.
في الواقع، فقدنا فرصًا للتعاقد مع لاعبين بسبب اعتقادهم أن المال غير محدود، ونحن مضطرون لإدارة النادي بشكل مستدام وبشروط معقولة.”
وأشار كالدازا إلى أن نافذة الانتقالات الجديدة التي سبقت كأس العالم للأندية، والتي استمرت من الأول إلى العاشر من يونيو، كانت “غريبة”، مضيفًا أن النادي كان لديه نشاط كبير لكنه لم يتمكن من إتمام أي صفقات.
وقال: “لم نوقع مع أي لاعب أولًا لأننا نثق كثيرًا في فريقنا، وثانيًا لأن الظروف لم تكن مناسبة، بما في ذلك قيام بعض الأشخاص بالمبالغة في المطالب المالية، وهم يظنون أننا نستطيع دفع أي مبلغ.”
بعد أن حل وصيفًا خلف الاتحاد في موسم 2024-2025، يطمح الهلال لمشاركة قوية في المونديال، رغم فشله في تعزيز صفوفه خلال النافذة الاستثنائية. إذ تعرض لسلسلة رفضات من اللاعبين المستهدفين.
أبرز هذه الحالات فيكتور أوسيمين، الذي رفض عرضًا ضخمًا من الهلال (120 مليون يورو على 3 سنوات)، رغم اتفاق النادي السعودي مع نابولي على دفع شرطه الجزائي بقيمة 75 مليون يورو.
الوضع نفسه تكرر مع برونو فيرنانديز لاعب مانشستر يونايتد، الذي رفض عقدًا بقيمة 25 مليون يورو سنويًا لمدة 4 سنوات، رغم استعداد الهلال لدفع 80 مليون جنيه إسترليني مقابل انتقاله. وصرّح فيرنانديز في مؤتمر صحفي: “كنت منفتحًا على الرحيل إذا وافق النادي، لكنني أريد الاستمرار في اللعب بمستوى عالٍ”.
نفس الرفض تلقاه الهلال من ثيو هيرنانديز الظهير الأيسر لميلان، رغم اتفاق الهلال مع النادي الإيطالي مقابل 35 مليون يورو وعرض راتب سنوي قدره 18 مليون يورو (أكثر من 4 أضعاف راتبه الحالي).
سلسلة الرفض تستمر حتى مع البدائل
رفض الهلال لم يقتصر على النجوم الأساسيين، بل شمل أيضًا البدائل. بعد ثيو هيرنانديز، حاول النادي التعاقد مع نونو تافاريس من لاتسيو مقابل 30 مليون يورو شاملة الحوافز، لكن العرض قوبل بالرفض.
كما تفاوض الهلال مع أنجيلينو من روما، لكن المفاوضات بطيئة ولم تثمر عن اتفاق قبل كأس العالم للأندية.
حتى السوق المحلية لم تكن متاحة بسهولة، حيث حاول الهلال استعارة نجولو كانتي من النصر، لكنه قوبل بالرفض.
رغم القوة المالية الهائلة، لم يُعلن الهلال حتى الآن عن أي صفقة رسمية كبرى، ويبدو أن بداية سوق الانتقالات هذا الصيف تسير بخطى متعثرة، تشبه فشلًا نسبيًا في حسم الصفقات المطلوبة، رغم رغبة الهلال الواضحة في بناء فريق قوي بقيادة إنزاغي.