بعد تحطيم 3 أرقام قياسية في تاريخ سوق الانتقالات لضمّه.. ماذا سيُضيف فيرتس إلى ليفربول؟
أعلن نادي ليفربول الإنجليزي رسميًا اليوم الجمعة تعاقده مع لاعب الوسط الألماني الدولي فلوريان فيرتس، بعدما اجتاز الفحص الطبي بنجاح في المملكة المتحدة هذا الأسبوع، بعد أن اتفق الريدز مسبقًا مع ليفركوزن على صفقة انتقال بقيمة 136.3 مليون يورو (116 مليون جنيه إسترليني). وتتضمن قيمة الصفقة 117.5 مليون يورو (100 مليون جنيه إسترليني) كمبلغ مقدم، بالإضافة إلى 18.8 مليون يورو (16 مليون جنيه إسترليني) كحوافز.
ووقع فلوريان فيرتس عقدًا لمدة خمس سنوات مع حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، يستمر حتى عام 2030.
ووفقًا لصحيفة “ذا أتلتيك” البريطانية، لم يكن ليفربول يعتزم دفع مبلغ 150 مليون يورو المطلوب من قبل نادي البوندسليغا مقابل فيرتس، وفي 6 يونيو قدموا عرضًا محسنًا بقيمة 134 مليون يورو (113 مليون جنيه إسترليني)، بعد أسبوع من رفض عرضهم الأول بقيمة 130 مليون يورو (109 ملايين جنيه إسترليني) للاعب البالغ من العمر 22 عامًا.
وكان عقد فيرتس مع ليفركوزن ينتهي في 2027، وقد لفت اهتمام نادي بايرن ميونخ، لكن الألمان أُبلغوا في مايو أن اللاعب يفضل الانتقال إلى ليفربول، خاصة بعد أن اطلع على بعض العقارات في شمال غرب إنجلترا.
تمثل هذه الصفقة خطوة جديدة بين الناديين هذا الصيف، بعد أن ضم ليفربول الظهير الهولندي جيريمي فرامبونغ بعقد لخمس سنوات بعد تفعيل الشرط الجزائي في عقده بقيمة 35 مليون يورو (29.6 مليون جنيه إسترليني). كما تتقدم المفاوضات حاليًا بين ليفربول وبورنموث بشأن انتقال مدافع الريدز جارير كوانساه إلى ليفركوزن مقابل صفقة تتجاوز 40 مليون يورو.
حصل فيرتس على جائزة أفضل لاعب في البوندسليغا لموسم 2023-2024، بعدما سجل 18 هدفًا وقدم 20 تمريرة حاسمة في 49 مباراة، مسهمًا في تتويج ليفركوزن بلقب الدوري الألماني لأول مرة، بالإضافة إلى بلوغ نهائي الدوري الأوروبي. وفي الموسم التالي، سجل 16 هدفًا وقدم 15 تمريرة حاسمة في 45 مباراة، وساعد فريقه على إنهاء الدوري في المركز الثاني وتأهل إلى دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.
على الصعيد الدولي، خاض فيرتس 31 مباراة مع المنتخب الألماني منذ ظهوره الأول في سبتمبر 2021، وسجل 7 أهداف.
صفقة فلوريان فيرتس تحطم أرقامًا قياسيًا في سوق الانتقالات
انتقال فلوريان فيرتس بهذه القيمة إلى ليفربول يجعله أغلى صفقة شراء في تاريخ الدوري الإنجليزي متجاوزة توقيع إنزو فيرنانديز لتشيلسي من بنفيكا في عام 2022 مقابل نحو 121 مليون يورو.
كما يصبح الصفقة الأغلى في تاريخ ليفربول متجاوزًا قيمة ضم داروين نونيز من بنفيكا في عام 2022 مقابل 85 مليون يورو، كما من أصبح الانتقال أغلى صفقة بيع في تاريخ الدوري الألماني متجاوزة صفقة انتقال عثمان ديمبيلي إلى برشلونة مقابل 135 مليون يورو في عام 2017.
كيف يمكن أن يُحسّن فلوريان فيرتز أداء ليفربول؟
تمثل صفقة فيرتس إعلانًا قويًا لطموحات ليفربول، الذي يسعى لضمان أن يكون تتويجه بلقب الدوري موسم 2024-2025 بداية لعصر ذهبي تحت قيادة أرني سلوت بعد موسمه الأول الناجح.
بدأ ليفربول صيفه بشكل مميز بتوقيع صديقه المقرب وزميله في ليفركوزن جيريمي فرامبونغ، لكن صفقة فيرتس تضيف بعدًا مختلفًا. يُعتبر فيرتس جوهرة كرة القدم الألمانية، والقيمة الضخمة للصفقة تعكس مكانته الكبيرة في أوروبا.
هذه أول مرة ينفق فيها ليفربول مبلغًا كبيرًا على لاعب ناضج من الطراز الرفيع منذ قدوم الحارس أليسون من روما مقابل 65 مليون جنيه إسترليني في يوليو 2018، بعد سبعة أشهر فقط من تعاقده مع المدافع فيرجيل فان دايك مقابل 75 مليون جنيه إسترليني من ساوثهامبتون. وللعثور على صفقة هجومية أثارت حماس جماهير ليفربول مثل فيرتس، يجب العودة إلى قدوم فيرناندو توريس من أتلتيكو مدريد صيف 2007 مقابل رقم قياسي آنذاك بلغ 20.2 مليون جنيه إسترليني.
اللاعبون الذين جاءوا بعد توريس، مثل لويس سواريز وروبرتو فيرمينو وساديو ماني ومحمد صلاح، أصبحوا من أبطال الجماهير بسرعة، لكن لم يشهد ليفربول حماسًا مماثلًا لما حدث مع فيرتس قبل أن يرتدي القميص الأحمر.
الصفقة استثمار كبير، لكن ليفربول حصل على موهبة هائلة، وهو يشتري الأفضل في فئته من موقع قوة.
فيرتس لاعب هجومي متعدد الاستخدامات، يفضل اللعب بالقدم اليمنى. وفقًا للإحصائيات، هو أفضل كلاعب وسط هجومي على الجهة اليسرى، لكنه يمكنه اللعب كجناح أيسر أو في وسط الملعب وحتى على الجانب الأيمن.
الدولي الألماني صاحب الـ31 مباراة دولية يلعب معظم أدواره في الثلث الهجومي. في الدوريات الأوروبية الكبرى (البريميرليغ، البوندسليغا، الدوري الإسباني، والدوري الإيطالي) هذا الموسم، لا يتفوق عليه سوى جيريمي دوكو من مانشستر سيتي في عدد التمريرات التي قام بها في الثلث الهجومي (32.4 تمريرة لكل 90 دقيقة مقابل 32.7 لدوكو). وتعتمد فعاليته على خاصيتين رئيسيتين: التمركز وسرعة التفكير.
يبدو أن ذهن فيرتس يعمل أسرع قليلاً من بقية اللاعبين على أرض الملعب، حيث يفهم تركيبات دفاع الخصم خلال دقائق معدودة ويعدل تمركزه لجذب المدافعين إلى مواقع غير مرغوبة.
قدرة فيرتس على اللعب في مختلف مراكز الهجوم تضيف مرونة كبيرة لخطة أرني سلوت التكتيكية، مما يسمح له بتغيير خياراته الهجومية أثناء وبعد المباريات دون فقدان الجودة. سواء بالتواري بين الخطوط ضد الدفاعات المنخفضة، أو التوغل على الأطراف للتهرب من رقابة المدافعين، أو حمل الكرة بشكل فردي، يستطيع فيرتس القيام بكل ذلك.
شهد الموسم الأول لسلوت تسجيل الأهداف عبر الأجنحة بدلاً من الاعتماد على مهاجم مركزي، وفيرتس يمكن أن يندمج بسلاسة في هذا الأسلوب، مما يقلل الحاجة للتعاقد مع مهاجم كبير، وهو سوق معقد للغاية. وبفضل شبابه، يمكنه أيضًا أن يساعد ليفربول على الاستعداد للمستقبل بعد رحيل محمد صلاح.
