أزمة مالية لريال مدريد تلوح في الأفق؟ 23 مليون يورو على المحك في مواجهة مان سيتي
يدخل ريال مدريد الأسبوع المقبل في واحدة من أهم محطاته هذا الموسم، حيث سيخوض مباراتي الذهاب والإياب ضد مانشستر سيتي في مواجهة حاسمة أشبه بنهائي مبكر، رغم أنها تأتي في ملحق دور الـ16، أي أبكر بكثير مما كان متوقعاً.
هذه المواجهة النارية ستنتهي بإقصاء أحد أبرز المرشحين للقب، مما يجعلها اختباراً صعباً لكلا الفريقين. وبالنسبة لريال مدريد، فإن الرهان لا يقتصر فقط على المجد الرياضي، بل يتعداه إلى الجانب الاقتصادي في واحدة من الكلاسيكيات الحديثة لكرة القدم الأوروبية.
بعيداً عن الجانب الرياضي، يحمل التأهل أو الإقصاء من ثمن النهائي تأثيراً اقتصادياً كبيراً على ريال مدريد. ورغم أن جوائز البطولة ارتفعت، مما قد يخفف من حدة الخسارة، فإن الخروج أمام مانشستر سيتي سيؤدي إلى إخفاق النادي في تحقيق توقعاته المالية للموسم 2024-2025. فقد كان النادي قد احتسب في ميزانيته الوصول إلى ربع النهائي، مما يعني أن عدم تحقيق هذا الهدف سيُحسب على أنه خسارة مالية.
لن يكون الأمر كارثياً، لكنه فجوة مالية لا تريد إدارة النادي السقوط فيها. فرغم الصورة المزدهرة للوضع المالي لريال مدريد، فإن كل مليون يورو له أهميته. وفقاً للتقديرات، فإن خروج النادي من البطولة عند هذا الدور قد يحرم خزينته من نحو 23 مليون يورو، مقسمة إلى 11 مليون يورو مقابل بلوغ ثمن النهائي، و12.5 مليون يورو للتأهل إلى ربع النهائي.
يصعب تحديد الأرقام بدقة، حيث يجمع النادي في حساباته جميع الإيرادات المتوقعة من المسابقات دون فصلها بين الجوائز المالية وحصة السوق والإيرادات الأخرى. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن ريال مدريد توقع زيادة بنسبة 3% مقارنة بالموسم الماضي عند وصوله إلى ربع النهائي، دون احتساب مكافآت نصف النهائي أو التتويج باللقب.
وتشير تقديرات خبراء إلى أن ريال مدريد ضمن حتى الآن بين 78 و81 مليون يورو بعد مرحلة المجموعات، وهو مبلغ يشمل العوائد التلفزيونية وتوزيع الإيرادات وفقاً لتصنيفه في آخر عشر سنوات. هذه الإيرادات قريبة مما حصل عليه في موسم 2023-2024، لكن الفارق أن ريال مدريد فاز بجميع مبارياته الست في دور المجموعات الموسم الماضي، بينما فقد بعض النقاط هذا الموسم. على سبيل المثال، ليفربول حصل على 8 ملايين يورو إضافية مقارنة بريال مدريد بسبب تصدره مجموعته.
إذا تمكن ريال مدريد من إقصاء مانشستر سيتي والتأهل إلى ربع النهائي، فسيضيف إلى إيراداته 23.5 مليون يورو، مما يرفع إجمالي مكاسبه إلى ما بين 100 و105 ملايين يورو، وهو مبلغ مماثل لما حصل عليه في نفس المرحلة الموسم الماضي. في الموسم السابق، بعد تتويجه بلقب دوري الأبطال، بلغت مكافآته الإجمالية حوالي 136.5 مليون يورو، وإذا كرر الإنجاز هذا العام، فقد تصل إلى 143.5 مليون يورو، أي بزيادة 5%.
مع تعليق الحفلات الموسيقية في ملعب سانتياجو برنابيو، يسعى ريال مدريد إلى رفع إيراداته، ويظل تحقيق نتائج إيجابية في دوري الأبطال أحد أهم العوامل في ذلك، خاصة وأن النادي قام بتضمين هذه الإيرادات ضمن ميزانيته المتوقعة. إذا لم ينجح في تحقيق الأرقام المستهدفة، فسيتعين عليه تعويض الفجوة بمصادر دخل أخرى. في ظل النهج الاقتصادي الحذر الذي يتبعه النادي، لن يسمح بأن يحدث ذلك بسهولة، وسيبدأ ذلك بمحاولة الإطاحة بمانشستر سيتي.
