ريال مدريد والسعودية.. يوقفان انتقال كارلو أنشيلوتي إلى البرازيل

في وقتٍ بدا فيه أن كل الأمور مهيأة ليتولى الإيطالي كارلو أنشيلوتي تدريب منتخب البرازيل في كأس العالم 2026، بل وكان من المنتظر أن يبدأ مشواره في 6 يونيو المقبل بمواجهة الإكوادور ضمن تصفيات أمريكا الجنوبية، أصبحت الصفقة الآن على وشك الانهيار.
ريال مدريد لا يبدو مستعدًا للسماح لمدربه بمغادرة الفريق قبل بطولة كأس العالم للأندية، وهو أمر يتعارض تمامًا مع إمكانية تولي كارلو أنشيلوتي قيادة منتخب السيلساو، إذ إن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، ممثلاً في رئيسه إدنالدو رودريغيس، بحاجة ماسة لتعيين مدرب جديد في الوقت الراهن.
الساعات الأخيرة كانت حاسمة في الوصول إلى هذه المرحلة. إذ يبدو أن إدارة ريال مدريد لم تُعجب بوصول أنشيلوتي إلى العاصمة الإسبانية هذا المساء قادمًا من لندن، برفقة مبعوث من الاتحاد البرازيلي، بعد أن أنهى تقريبًا كافة تفاصيل الاتفاق لتولي المهمة فور نهاية الدوري الإسباني. أحيانًا، سوء تقدير التوقيتات يطيح بالاتفاقات، ويبدو أن هذا ما يحدث حاليًا.
داخل ريال مدريد، كانت الإدارة تتابع مجريات الأمور عن كثب، وهي على دراية بأن دورة كارلو أنشيلوتي الفنية باتت تقترب من نهايتها، رغم أن عقده يمتد لعام إضافي. لذلك، وكما حدث في نوفمبر الماضي، تم إبلاغ سانتياغو سولاري مسبقًا بأنه المرشح الأبرز لتولي المهمة في حال رحيل أنشيلوتي عقب نهاية الموسم، وتحديدًا لقيادة الفريق في كأس العالم للأندية. داخليًا وخارجيًا، كانت التوقعات تشير إلى أن كارلو أنشيلوتي سيغادر بعد نهاية الدوري، وسيتولى سولاري، المدير الرياضي الحالي في فالديبيباس، المهمة مؤقتًا إلى حين قدوم تشابي ألونسو. لكن في حال انهارت صفقة أنشيلوتي مع البرازيل، وهو السيناريو الأقرب حاليًا، فإن كل شيء سيبقى معلقًا.
الاتفاق بين أنشيلوتي ومبعوثي الاتحاد البرازيلي جاء قبل أن يعقد المدرب الإيطالي أي اجتماع مع إدارة ريال مدريد لحسم مستقبله. ورغم أنه لم يوقّع أي عقد رسمي بعد، إلا أنه وضع الأسس الكبرى للاتفاق: قيادة البرازيل حتى مونديال 2026 على الأقل، مع إمكانية التمديد، براتب يقارب ما يتقاضاه في مدريد، وقيادة أول مباراة له بعد حوالي شهر ونصف فقط.
صحيفة “غلوبو” البرازيلية ذهبت أبعد من ذلك، مؤكدة أن أنشيلوتي كان سيُعلن قائمة المنتخب يوم 26 مايو في ريو دي جانيرو، استعدادًا لمباراتي الإكوادور وباراغواي. لكن في الوقت الحالي، يبدو أن الصفقة أصبحت معقدة للغاية، وصعبة التدارك بسبب عامل الوقت، إذ إن الاتحاد البرازيلي بحاجة لتعيين مدرب فوريًا، ولا يمكنه الانتظار حتى نهاية الموسم، فضلاً عن موعد كأس العالم للأندية. هذه هي المواقف المطروحة حاليًا.
يتبقى لأنشيلوتي عام واحد في عقده، ويُحتمل أن يكون لهذا الأمر تأثيرٌ ما على مجريات الأمور. ووفقًا لنفس المصدر، رفض فلورينتينو بيريز مطالب كارلو أنشيلوتي بمنحه الشرط الجزائي في عقده، وأبلغه أن رحيله للبرازيل لا يمكن سوى بشكل مجاني.
الجميع كان متفقًا على أن خروج المدرب الإيطالي يجب أن يتم بروح من الودّ، بل وربما بالتكريم، لكن هذا التحول الأخير قد يكون أفسد كل شيء.
كارلو أنشيلوتي، بالمناسبة، لطالما صرّح بأنه لن يرحل عن ريال مدريد بقرار منه، وأن حلمه الأكبر هو أن يختتم مسيرته التدريبية في النادي الملكي، كما أن طموحه القريب هو استكمال عقده الحالي الذي ينتهي في 2026.
وفي حال لم يفتح ريال مدريد الباب أمام رحيله قبل كأس العالم للأندية، فإنه سيتراجع عن المفاوضات مع الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، ويواصل مهمته في النادي الذي يعتبره نادي حياته.
المشكلة أن الاتحاد البرازيلي، وعلى ما يبدو، سيتجه إلى الخطة “ب” وهي مدرب الهلال خورخي جيسوس. وفي حال تعاقد ريال مدريد لاحقًا مع تشابي ألونسو، فقد يجد “كارليتو” نفسه بلا فريق، رغم أن مخططات النادي تتضمن منحه دور سفير رسمي باسم النادي مستقبلًا.
ويجب إرسال القائمة الموسعة لأسماء اللاعبين الذين سيتم استدعاؤهم لمباراتي البرازيل المقبلتين — أمام الإكوادور خارج الديار في 5 يونيو، وأمام الباراغواي في ساو باولو يوم 10 يونيو — إلى الفيفا قبل 18 مايو. ويتولى إعدادها كل من رودريغو كايتانو، منسق المنتخبات الذكورية، وخوان، المدير الفني للاتحاد البرازيلي لكرة القدم.
ويُصر رئيس الاتحاد، إدنالدو رودريغيس، على أن يكون المدرب الجديد هو من يعلن قائمة الـ23 لاعبًا الذين سيدافعون عن ألوان المنتخب، لكن لا توجد عوائق تحول دون أن يتم هذا الإعلان بعد 26 مايو، أي مع نهاية الدوري الإسباني.
عرض ضخم من السعودية
ووفقًا لصحيفة “ماركا” الإسبانية، قد يكون كارلو أنشيلوتي قد واجه مشاكل مع ريال مدريد بشأن ترتيب مغادرته في يونيو، لكن يبدو أن هناك أيضًا عرضًا ضخمًا من السعودية وراء الكواليس.
وحسب نفس المصدر، يتحدث البعض عن حوالي 50 مليون يورو صافية في الموسم، وهو عرض يصعب رفضه.