تير شتيغن يرفض التوقيع على تقريره الطبي ويضع برشلونة في مأزق قانوني ومالي

يعاني نادي برشلونة من وضع غير مسبوق في ما يتعلق بإصابة الحارس الألماني مارك-أندريه تير شتيغن (33 عامًا)، إذ رفض الأخير – بحسب مصادر مقربة منه – التوقيع على موافقة تتيح للنادي إرسال تقرير إصابته والجراحة التي خضع لها إلى اللجنة الطبية التابعة لرابطة الليغا، وهي الجهة المخولة بتقييم خطورة الإصابة. وفي ظل هذا الرفض، علمت صحيفة موندو ديبورتيفو أن برشلونة قرر إحالة الملف إلى القسم القانوني بالنادي، بهدف فتح إجراء تأديبي قد ينتهي بفرض عقوبة داخلية إذا ما أقرها مجلس الإدارة.
رفض تير شتيغن التوقيع على التقرير الطبي له تأثير مباشر على النادي، إذ لو اعتُبرت إصابته طويلة المدى (خمسة أشهر أو أكثر من الغياب)، كان بإمكان برشلونة استخدام 80% من راتبه ضمن قواعد اللعب المالي النظيف، ما يسمح مباشرة بتسجيل الحارس الجديد خوان غارسيا. وقد سبق أن استفاد النادي من حالة مشابهة الصيف الماضي حين سجل داني أولمو بعد تأكيد اللجنة الطبية إصابة أندرياس كريستنسن الطويلة.
لكن في غياب توقيع اللاعب، تتوقف العملية تمامًا، نظرًا لأن بياناته الطبية خاصة، ولا يمكن مشاركتها دون موافقته المسبقة، وهي خطوة ضرورية. ولم يسبق لأي لاعب، بحسب معرفة النادي، أن رفض مشاركة بياناته في حالات مماثلة. على العكس، مرّ برشلونة بمواقف شبيهة مع إصابات كريستنسن ورونالد أراوخو، ما سمح له وقتها بتسجيل أولمو وإينيغو مارتينيز بعد موافقة الليغا.
برشلونة كان ينوي الحديث وجهًا لوجه مع تير شتيغن بعد عودة الفريق من جولته، لمناقشة الإصابة والإجراءات الممكنة مع الليغا للاستفادة من جزء من راتبه ضمن اللعب المالي النظيف. وقد أُرسل له تنبيه بنيّة الحديث، لكن ردّه كان قاطعًا: لا يريد التوقيع.
النادي يرى أن هذا الرفض قد يُسبب ضررًا رياضيًا واقتصاديًا للنادي ولزملائه، وفي مقدمتهم خوان غارسيا، لأن تعاون الحارس الألماني كان سيتيح تسجيل زميله مباشرة.
برشلونة يقر بأن لتير شتيغن الحق في عدم مشاركة بياناته الطبية، لكنه يؤكد أيضًا أن عقده يتضمن التزامات وخضوعًا لقوانين النادي، وعدم الامتثال لها قد يؤدي إلى إجراءات تأديبية، وربما قانونية، إذا تسبب ذلك في ضرر جسيم للنادي.
اختلاف في تقديرات مدة الغياب
الخلاف بين الطرفين بلغ ذروته. فحين قرر تير شتيغن الخضوع للجراحة لمعالجة مشاكله في أسفل الظهر، أعلن عن القرار بنفسه عبر حساباته على مواقع التواصل، وقدّر مدة غيابه بثلاثة أشهر فقط، وهو ما يتعارض مع تقديرات النادي ويمنع استخدام جزء من راتبه لأغراض اللعب المالي النظيف.
وبحسب النادي، فإن فترة غيابه قد تصل إلى أربعة أشهر للتعافي، ثم شهر إضافي ليكون جاهزًا للعب مجددًا تحت قيادة هانسي فليك.
يُذكر أن البيان الطبي الصادر عن برشلونة بعد العملية أشار إلى “إعادة تدخل جراحي”، ما يعني أنه تعرّض لانتكاسة في نفس موضع العملية التي خضع لها في 2023. لكن، وعلى عكس تير شتيغن، لم يحدد النادي وقتًا متوقعًا للعودة، أما الآن، فإن رفض الحارس يعرقل إمكانية تحرير جزء من راتبه ضمن قواعد اللعب المالي النظيف لتسجيل لاعب جديد.