لامين – ليفا – رافينيا.. ماكينة أهداف تقترب من أرقام ميسي وإيتو وهنري!
بات برشلونة يملك ثلاثياً هجومياً هو الأفضل في أوروبا هذا الموسم بلغة الأرقام وجميع اللغات الفنية والتكتيكية في عالم كرة القدم. لامين يامال، روبرت ليفاندوفسكي ورافينيا رغم أنهم مختلفون تمامًا: أحدهم في بداية مسيرته، الثاني في ذروته، والثالث يواصل التهديف رغم اقترابه من سن الأربعين، فهم منسجمون جداً وبينهم علاقة قوية داخل وخارج المستطيل الأخضر.
الجدل الآن يدور حول ما إذا كان هذا الثلاثي يمكن أن يكون من بين أفضل ثلاثيات العالم. لكن المؤكد أنهم على الأرجح الأكثر تكاملاً. كل منهم يكمل الآخر بانسجام واضح، كما أن بيئة الفريق تدعمهم باستمرار.
الثلاثة سجلوا في الانتصار الساحق أمام بوروسيا دورتموند 4-0، في عرض هجومي جديد لقوة برشلونة. رافينيا سجل الهدف الأول مكملاً لمسة باو كوبارسي، في الهدف الثاني شارك الثلاثة، وسجل ليفاندوفسكي الثالث، فيما صنع رافينيا الهدف الرابع للامين يامال. مجموع أهدافهم بلغ 82 هدفًا حتى الآن، أكثر من ثلاثي بايرن ميونيخ (65 هدفًا) أو ريال مدريد (64 هدفًا).
قال رافينيا بعد المباراة: “أحب اللعب مع لاعبين على مستوى عالٍ، ومع لامين وروبرت نعرف بعضنا جيدًا، وهذا أمر مهم للغاية. أتمنى أن أواصل تقديم أرقام رائعة”، وهو لا يزال هداف دوري الأبطال بـ12 هدفًا، متفوقًا بهدف واحد عن زميله البولندي. وأضاف ليفاندوفسكي: “نلعب كفريق واحد، وهذا هو الأهم. لامين، رافينيا أو أنا نسجل من أجل برشلونة، ونريد دائمًا اللعب معًا، ليس فقط في الملعب بل خارجه أيضًا. لدينا إمكانيات كبيرة”.
أما هانسي فليك، ففي ظل حرصه الدائم على ضبط الرسائل، فقد استغل اللحظة لتوجيه النقد الذاتي، وبدأ يفكر في الرحلة القادمة إلى ليغانيس، قائلًا: “كان يمكننا القيام بالأمور بشكل أفضل. النتيجة ممتازة، لكننا ارتكبنا الكثير من الأخطاء. دافعنا جيدًا ولعبنا بمستوى عالٍ. أنا سعيد جدًا بشكل عام”. كما عاد ليشيد برافينيا، قائلاً إنه أكد له “الانطباع الأول” الذي تركه عندما شاهده يلعب للمرة الأولى.
ووفقاً لشبكة “أوبتا”، روبرت ليفاندوفسكي أصبح أول لاعب في تاريخ دوري أبطال أوروبا يسجل 10 أهداف أو أكثر في موسم واحد مع ثلاثة أندية مختلفة: بوروسيا دورتموند، بايرن ميونخ، وبرشلونة.
وبات رافينيا (12 هدفًا) و ليفاندوفسكي (11 هدفًا) هما أول ثنائي في برشلونة يسجل أكثر من 10 أهداف في دوري الأبطال منذ ميسي (10 أهداف) ونيمار (10 أهداف) في موسم 2014/15.
وأصبح رافينيا صاحب أكبر عدد من المساهمات في الأهداف من قبل لاعب برازيلي في موسم واحد بدوري أبطال أوروبا، بـ19 مساهمة تهديفية، متجاوزاً روبرتو فيرمينو (17)، وكاكا (13).
من جهة لامين يامال هو أول لاعب في تاريخ دوري أبطال أوروبا يسجل أكثر من هدف في الأدوار الإقصائية قبل بلوغه 18 عامًا.
على خطى ميسي، هنري وإيتو
إذا بلغ برشلونة نهائي دوري أبطال أوروبا، فقد يكون أمامه 13 مباراة متبقية، وإذا واصل الثلاثي تسجيله بمعدل 1.74 هدف في المباراة، فقد يصل رصيدهم إلى نحو 105 أهداف. ورغم ضخامة هذا الرقم، إلا أنه لا يزال بعيدًا عن الرقم الأسطوري لثلاثي الـMSN (ميسي، سواريز، نيمار) في أفضل مواسمهم بـ122 هدفًا، لكنه قد يتجاوز ما حققه ثلاثي ميسي، تييري هنري وصامويل إيتو في موسم 2008/2009 بـ100 هدف.
برشلونة هانسي فليك يحمل ملامح أكثر من فريق لويس إنريكي مقارنة بفريق بيب غوارديولا، رغم أنه فريق أكثر جماعية. لم يحتج إلى لاعب موازن مثل إيفان راكيتيتش للحفاظ على توازن الخطوط. الفريق يلعب بنفس الروح: شعور دائم بأن المباراة قد تنتهي بسحق المنافس. فعلوها ضد بايرن ميونيخ، ريال مدريد، والآن أمام بوروسيا دورتموند، وضد الأخير أظهروا فاعليتهم الكبيرة في الهجمات المرتدة.
فليك لم يرغب في اعتبار المواجهة محسومة، رغم أن فريقًا واحدًا فقط في تاريخ دوري الأبطال نجح في قلب تأخره برباعية نظيفة. وكان ذلك الفريق هو برشلونة نفسه في حقبة الـMSN. قبل السفر إلى دورتموند، على برشلونة أن يتجاوز عقبة ليغانيس لمواصلة الصراع على لقب الليغا. وإذا قرر فليك إجراء بعض التدوير، فهو يعلم أن الدكة على أتم الاستعداد. فوز 4-0 في دوري الأبطال كان أكثر حلاوة بعودة أنسو فاتي، الذي نال تصفيقًا حارًا من الجماهير.
