جدل جديد لتقنية الفار في قمة مان سيتي وريال مدريد
بعد بداية قوية من ريال مدريد، كان مانشستر سيتي هو من وجه الضربة الأولى في المواجهة، وذلك عبر هدف سجله إيرلينج هالاند في الدقيقة 18:05. جاء الهدف بطريقة رائعة، حيث مهد له جفارديول الكرة بصدره ليطلق النرويجي تسديدة صاروخية، لكن الاحتفال تأجل بسبب الشكوك حول وضعيته. أول إعادة تلفزيونية أظهرت موقفاً مثيراً للجدل، حيث بدا ميندي قريباً منه، مما دفع الحكم الفرنسي كليمان توربين إلى مراجعة الفار، وهو ما استغرق 3 دقائق و50 ثانية قبل أن يتم احتساب الهدف رسمياً.
أثناء انتظار قرار الفار، بدا أن العملية تعاني من تأخير غير مبرر، مما دفع بيب جوارديولا للتوجه إلى الحكم الرابع للاحتجاج، فيما حاول الأخير تبرير التأخير. حتى كارلو أنشيلوتي، الذي اعترف قبل المباراة بشعوره بالتوتر، اقترب من المدرب الإسباني وشاركه امتعاضه من الموقف.
على الجانب الآخر، بدا فينيسيوس جونيور مستمتعاً بالمشهد، مشيراً بيده إلى أن الفارق في التسلل كان ضئيلاً، بينما حاول كيليان مبابي، جود بيلينجهام، وفيديريكو فالفيردي، استيضاح الأمر من الحكم. بعد حوار استمر 30 ثانية مع غرفة الفار، أعلن توربين صحة الهدف، لينطلق هالاند في احتفاله الأول في هذه القمة.
حكم الفار.. تاريخ طويل مع ريال مدريد
المسؤول عن غرفة الفار كان الفرنسي جيروم بريسار، وهو حكم لديه خبرة في مباريات ريال مدريد، إذ راقب 8 مباريات للفريق، من بينها نهائي دوري أبطال أوروبا (2021-2022) ضد ليفربول. سجل الفريق الملكي معه إيجابي إلى حدٍ كبير، حيث حقق 5 انتصارات، تعادلين، وخسارة وحيدة. كما أنه كان حكم الفار في مباراة الذهاب بين السيتي والريال في الموسم الماضي.
ماتيو لاهوز، الخبير التحكيمي في إذاعة “كوبي” الإسبانية، علّق على القضية قائلاً: “الاعتماد على الكرة كمرجع يجعل الأمر أكثر تعقيداً. في النظام شبه الآلي، العامل البشري لا يزال له تأثير كبير، حيث يجب اختيار اللقطة المناسبة وتحديد اللحظة الدقيقة للمسة الكرة”.
وأضاف: “الإطار الزمني (Frame) هو المفتاح في مثل هذه الحالات، لكن المشكلة أن الكرة ليست متتبعة بالكامل، مما يؤدي إلى صعوبة إضافية. أحياناً يكون القرار واضحاً من زاوية واحدة، لكن هذه المرة الأجساد كانت تحجب الرؤية”.
ويجدر التذكير بأن تقنية التسلل شبه الآلية بدأ استخدامها في دوري أبطال أوروبا منذ موسم (2022-2023)، وهي تعمل أيضاً في الدوري الإسباني. هذه التقنية تتيح إعادة ثلاثية الأبعاد توضح موقع كل لاعب في اللحظة التي يتم فيها تمرير الكرة، وإذا كشف النظام عن وجود تسلل، يتم إرسال الصورة إلى غرفة الفار لاتخاذ القرار النهائي.
ورغم أن الهدف من هذه التقنية هو تسريع القرارات، حيث يُفترض أن تُحسم الحالات في 25 ثانية فقط، إلا أن مباراة مانشستر سيتي وريال مدريد شهدت تأخيراً كبيراً، مما أثار الجدل مجدداً حول مدى فعالية التكنولوجيا في كرة القدم الحديثة.
