الكشف عن موقف ريال مدريد من جدل رفض فالفيردي اللعب كظهير أيمن
في يوم الأربعاء، نشر لاعب وسط ريال مدريد فيدي فالفيردي رسالة قوية على وسائل التواصل الاجتماعي.
قال فالفيردي: “لقد قرأت عدة مقالات تسيء إلى سمعتي. أعلم أنني لعبت مباريات سيئة، وأنا على وعي بذلك. لا أختبئ وأواجه الأمور بصراحة. أنا حقًا حزين. يمكن للناس قول الكثير عني، لكن تحت أي ظرف من الظروف لا يمكنهم القول إنني أرفض اللعب.”
فماذا حدث ليجعل فالفيردي، نائب قائد ريال مدريد، ينشر هذا بعد فوز فريقه 5-0 خارج ملعبه على فريق كايرات الكازاخستاني في دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء؟
هل يرفض فيدي فالفيردي اللعب كظهير أيمن مع تشابي ألونسو؟
كان فالفيردي أكثر لاعبي ريال مدريد استخدامًا في كل من الموسمين الماضيين، بمجموع 4,280 دقيقة في 54 مباراة و5,556 دقيقة في 65 مباراة في موسم 2023-24 والموسم الماضي على التوالي.
ووفقًا لتقرير خاص لصحيفة “ذا أتلتيك” البريطانية، تصف مصادر الفريق – التي طلبت جميعها عدم الكشف عن هويتها لحماية العلاقات – الدولي الأوروغوياني البالغ من العمر 27 عامًا كشخص خجول في غرفة الملابس، لكنه واحد من قادة الفريق. ولعب أدوارًا أساسية في آخر فوزين لريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث قدم تمريرة حاسمة لفيينيسيوس جونيور لتسجيل الهدف الوحيد ضد ليفربول في باريس قبل ثلاث سنوات.
كان فالفيردي عنصرًا محوريًا تحت قيادة المدرب السابق كارلو أنشيلوتي، الذي كان يستفيد بانتظام من قدرته على اللعب في مراكز متعددة. ويُفضل فالفيردي اللعب كلاعب وسط مركزي، لكنه استُخدم من قبل الإيطالي كجناح أيمن، ظهير أيمن، ولاعب وسط على الجهة اليمنى.
في نوفمبر الماضي، ردت زوجة فالفيردي، الصحفية مينا بونينو، على أحد المعجبين الذي اقترح أن أنشيلوتي أخرجه في الشوط الأول من خسارة دوري أبطال أوروبا أمام ميلان بسبب قرار فني، قائلة: “يا أخي، فالفيردي يلعب أفضل كلاعب وسط دفاعي. عما تتحدث؟ متى ستفهم أخيرًا أن فالفيردي ليس جناحًا؟”
واصل فيدي فالفيردي لعب دور مهم هذا الموسم تحت قيادة تشابي ألونسو، خليفة أنشيلوتي الصيفي، لكنه لم يظهر مرتاحًا بالكامل، رغم أنه تم وضعه في مركزه المفضل. ولم يترك تأثيرًا كبيرًا مثل زميله أوريلين تشواميني في نظام ألونسو الجديد عالي الضغط.
في افتتاح دوري أبطال أوروبا لريال مدريد ضد مارسيليا الشهر الماضي، أصيب الظهير الأيمن الجديد ترينت ألكسندر-أرنولد في أوتاره. ومع خوف النادي من غياب اللاعب السابق لليفربول لمدة تصل إلى ثمانية أسابيع، أوضح فالفيردي بعد المباراة أنه لا يريد أن يُستخدم كظهير أيمن مؤقت مرة أخرى. وقال: “لقد أجريت العديد من المحادثات مع المدرب، هو يعرف ما يريده حقًا، لكن في النهاية أعتقد أنني أستحق المزيد من الفرص في مركزي. أنا سعيد في الوسط.”
بعد ساعات قليلة، أخبر مصدر من الجهاز الصحفي صحيفة “ذا أتلتيك” أنهم سيتفاجأون إذا عاد فيدي فالفيردي للعب كظهير أيمن بعد هذه التصريحات. وبدأ بالفعل كلاعب وسط دفاعي في الفوز 4-1 ضد ليفانتي في الدوري الأسبوع التالي، رغم أنه تحول أحيانًا إلى الجناح الخلفي الأيمن في نظام ألونسو.
ثم، يوم السبت، أصيب داني كارفاخال بإصابة عضلية أثناء اللعب كظهير أيمن في الهزيمة 5-2 ضد أتلتيكو مدريد، مما أعاد الجدل حول من يجب أن يلعب في هذا المركز. ويواجه كارفاخال غيابًا يصل إلى خمسة أسابيع، مما يجعله محل شك قبل الكلاسيكو ضد برشلونة في 26 أكتوبر.
جاء خبر إصابة كارفاخال بعد أداء ضعيف لفالفيردي في الوسط تلك الليلة، حيث أخطأ تمريرة أدت إلى هدف أنطوان غريزمان في الوقت المحتسب بدل الضائع، ليكون أول مرة يسجل فيها أتلتيكو خمسة أهداف ضد جاره منذ عام 1950.
كل ذلك أدى إلى يوم الاثنين، حين تحدث فالفيردي في المؤتمر الصحفي قبل مباراة كايرات.
وقال: “أنا محبط قليلًا، وأدرك كيف ألعب. اللاعبون يدركون متى لا يلعبون جيدًا، في كل دقيقة لا يفعلون فيها الأمور بشكل صحيح. أعتقد أنني بدأت جيدًا في هذا المشروع الجديد في كأس العالم للأندية، لكنني وجدت صعوبة أكبر في الشعور بالراحة في الوسط خلال هذه المباريات السبعة.
“لم أولد لألعب كظهير، لم أكبر وأنا ألعب هناك. كانت حالة طارئة. وقدرتي على أداء الدور بشكل جيد ملأتني بالفخر. لكنني دائمًا كنت أتساءل إذا كانت تلك المباريات مجرد بعض الحظ، ليالٍ عفوية.”
وعندما سئل عما إذا كان قد صرح بأنه لن يشغل مركز الظهير تحت قيادة ألونسو، قال فالفيردي: “يمكنك أن تعتبرني كاذبًا. اسأل المدير، لقد قلت دائمًا إنني تحت تصرف الفريق. لم أرفض أبدًا اللعب في أي مركز. دائمًا أعطي أفضل ما لدي، أينما كنت.”
لكن عندما صدرت قائمة الفريق في اليوم التالي، وضعه ألونسو على مقاعد البدلاء. وكان ذلك مفاجئًا، ليس فقط لأن فيدي فالفيردي دائمًا ما يلعب إلا إذا كان مصابًا (وأحيانًا حتى عندما يكون مصابًا) بل أيضًا لأن هناك قاعدة غير مكتوبة في البطولات الأوروبية تقول إن أي لاعب يتحدث في مؤتمر صحفي قبل المباراة سيشارك في المباراة المعنية.
على الرغم من فوز ريال مدريد المريح 5-0 بفضل ثلاثية كيليان مبابي، كان أحد الأمور التي جذبت اهتمام الصحفيين الإسبان الحاضرين في كازاخستان هو إحماء فالفيردي بوتيرة أبطأ من المعتاد. في لحظة ما، شوهد وهو يمشي على طول خط التماس ويداه خلف ظهره أثناء سير المباراة، ولم يكن من بين الخمسة البدلاء الذين استخدمهم ريال مدريد في تلك الليلة.
وقال ألونسو لاحقًا عند سؤاله عما إذا لاحظ أي شيء غريب من فالفيردي: “ليس لدي أي فكرة، شاهدت المباراة ولم ألاحظ أي شيء مما تتحدثون عنه.” لكن بعد المباراة، شككت بعض وسائل الإعلام الإسبانية في سلوك اللاعب.
المقربون من فيدي فالفيري وريال مدريد يكشفون عن روايتهم
وقالت مصادر مقربة من فالفيردي إنهم تفاجأوا من الجدل حول استبعاده وسلوكه على الخط، حيث كان مخططًا أن يتم إراحة اللاعب لمباراة كايرات. وأضافوا أنه ليس صحيحًا أنه رفض الإحماء في تلك الليلة.
وتعبر نفس المصادر عن غضبها لأنهم يعتقدون أن صورة خاطئة عن الأوروغوياني يتم تقديمها. ويقولون إنه لم يختلف أبدًا مع ألونسو أو يطلب من المدرب أن يلعبه في مركز محدد، ولا يعجبهم فكرة أن يُسوَّق ضده بعد أدائه المميز لريال مدريد خلال ما يقارب العقد منذ انضمامه من بينارول في بلاده.
وتقول مصادر النادي إن فالفيردي لم يكن ليفعل أي شيء دون موافقة ألونسو أولًا، وكانوا مترددين بنفس القدر في الانخراط في أي جدل. ولتوضيح أي شكوك، تحرك اللاعب نفسه لتسويتها من خلال منشوره على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكتب فالفيردي: “لدي علاقة جيدة مع المدرب، مما يجعلني أشعر بالثقة الكافية لأخبره بالمركز الذي أفضله في الملعب، لكنني دائمًا، دائمًا أبلغه أنني متاح للعب في أي مكان، في أي رحلة، وفي كل مباراة. لقد وضعت قلبي وروحي في هذا النادي وسأستمر في ذلك، حتى لو لم أؤدِ أحيانًا كما أريد أو لم ألعب بقدر ما أريد.
“أقسم على كبريائي أنني لن أستسلم أبدًا وسأقاتل حتى النهاية، لاعبًا في أي مكان يُطلب مني.”
ورغم أن ذلك سيهدئ الجدل في الوقت الحالي، إلا أن دور فالفيردي سيستمر في كونه مصدر اهتمام وتساؤل داخل تشكيلة ألونسو الجديدة.
