نهائي الـ100 مليون جنيه إسترليني؟ منصة الذهب لتوتنهام وسقوط اقتصادي لمان يونايتد

كثيرون وصفوا هذا النهائي بـ”نهائي الـ100 مليون جنيه إسترليني”، لكن هل هذا الوصف دقيق؟ في الحقيقة، خسارة مانشستر يونايتد لنهائي الدوري الأوروبي أمام توتنهام قد تُكلّفه أكثر من هذا الرقم بكثير، في حين يمكن أن تفتح لتوتنهام آفاقاً مالية هائلة في المستقبل القريب، وفقًا لتقرير مثير نشرته صحيفة “ديلي ميل” الإنجليزية.
تداعيات هذه الهزيمة لن تتوقف عند حدود خسارة اللقب القاري، وتضيع بطاقة المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، بل من المتوقع أن تؤثر على عائدات النادي من عدة جوانب، أبرزها سوق الانتقالات، القدرة على جذب اللاعبين، والخطط المستقبلية. المدير الفني روبن أموريم اعترف عقب اللقاء قائلاً: “لدينا خطتان للموسم، واحدة إذا تأهلنا إلى دوري الأبطال وأخرى إذا لم نتأهل، ومن الصعب على نادٍ مثلنا ألا يشارك في هذه البطولة”.
وفقًا لصحيفة “فايننشال تايمز”، انخفضت قيمة أسهم مانشستر يونايتد بنسبة 7% بعد الهزيمة، أي ما يعادل نحو 160 مليون جنيه إسترليني من الخسائر السوقية، وهو ما يُعد ضربة موجعة لعائلة غليزر المالكة والمالك الجديد لحصة 25%، السير جيم راتكليف. هذه التطورات تزيد من القلق بشأن مستقبل النادي المالي، خاصة أن التقارير تشير إلى خسائر متراكمة تجاوزت 370 مليون جنيه خلال السنوات الخمس الماضية.
منذ دخوله إلى النادي، بدأ راتكليف بتنفيذ برنامج تقشف صارم شمل الاستغناء عن 250 موظفًا، وهناك نحو 200 موظف آخرين مهددون بفقدان وظائفهم، بعدما أُبلغوا بذلك خلال اجتماعات في وقت سابق من الشهر. وتفاقم الغضب الداخلي حين نُقل أن راتكليف تعرض لصيحات استهجان من بعض العاملين خلال بث مباشر لنهائي الدوري الأوروبي داخل مقر النادي، نتيجة الموجة الجديدة من تسريح الموظفين.
كنز دوري الأبطال المفقود
من الناحية المالية، فإن خسارة النهائي حرمت مان يونايتد من جوائز مباشرة، إضافة إلى عائدات دوري الأبطال الذي لن يشارك فيه الموسم المقبل. الفارق في الجوائز المالية وحدها بين البطل والوصيف في الدوري الأوروبي يبلغ 5.05 ملايين جنيه (10.95 مليون للبطل مقابل 5.9 مليون للوصيف)، إضافة إلى حرمان النادي من التأهل إلى السوبر الأوروبي الذي يدر ما لا يقل عن 3.4 ملايين جنيه.
غير أن الخسارة الأكبر تكمن في الغياب عن دوري الأبطال، حيث تؤكد تحليلات خبراء الاقتصاد الرياضي أن المشاركة في البطولة الأوروبية الأهم يمكن أن تدر على النادي أكثر من 100 مليون جنيه. فقط مجرد التأهل إلى دور المجموعات يضمن 15.7 مليون جنيه، دون النظر إلى النتائج. الفوز في مباراة واحدة يدر 1.8 مليون، والتعادل 600 ألف، فيما تتصاعد الجوائز كلما تقدم الفريق في الأدوار، لتصل إلى 5.5 ملايين إضافية في حال التتويج.
بالإضافة إلى الجوائز، فإن العوائد من حقوق البث، والمداخيل الجماهيرية، وحوافز الرعاة، يمكن أن ترفع الرقم إلى أرقام مذهلة. متوسط دخل اليونايتد من المباريات على أرضه يبلغ نحو 6 ملايين جنيه، ما يعني أن الفريق كان يمكن أن يحقق ما بين 24 و48 مليونًا من أربع إلى ثماني مباريات في دوري الأبطال. وبالمقابل، فإن توتنهام قد يحقق ما بين 19.6 و39.2 مليونًا، بناءً على متوسط دخله البالغ 4.9 ملايين للمباراة الواحدة.
إضافة إلى ذلك، فإن عقد مانشستر يونايتد مع شركة أديداس ينص على غرامة بقيمة 10 ملايين جنيه في حال عدم التأهل لدوري الأبطال، ما يُضاعف من خسائره هذا الموسم.
لو افترضنا سيناريو مثاليًا حيث يفوز مان يونايتد بالدوري الأوروبي ويتأهل لدوري الأبطال، ويحظى بموسم ناجح فيه، كان بإمكان النادي أن يجني ما يصل إلى 166.15 مليون جنيه — وهو رقم يشمل الجوائز، دخل المباريات، وحوافز الرعاة، ويخصم منه الغرامة من أديداس.
أما توتنهام، فبفوزه باللقب الأوروبي، نال 10.95 ملايين مباشرة، وقد يضيف إليها 4.25 ملايين في حال التتويج بكأس السوبر. وإذا سار في طريق مثالي بدوري الأبطال، فقد تصل أرباحه المحتملة إلى 148.6 مليونًا، دون احتساب عائدات الرعاية والسفر.
ورغم أن هذا السيناريو الأمثل يبدو بعيدًا، إلا أن حتى السيناريوهات المتحفظة تؤكد أن خسارة مانشستر يونايتد كلفته عشرات الملايين، بينما توتنهام ضمن مكاسب ضخمة. ففي أسوأ الحالات، لو خسر اليونايتد نهائي السوبر وخرج من دور المجموعات دون أي فوز، كان سيجني أكثر من 58 مليونًا، أي أكثر بعشرات الملايين مما حصل عليه فعليًا.
وفي سيناريو واقعي آخر — مثل ما حققه أستون فيلا هذا الموسم — حيث يحقق الفريق خمس انتصارات وتعادلًا ويبلغ ربع النهائي، فإن إجمالي العائدات كان سيبلغ 104.5 ملايين جنيه، وهو رقم يُعطي معنى حقيقيًا لوصف “نهائي الـ100 مليون”.
كل هذا دون احتساب الجوائز المحتملة من بطولات مستقبلية مثل كأس العالم للأندية، وتأثير المكافآت أو العقوبات داخل عقود اللاعبين. على سبيل المثال، قيل إن كاسيميرو خسر زيادة سنوية في راتبه تُقدر بـ125 ألفًا في الأسبوع (ما يقرب من 6.5 ملايين سنويًا)، نتيجة عدم التأهل.
خلاصة القول، أن مانشستر يونايتد لم يخسر فقط مباراة… بل خسر معها فرصة ذهبية لاستعادة مكانته ومضاعفة مداخيله، بينما فتح الفوز لتوتنهام بابًا واسعًا من الآمال والعوائد المالية المستقبلية.