مان سيتي يتحرك بذكاء في الصيف: صفقات كبرى وتقليص للرواتب وتوازن بين الجودة والاقتصاد!

بعد أن أبرم مانشستر سيتي عدة تعاقدات خلال يناير، شملت قلبَيْ دفاع، ولاعب وسط دفاعي، ومهاجمًا متعدد الاستخدامات، يتجه النادي الآن لتعزيز صفوفه في مراكز أخرى، تشمل حارس مرمى، ظهيرًا، ولاعبين مبدعين في وسط الميدان، وفقًا لتقرير خاص من الصحفي سام لي في صحيفة “ذا أتلتيك” البريطانية.
وقد تم بالفعل إحراز تقدم ملموس في سبيل التعاقد مع بعض الأهداف الرئيسية، كما عُقدت اجتماعات إضافية هذا الأسبوع لوضع اللمسات الأخيرة على الخطط. هناك تحرك فعلي نحو ضم مورغان جيبس-وايت من نوتنغهام فورست، إلى جانب اهتمام كبير بفلوريان فيرتز نجم باير ليفركوزن.
المدير الرياضي الجديد، هوجو فيانا، بدأ مهامه مؤخرًا مع مانشستر سيتي، في حين من المقرر أن يغادر تشيكي بيغيريستاين منصبه بعد كأس العالم للأندية. وعلى الرغم من أن فيانا لم يكن قد بدأ رسميًا مهامه خلال نافذة الانتقالات الشتوية، إلا أنه شارك في إبرام صفقات النادي، حيث يعمل السيتي حاليًا بوجود مديرَيْ انتقالات بدوام كامل.
ورغم سعي النادي لتحسين جودة التشكيلة، هناك أولويات محددة في إطار عملية إعادة البناء، لإعادة الفريق إلى هيبته المعتادة. ورغم إنفاق 183 مليون جنيه إسترليني (244 مليون دولار) في يناير، لا يزال هناك متّسع لمزيد من التعاقدات.
وفيما يلي تسلط “ذا أتلتيك” الضوء على أبرز الاعتبارات التي تقف خلف خطط مانشستر سيتي لصيف 2025:
تقليص فاتورة الأجور
مع تأكد رحيل كيفن دي بروين، واحتمال مغادرة عدد من النجوم الكبار الآخرين، يتجه مانشستر سيتي للتخلص من عدد كبير من الرواتب المرتفعة هذا الصيف.
ويتوقّع على نطاق واسع رحيل إديرسون وبرناردو سيلفا، في حين علمت “ذا أتلتيك” أن إيلكاي غوندوغان سيبقى مع الفريق، بعد تفعيل خيار التمديد لسنة إضافية في عقده.
ورغم نية السيتي تعزيز صفوفه بلاعبين جدد، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة إعادة استثمار كل الأموال المُوفرة من رحيل نجومه. فوفقًا لمصادر داخل النادي لصحيفة “ذا أتلتيك” البريطانية، فضّلت عدم الكشف عن هويتها، فإن الخطة الفعلية هي تقليص فاتورة الأجور.
وقد تثير هذه الخطوة بعض القلق بين الجماهير التي تأمل في تجديد شامل، لكن النادي لا يعتزم التهاون في جودة تعاقداته.
فهدف السيتي هو ضم لاعبين قادرين على إحداث تأثير كبير، دون المطالبة برواتب ضخمة على غرار نجوم الصف الأول، الذين لا يستهدفهم النادي أساسًا.
فمثلًا، لاعبان مثل دي بروين وإديرسون، يتقاضيان رواتب مرتفعة للغاية، تتجاوز ما يُتوقع من أي لاعب جديد في مركزهما خلال عقده الأول. صحيح أن فيرتز يُعد من أبرز المواهب العالمية، وقد يطالب براتب كبير، خاصةً مع اهتمام ريال مدريد وبايرن ميونخ، إلا أن من المستبعد أن يصل راتبه إلى 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا كما يتقاضى دي بروين.
وقد أظهرت أحدث تقارير النادي المالية انخفاض نسبة الرواتب إلى الإيرادات من 59٪ إلى 58٪، ويعتزم النادي الاستمرار على هذا النهج، خصوصًا أن عقد هالاند طويل الأمد سيشكّل عبئًا مستقبليًا على كتلة الأجور.
لاعبون نادرًا ما يتعرضون للإصابات
أمضى بيب غوارديولا الشتاء وهو يكرر أن الطريقة الوحيدة للتعامل مع جدول المباريات المزدحم، هي امتلاك قائمة أكبر من اللاعبين، في تحول ملحوظ عن فلسفته السابقة التي اعتمدت على قائمة محدودة.
لكن عمليًا، لا يبدو أن هناك تغييرًا جذريًا. إذ يركز السيتي على استقدام لاعبين “موثوقين” من حيث الجاهزية البدنية، أي أولئك الذين يملكون سجلًا جيدًا في مقاومة الإصابات، والقدرة على اللعب ثلاث مرات أسبوعيًا.
قال غوارديولا في مارس الماضي:
“الأهم هو امتلاك لاعبين موثوقين. إذا كان لدينا فيل (فودين)، وريكو (لويس)، وجوسكو (غفارديول)، من دون إصابات… الأمور تسير على ما يرام. بالطبع قد تظهر مشاكل كما حدث مع رودري وأوسكار (بوب)، لكن من الضروري أن يكون لدينا لاعبون قادرون على خوض مباريات كل ثلاثة أيام”.
وأضاف:
“من الناحية الاقتصادية واليومية، من الصعب تحمّل وجود عدد كبير من اللاعبين الذين لا يشاركون. صحيح أنك بحاجة إلى قائمة أكبر، لكنها لا يجب أن تكون ضخمة، لأنك قد لا تتعرض لإصابات طوال الموسم. لقد كنا مستقرين من هذه الناحية خلال السنوات التسع الماضية، وهذا أمر صعب جدًا.”
ورغم أن مورغان جيبس-وايت لا يمتلك سجلًا مميزًا على صعيد الجاهزية المستمرة، إلا أن اهتمام السيتي به يظهر وجود استثناءات في بعض الحالات.
ومع ذلك، يجب أخذ عامل التأقلم مع جدول المباريات بعين الاعتبار عند التوقيع معه، تمامًا كما حدث مع جاك غريليش في موسمه الأول، ولا يزال يؤثر حتى الآن على أداء جيريمي دوكو في موسمه الثاني.
وكان غوارديولا قد صرّح حول دوكو:
“هناك دائمًا شكوك حول قدرة جيريمي على اللعب كل ثلاثة أيام بسبب الإصابات، وهذا هو واقع الأمر”. وقد جاء هذا التصريح ضمن سياق إشادة عامة باللاعب البلجيكي، لكنه حمل تحذيرًا واضحًا.
قيود قواعد “اللاعبين المحليين”
من المتوقع أن يكون لقواعد “اللاعبين المحليين” تأثير مباشر على تشكيل السيتي، خاصةً في دوري أبطال أوروبا.
ففي الدوري الإنجليزي، يُسمح بتسجيل 17 لاعبًا أجنبيًا ضمن قائمة الـ25 لاعبًا، بينما يجب أن يكون الباقون من المحليين (أي من لعبوا لثلاث سنوات في نادٍ إنجليزي أو ويلزي قبل سن 21).
أما في دوري الأبطال، فتفرض لوائح اليويفا وجود ثمانية لاعبين محليين على الأقل ضمن قائمة الفريق، وكل خانة لا تُشغل بلاعب محلي تُخصم من العدد الإجمالي.
هذا الموسم، ضمّت قائمة السيتي الأوروبية ستة لاعبين محليين فقط، ما جعله يكتفي بـ23 لاعبًا. ورغم هذا النقص، لم يواجه الفريق مشاكل بسبب وجود لاعبين شباب مثل أورايلي ولويس ضمن القائمة الاحتياطية المؤهلة.
اللاعبون المحليون الحاليون هم: سكوت كارسون، جون ستونز، ناثان آكي، فيل فودين، جاك غريليش، وجيمس ماكتي. وسيُعتبر أوسكار بوب لاعبًا محليًا الموسم المقبل، لبلوغه السن الذي يجعله غير مؤهل لقائمة 21 عامًا.
إذا غادر أكثر من لاعب محلي، يجب تعويضهم بلاعبين محليين مباشرين. علمًا أن بوب، رغم جنسيته النرويجية، يُعتبر محليًا لأنه التحق بالسيتي في سن الـ16، مثلما كان الحال مع ناثان آكي في تشيلسي.
لكن في ظل رغبة غوارديولا في لاعبين موثوقين، تُثار تساؤلات حول استمرار لاعبين مثل آكي، ستونز، وغريليش، بسبب تاريخهم مع الإصابات، كما يُتوقع أن يرحل ماكتي في ظل اهتمام ليفركوزن ونوتنغهام فورست.
وفي حال رحيل ثلاثة لاعبين محليين والتعاقد مع أربعة أجانب وواحد محلي، لن يكون هناك إشكال في الدوري الإنجليزي، حيث سيبقى عدد الأجانب عند 16 (أقل من الحد المسموح). أما في دوري الأبطال، فستضم القائمة 23 لاعبًا، بينهم خمسة فقط محليين، ما يعني أن النادي سيكون مجبرًا على تسجيل 22 لاعبًا فقط.
إضافة عنصر الخبرة
خلال يناير، ضم السيتي قلبَيْ دفاع شابين هما خوسانوف وريس. وقد شارك الأول في مباريات أكثر مما كان متوقعًا، في حين اقتصر ظهور الثاني على مباريات الكأس أمام فرق من الدرجات الأدنى.
كان خوسانوف يبلغ 20 عامًا وقد خاض موسمًا ونصف في الدوري الفرنسي، بينما بلغ ريس عامه الـ19 مطلع العام.
وفي صيف 2025، يبحث السيتي عن لاعبين ذوي خبرة أعلى على مستوى النخبة.
ومع رحيل دي بروين واحتمال مغادرة إديرسون، يدرك مسؤولو السيتي أهمية تقليص المخاطر عند استبدالهما، لذا سيتوجهون نحو لاعبين يشكّلون أعمدة أساسية في أنديتهم، ويملكون سنوات من الخبرة في أعلى المستويات.