الانتقادات تضرب ريال مدريد: غياب القادة هجوم كسول وفريق بلا هوية!

الساعات التي تلي الكوارث تكون دائمًا مشتعلة على هواتف مسؤولي ريال مدريد. الهزيمة 3-0 في ملعب الإمارات كانت صفعة قوية من حيث الشكل والمضمون. الفريق الملكي لم يبدِ أي ردة فعل أمام أهداف آرسنال الجميلة، وكأن وجوده على أرضية الملعب كان لمجرد المشاهدة فقط، كما لم يُظهر أي قدرة على العودة في النتيجة.
ووفقاً لشبكة “ريليفو” الإسبانية، اللوم الأول سقط على المدرب كارلو أنشيلوتي، الذي أصبح هدفًا للانتقادات منذ أشهر. فقيادة ريال مدريد، بما يضمه من أفضل لاعبي العالم، تجعل من الصعب تبرير الأداء بهذا الشكل.
هزيمة لندن قد تكون قاتلة للمدرب الإيطالي، الذي لم يجد حتى الآن الوصفة السحرية، وسط فريق بلا هوية أو أسلوب واضح، وكأن التشكيلة تم جمعها عشوائيًا داخل الملعب.
لكن الانتقادات لا تطال أنشيلوتي وحده. في النادي، تُوجَّه الأنظار إلى أبعد من ذلك. في الجهاز الفني، يشعر البعض بأن اللاعبين لا يطبقون التعليمات التي يُعمل عليها خلال التدريبات. ويُسلط الضوء على أرقام الأداء البدني التي تكشف غياب الجهد الجماعي. فقد ركض آرسنال قرابة 13 كيلومترًا أكثر من ريال مدريد، وكان الفارق صارخًا بين ميكيل ميرينو الذي ركض 12.7 كم، وكيليان مبابي الذي لم يتجاوز 8.4 كم.
هذه النظرة يتقاسمها أيضًا مسؤولو الإدارة العليا في النادي. ثمة خيبة أمل من بعض اللاعبين، خصوصًا في الخط الهجومي، الذين فشلوا في تهديد الخصم في المباريات الكبرى، ولم يُظهروا أي تضحية دفاعية. مبابي وفينيسيوس جونيور لم يكونا الحل لمشاكل الفريق، وهذه نقطة أصبحت مطروحة في أروقة فالديبيباس.
في المقابل، كان رد فعل غرفة الملابس مختلفًا. فقد خرج اللاعبون من ملعب الإمارات وهم يرددون: “سنقلب النتيجة حتمًا”، وبدوا واثقين من إمكانية قلب الطاولة في الإياب. قالوا ذلك للإعلام وللمشجعين الذين انتظروهم خارج الملعب، وكذلك في أحاديثهم الداخلية. يثقون في جودتهم ويأملون في ليلة معجزة جديدة، تتزامن مع بداية أسبوع الآلام.
ومع ذلك، يسود شعور غريب داخل غرفة الملابس، وهو شعور رافق الفريق منذ بداية الموسم. نوع من اللامبالاة، وكأن لا شيء يؤثر فيهم، لا الأفراح الكبيرة ولا الخيبات الكبرى. الجو العام يبدو إيجابيًا، علاقات طيبة بين اللاعبين، لكن الإحساس العام هو أن كل واحد يعمل بشكل فردي.
من يعيشون يوميًا داخل فالديبيباس يُجمعون على أن تفسير هذا الوضع يعود إلى غياب ثلاث شخصيات لا تُعوّض: توني كروس، ناتشو، وداني كارفاخال، بالإضافة إلى غياب خوسيلو الذي يفتقده الجميع في ممرات المدينة الرياضية. فقد كان حضور هؤلاء ركيزة في نجاحات الموسم الماضي، أما هذا الموسم، فيبدو أن الفريق يدفع ثمن هذا الغياب.