بعد اختيار شمس الدين طالبي للمغرب.. ملف مزدوجي الجنسية يثير الجدل في بلجيكا

يعد فقدان المواهب الشابة لصالح منتخبات أخرى مؤشراً على تراجع بلجيكا في ترتيب الدول الكروية. يستعد المنتخب البلجيكي لمواجهة أوكرانيا في ملحق البقاء ضمن المستوى الأول لدوري الأمم الأوروبية، وهي مباراة تحمل أهمية خاصة في ظل التغييرات التي يشهدها الفريق.
المدرب رودي جارسيا سيتولى قيادة المنتخب خلفًا لدومينيكو تيديسكو، الذي فشل في مهمته بعد توليه المسؤولية في فترة انتقالية صعبة، مع نهاية الجيل الذهبي بقيادة هازارد، دي بروين، ولوكاكو، وتحت إشراف روبرتو مارتينيز.
تميز العصر الذهبي للشياطين الحمر بدمج ناجح لعدد كبير من اللاعبين مزدوجي الجنسية، مثل فينسنت كومباني (الكونغو)، ناصر الشاذلي، مروان فيلايني (المغرب)، موسى ديمبيلي (مالي)، أكسل فيتسل (فرنسا)، عدنان يانوزاي (كوسوفو)، يانيك كاراسكو (إسبانيا)، ديدريك بوياتا، ميشي باتشواي، ويوري تيليمانس (الكونغو). غير أن هذه الظاهرة أصبحت تمثل مشكلة في الوقت الحالي.
خسارة ثلاثة مواهب بارزة تدق ناقوس الخطر في بلجيكا
خلال الأسابيع الأخيرة، خسرت بلجيكا ثلاثة من أبرز مواهبها الشابة الذين لعبوا في منتخبات الفئات العمرية البلجيكية، لكنهم قرروا تمثيل منتخبات أخرى:
- ماتيوس فيرنانديز-باردو (20 عامًا)، المهاجم المولود في بروكسل، اختار تمثيل إسبانيا بدلًا من بلجيكا، رغم مشاركته في جميع فئات المنتخب البلجيكي منذ تحت 15 عامًا.
- كونستانتينوس كاريتساس (17 عامًا)، لاعب خط وسط جينك، تلقى استدعاءه الأول للمنتخب اليوناني، بعدما كان جزءًا من منتخب الشباب البلجيكي حتى نوفمبر الماضي.
- شمس الدين طالبي (19 عامًا)، جناح كلوب بروج الذي برز في دوري الأبطال هذا الموسم، قرر تمثيل المغرب بعد استدعائه من وليد الركراكي.
أثارت هذه الخسائر غضب الاتحاد البلجيكي، مما أدى إلى إقالة كيفن فيرمولين، المسؤول عن ملف اللاعبين مزدوجي الجنسية، بسبب سوء الإدارة وعدم القدرة على إقناع المواهب بالبقاء. ومع تعيين فنسنت مانايرت كمدير تقني جديد، أصبح هذا الملف أولوية قصوى، خاصة مع اهتمام المغرب بضم ريان بونيدا وفرنسا بستيان إيدومبو.
مانايرت أكد في مؤتمر صحفي أن بلجيكا يجب أن تعمل بجد أكبر للحفاظ على مواهبها، قائلاً: “إذا اختار اللاعبون دولًا أخرى، فهذا حقهم، لكننا سنواصل مع من يريد تمثيل بلجيكا. نطلب منهم اتخاذ قرار واضح منذ البداية.”
المدرب الجديد للمنتخب البلجيكي، رودي جارسيا، كان ينوي استدعاء طالبي أو كاريتساس لقائمته، لكنه شدد على ضرورة احترام قرارات اللاعبين. وقال في مؤتمره الصحفي: “لن نخوض جدلًا حول مزدوجي الجنسية. لديهم خيار وعليهم اتخاذه. نريد فقط لاعبين يشعرون بالفخر لتمثيل بلجيكا.”
بهذا، يرسل الاتحاد البلجيكي رسالة واضحة: من يريد تمثيل الشياطين الحمر عليه الالتزام منذ البداية، وإلا فإن بلجيكا لن تنتظر المترددين.