قرر مدرب المنتخب الفرنسي ديديه ديشان كسر صمته بشأن أزمة كريم بنزيمة في كأس العالم 2022 بقطر، بعد 3 أشهر، أو ما يقرب من ذلك، على خسارة المباراة النهائية الرائعة لكأس العالم أمام الأرجنتين (3ـ3 في الوقتين الأصلي والإضافي، 4ـ2 بضربات الترجيح). في غضون ذلك، صاحب الـ 54 عاماً، مدعوماً بسجل رياضي رائع، قام بتمديد عقده حتى عام 2026.
اقرأ أيضاً.. كريم بنزيمة بنصف مستوى الموسم الماضي
وتحدث ديشان في مقابلة مطولة مع صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية عن عدة قضايا تخص المنتخب والاتحاد الفرنسي، بما في ذلك أزمة كريم بنزيمة في مونديال قطر، والتي أعلن على إثرها صاحب الـ 35 عاماً اعتزاله الدولي بشكل نهائي.
وتفجرت أزمة كريم بنزيمة مع ديشان وطاقمه الطبي في قطر، بسبب اختلاف بشأن تشخيص إصابة مهاجم ريال مدريد، حيث كان يريد اللاعب البقاء مع منتخب فرنسا في قطر، واستكمال علاجه هناك، ورؤية كيف تتطور إصابته وإمكانية لعبه لباقي مباريات البطولة بعد تجاوز دور المجموعات، لكن أفيد أن الطاقم الطبي والفني فضلوا رحيله عن معسكر الديوك، والتركيز على العمل مع باقي اللاعبين، في حين تعافى بنزيمة لاحقاً في منشآت ريال مدريد.
وفي الوقت الذي كان قد ترك فيه كريم بنزيمة المنتخب الفرنسي بنية أن ديشان سوف يستدعي مهاجم آخر لمساعدة الفريق، صدم كريم أن المدرب الفرنسي لم يوجه الدعوة لأي لاعب آخر، وترك مكانه شاغراً، واستمر مهاجم ريال مدريد مسجلاً في قائمة المنتخب الفرنسي بكأس العالم 2022، وتم تتويجه بالفعل بميدالية الوصيف.
وتطرق ديديه ديشان لأزمة بنزيمة في قطر موضحاً حقائق قد تكون صادمة، قائلاً بشأن ما إذا ما كان يجب الاحتفاظ بكريم بنزيمة لبضعة أيام أخرى في الدوحة للتأكد من التشخيص: “إنها إهانة لنا أن نقول ذلك. في كل موقف هناك حقيقة واحدة وكريم يعرفها جيداً. انضم كريم إلينا في 14 نوفمبر بعد فترة من عدم اللعب في ناديه (كانت آخر مباراة له مع ريال مدريد في 2 نوفمبر ضد سيلتيك، وقد لعب 26 دقيقة). اتبع برنامجاً علاجياً فردياً، وتم تأجيل عودته إلى التدريب الجماعي. علاوة على ذلك، لم يكن لدي، كما هو الحال مع رافائيل (فاران)، هدفاً بنسبة 100٪ في رؤيته يبدأ المباراة الأولى ضد أستراليا. عندما أصيب كريم، نقله طبيبنا إلى عيادة “سبيتار” لإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي. أرسل كريم النتائج إلى شخص يتابعه في مدريد وأبدى رأيه أيضاً. عندما عاد إلى الفندق، كان ذلك بعد منتصف الليل بالفعل. انضممت إلى كريم في غرفته مع طبيبنا الذي جاء ليقدم لي تقرير التصوير بالرنين المغناطيسي.”
عن مضمون المناقشة التي دارت بينه وبين كريم: “كان تشخيص طبيبنا يتطابق مع التشخيص الذي قدمه له ريال مدريد. في أحسن الأحوال، لم يكن من الممكن أن يعود إلى التدريب قبل 10 ديسمبر. في رسالته على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، أعرب عن خيبة أمله من الاضطرار إلى الاستسلام، لكنه برر هذا الاختيار باهتمامه بمصلحة الفريق. بقينا معاً لمدة 20 دقيقة تقريباً. عندما تركته قلت له: كريم، لا داعي للاستعجال. في الصباح وجدته قد رحل. إنه قراره، لن يخبرك بخلاف ذلك، أنا أفهمه وأحترمه.”
عن عودة كريم بنزيمة للعب مع ريال مدريد في 15 ديسمبر: “لعب 30 دقيقة في مباراة تدريبية. هل تعتقد حقاً أن الأمر يمكن مقارنته بقوة نصف نهائي كأس العالم؟ على الرغم من موهبته ومكانته، هل يمكنك أن تتخيله يعود في آخر لحظة؟ أخبرني كريم بنفسه أنه لم يكن مستعداً.”
بشأن الأخبار التي ادعت اضطهاد كريم بنزيمة من بعض لاعبي المنتخب الفرنسي: “مستحيل. لم يكن أي لاعب سعيداً برحيله. كريم يعرف ذلك أيضاً. لا أعرف من ينشر مثل هذه الشائعات. لم يعد هناك جدل بعد الآن، إنه خبث. إذا ظهرت الابتسامات، فليس لأن كريم تركنا، ولكن لأن الفريق كان يفوز.”
بشأن ما إذا كان قد تحدث إلى كريم بنزيمة عقب كأس العالم 2022: “اتصلت به بعد تمديد عقدي. أجرينا مناقشة طويلة. لقد أعدت الاتصال به مؤخراً بشأن إمكانية عودته. أردت أن أعرف موقفه. أكد لي قراره بإنهاء مسيرته الدولية. لا تسألني عن حججه. سيكون الأمر متروكاً له. عندما تحدثت إليه في بداية يناير، لم يكن قراره نهائياً. الآن هو كذلك وعلي أن أحترمه. إنه لاعب مهم في تاريخ فريق فرنسا. دعاه الاتحاد الفرنسي في 24 مارس إلى مواجهة فرنسا وهولندا، إلى جانب المعتزلين الآخرين ستيف مانداندا، وهوجو لوريس، ورافاييل فاران، وبليز ماتويدي. سيتم تكريمهم. آمل أن يكونوا جميعًا هناك.”
