لماذا لم يُحتسب تسلل على مبابي في ركلة جزاء تشيزني؟

بالطبع، لا يمكن أن يمر كلاسيكو دون جدل. ولم يمضِ حتى خمس دقائق حتى أصبح الحكم هرنانديز هرنانديز في قلب الحدث، في مباراة قد تكون حاسمة في سباق لقب الدوري الإسباني. في هذه الحالة، لا يمكن لأي أحد أن يشكك في أن الحارس تشيزني ارتكب مخالفة واضحة ضد كيليان مبابي، إذ أن ركلة الجزاء كانت بلا أي جدل. غير أن النقطة القابلة للنقاش كانت فيما إذا كان المهاجم الفرنسي متسللًا، أو بشكل أدق، هل يجب احتساب حالته كمتسلل أم لا؟ وهذا بالتحديد ما أثار الجدل، وأدى إلى توقُّف اللعب لما يقارب الدقيقة. ومن خلال الإعادة، يبدو واضحًا أن مسجل الهدف الأول في المباراة كان في وضعية تسلل.
القصة بدأت عندما أرسل لوكاس فاسكيز تمريرة في العمق باتجاه مبابي. الكرة لم تصل إليه مباشرة، بل اتجهت نحو المدافع باو كوبارسي، الذي كان يبعد عدة أمتار عن المهاجم الفرنسي. المدافع الشاب لم يُوفَّق في إبعاد الكرة بشكل جيد، بسبب ديناميكية اللعب، لتتجه الكرة مباشرة إلى مبابي، الذي استغل الخطأ لينفرد بالحارس تشيزني، الذي أسقطه بوضوح. لم تكن هناك أي اعتراضات، حتى من الحارس نفسه، على قرار احتساب الركلة.
الجميع يتذكر اللقطة المثيرة للجدل بين إيريك غارسيا وكيليان مبابي في نهائي دوري الأمم الأوروبية بين فرنسا وإسبانيا. في ذلك الوقت، كان القانون يقرّ بأنه إذا وصلَت الكرة إلى المهاجم عن طريق مدافع، فلا يُحتسب تسللاً، حتى وإن كان المدافع قد تأثر بوجود المهاجم أثناء محاولته للإبعاد.
تلك الحادثة أثارت موجة غضب واسعة، ما دفع الاتحاد الأوروبي (يويفا)، والاتحاد الدولي (فيفا)، وهيئة التشريعات الدولية (IFAB) إلى مراجعة وتعديل التفسير. ووفقًا للتعديل الحالي على القانون 11 من قوانين اللعبة: “لا يُعتَبَر اللاعب في وضعية تسلل قد استفاد من موقعه إذا استلم الكرة من مدافع قام بلعب الكرة بشكل طوعي، بما في ذلك اللمسة اليدوية المتعمدة، ما لم تكن محاولة إنقاذ من الخصم.”
وفي حالة غارسيا، تم اعتبارها “محاولة إنقاذ” لأنه ألقى بنفسه لقطع تمريرة كانت موجهة لمبابي. لكن الحالة التي حصلت في الكلاسيكو تختلف تمامًا، رغم أنها ما تزال خاضعة للتفسير. حكم تقنية الفيديو، مارتينيز مونويرا، رأى أن الحالة ليست واضحة بما فيه الكفاية لاستدعاء الحكم لمراجعتها على الشاشة.
الجدل بقي مطروحًا لأن كوبارسي لم يكن قريبًا جدًا من مبابي، وكان لديه الوقت الكافي للتصرف بشكل أفضل. لكن مبابي بدوره أثَّر على القرار؛ إذ كانت التمريرة موجهة إليه، ولم يكن بعيدًا كليًا عن الكرة، وكانت اللقطة سريعة، ولم تكن لدى المدافع حرية حركة كاملة. في النهاية، اعتُبرت الحالة “قابلة للتأويل”، ولم يرَ مسؤولو التحكيم ما يكفي من الأسباب لإلغاء الهدف.
أما فيما يخص عقوبة تشيزني، فقد قرر الحكم عدم منحه بطاقة صفراء، في قرار آخر محل تقدير. الحكم السابق ماتيو لاهوز شرح عبر إذاعة “كوبي” سبب هذا القرار: “إذا لم يتم احتساب بطاقة، فربما لأن الكرة كانت بعيدة جدًا، وبالتالي لم تُعتبَر فرصة محققة للتسجيل.”