اللعب المالي النظيف يضع برشلونة في مأزق مع يامال وتشيزني… ويمهد لبيع أراوخو!
لم يدم استقرار برشلونة المالي سوى ثلاثة أشهر، استغلها النادي لتجديد عقود بعض نجومه، مثل بابلو غافي، بيدري، ورونالد أراوخو – الذي يملك شرطًا جزائيًا بقيمة 65 مليون يورو خلال فترة معينة هذا الصيف – بالإضافة إلى باو كوبارسي، وجيرارد مارتين. كما تم تفعيل تجديد عقود لاعبين آخرين بشكل تلقائي بعد عدد معين من المباريات، مثل روبرت ليفاندوفسكي، وإينيغو مارتينيز، رغم عدم الإعلان الرسمي عنها. لكن قرار رابطة الليغا بإزالة 100 مليون يورو من حد الرواتب يعيد برشلونة إلى العجز المالي، ما يجبره على القيام بعمليات جديدة لاستعادة التوازن المالي والوفاء بالتزاماته.
وقد يساعد التقدم في دوري أبطال أوروبا برشلونة في مواجهة أزمته المالية. النادي كان قد احتسب في ميزانيته الوصول إلى ربع النهائي، وهي المرحلة التي سيخوضها الأسبوع المقبل أمام بوروسيا دورتموند. وإذا واصل الفريق مشواره وحقق اللقب، فسيكون ذلك خبرًا سعيدًا لخزينة النادي. ومع ذلك، هناك خسائر مالية أخرى، مثل عدم العودة إلى “كامب نو”، حيث كانت التوقعات تشير إلى تحقيق إيرادات بقيمة 28 مليون يورو، لكنها لم تتحقق. ومع ذلك، نجح النادي في جني 18 مليون يورو خلال الميركاتو الشتوي من بيع بعض الحقوق المرتبطة بانتقالات لاعبين. لكن المشكلة الكبرى تبقى قضية بيع مقاعد كبار الشخصيات في الملعب الجديد، حيث لم يوافق المدقق المالي عليها، مما يضع النادي في موقف صعب حتى 30 يونيو المقبل.
خيار بيع اللاعبين لتخفيف الأزمة
في ظل هذه الظروف، جمدت الإدارة الرياضية جميع التحركات في سوق الانتقالات، بما في ذلك البحث عن ظهير أيمن وجناح أيسر. ويبدو أن بيع أحد اللاعبين سيكون ضروريًا لاستعادة قاعدة 1:1 في الرواتب، والتي تتيح تسجيل وتجديد عقود اللاعبين. أحد أهم الملفات هو تجديد عقد لامين يامال، الذي سيبلغ 18 عامًا في 13 يوليو، وهو ما يستلزم تعديل راتبه بما يتناسب مع مكانته في الفريق، لكن النادي بحاجة إلى توفير مساحة في الرواتب أولًا.
المرشح الأبرز للخروج هو المدافع الأوروغوياني رونالد أراوخو. اللاعب كان قريبًا من الرحيل إلى يوفنتوس في يناير، لكن المدير الرياضي، ديكو، أقنعه بالبقاء مع وجود بند يتيح له الرحيل هذا الصيف مقابل 65 مليون يورو.
ورغم نفي أراوخو المتكرر لرغبته في الرحيل، إلا أن موقفه قبل يناير كان غامضًا. وقد تساعد أموال رحيله، إلى جانب عائدات دوري الأبطال، في تحسين الوضع المالي للنادي قبل العودة إلى “كامب نو” وإعادة التفاوض مع بنك “غولدمان ساكس” بشأن القرض المالي.
ملفات أخرى تنتظر الحسم
إلى جانب قضية لامين يامال، هناك قضايا أخرى عالقة، أبرزها تجديد عقد الحارس البولندي فويتشيك تشيزني، الذي يرغب في البقاء، لكن النادي بحاجة إلى تحسين سقف الرواتب لتجديد عقده. في المقابل، قد تكون مغادرة إيناكي بينيا، الذي ينتهي عقده في 2026، حلًا لموازنة الأمور.
كما أن مستقبل فرينكي دي يونغ يعد أحد الملفات الحاسمة. لاعب الوسط الهولندي يتقاضى أحد أعلى الرواتب في الفريق، ولم يرد بعد على عرض التجديد الذي قدمه النادي في الخريف الماضي. برشلونة يدرس إمكانية تمديد عقده مع تقليل راتبه السنوي لتسهيل تسجيله ضمن الحد الأقصى للأجور.
صيف تقشفي جديد في برشلونة
يبدو أن برشلونة سيعيش صيفًا آخر من التقشف، مع وضع تجديد عقد لامين يامال كأولوية مطلقة. رغم ذلك، لا يبدو الفريق بحاجة إلى ثورة في التشكيلة، خاصة مع الأداء المميز هذا الموسم، وعودة بعض اللاعبين لمستوياتهم بعد موسم مخيب. ومباراة أتلتيكو مدريد الأخيرة كانت مثالًا واضحًا على هذا التطور.
