بالحجج: من يستحق الكرة الذهبية 2024 – رودري أم فينيسيوس؟
سيتم الإعلان عن الفائز بجائزة الكرة الذهبية 2024 يوم الاثنين. يوجد 30 لاعباً في القائمة المختصرة، ولكن اثنين منهم برزا كمتنافسين رئيسيين على الجائزة، التي تتوج أفضل لاعب كرة قدم في العالم على مدار الأشهر الـ 12 الماضية.
تألق فينيسيوس جونيور مع ريال مدريد الموسم الماضي، وساعدهم على الفوز بالدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، واستمر البرازيلي بنفس المستوى مع بداية موسم (2024ـ2025)، بهاتريك في دوري أبطال أوروبا ضد بوروسيا دورتموند يوم الثلاثاء.
ثم هناك رودري، لاعب خط وسط مانشستر سيتي، الذي كان محورياً في نجاحات ناديه الموسم الماضي، حيث فاز بكأس السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية، والدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الرابعة على التوالي. وقد أضاف إلى تلك الألقاب خلال الصيف، فوزه ببطولة أوروبا مع إسبانيا في يوليو، قبل أن تنهي موسمه الحالي مبكراً إصابة في الرباط الصليبي الشهر الماضي.
في هذه المقالة نستعرض معكم أبرز الحجج التي تدعم فوز كل لاعب بالكرة الذهبية 2024، وهناك الفرصة لك للإدلاء بصوتك في أسفل هذه المقالة.
حجج تدعم تتويج رودري بالكرة الذهبية 2024
هناك حجة قوية لصالح فينيسيوس جونيور، نظراً لأنه فاز بالدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، بهدف في المباراة النهائية، لكن روردي يملك ثقلاً أكبر، ليس فقط بسبب تفوقه المستمر مع السيتي، ولكن أيضاً لمساهمته الهائلة في فوز إسبانيا ببطولة أوروبا 2024.
لقد قدر مشجعو مانشستر سيتي ثبات مستواه، وتأثيره لسنوات، وإذا كنا نتحدث عن الأهداف في نهائيات دوري أبطال أوروبا، فإن فوز رودري بجائزة الكرة الذهبية جاء متأخراً بعام، نظراً للدور الذي لعبه في ثلاثية مانشستر سيتي بالجمع بين الدوري الإنجليزي الممتاز، ودوري أبطال أوروبا، وكأس الاتحاد الإنجليزي في موسم (2022-2023).
وكانت بطولة أوروبا الأخيرة، فرصة أخرة لرودري لإظهار جودته لشريحة أكبر من المشاهدين، حيث تم التصويت له كأفضل لاعب في البطولة في ألمانيا.
خلال احتفالات إسبانيا بعد عودتها إلى مدريد، كان لاعب الوسط محور الاهتمام، مما يعكس مساهمته على أرض الملعب، حيث فازوا بأول لقب كبير منذ العصر الذهبي عندما اكتسحت إسبانيا الألقاب بين عامي 2008 و2012 (على الرغم من أننا إذا حسبنا، فقد فاز رودري أيضاً بدوري الأمم الأوروبية مع إسبانيا العام الماضي، بعد أسبوع من نهائي دوري أبطال أوروبا، وتم اختياره كأفضل لاعب في تلك البطولة أيضاً).
بالطبع، فاز ليونيل ميسي بكأس العالم مع الأرجنتين خلال نفس الفترة، وتوج بجائزة 2023. هذا عادل بما فيه الكفاية. لكن هذه المرة، لا يمكن أن تكون هناك حجة ضد رودري، الذي كان اللاعب الأكثر أهمية لاثنين من أكثر الفرق هيمنة في فترة التصويت هذه، والتي تستمر من 1 أغسطس 2023 إلى 31 يوليو 2024.
حتى إصابته في سبتمبر، غاب عن مباراة واحدة فقط في 18 شهراً للنادي، والمنتخب الوطني، وبينما سيكون هناك عدد قليل من لاعبي السيتي الذين لا يتذوقون الهزيمة كثيراً، فإن الإحصائية التي تؤكد حقاً أهمية رودري هي أن الفريق لعب 4 مباريات في الدوري بدونه الموسم الماضي، وخسر في 3 منها.
يعتبر رودري مؤثراً للغاية لأنه له تأثير في كل مرحلة من مراحل اللعب، وفي كل منطقة من الملعب.
لقد كان بالفعل أفضل لاعب وسط مدافع في العالم قبل الموسم الماضي، وحطم هجمات الخصم بمزيجه الفريد من القوة البدنية، وذكاء قراءة اللعب. لكنه أضاف لأسلوبه تأثيراً تهديفياً، مما يعني أنه يمكنه اختراق الدفاعات والفوز بالمباريات أيضاً. لم يشارك أي لاعب من لاعبي السيتي أكثر من رودري في بناء الهجمات التي أسفرت عن تسديدة الموسم الماضي.
حتى مانشستر سيتي، الفريق الأكثر تنوعاً وثباتاً على كوكب الأرض منذ 5 سنوات على الأقل، يعاني بدون رودري. لا يوجد بديل حقيقي له في كرة القدم العالمية، ناهيك عن نادٍ واحد، لذلك شعر المدرب بيب جوارديولا بالحاجة إلى استخدام لاعبين على الأقل لتغطية غياباته. غالباً ما بدا الفريق أقل فعالية نتيجة لذلك.
نادراً ما يفوز لاعبو خط الوسط بهذه الجائزة، لكن هذا يرجع بالتأكيد إلى سيطرة ميسي وكريستيانو رونالدو عليها على مدار العقدين الماضيين، ليس فقط لأنهما مهاجمين، ولكن بسبب تأثيرهما الهائل.
ربما انتهت تلك الفترة بفوز ميسي بكأس العالم قبل عامين تقريباً. وإذا أردنا أن يكون الفائزون بالجائزة الكبرى هم أفضل اللاعبين وأكثرهم تأثيراً، فيجب أن يكون رودري.
حجج تدعم فينيسيوس جونيور للتتويج بالكرة الذهبية 2024
إذا كان فينيسيوس جونيور هو المرشح الأوفر حظاً للفوز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2024، فهذا ليس فقط بسبب الألقاب التي ساعد فريقه على الفوز بها. تركز معايير هذه الجائزة على “الأداء الفردي والشخصية الحاسمة والمثيرة للإعجاب”.
علينا فقط أن نتذكر 3 لحظات في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي لإظهار مدى تميز فينيسيوس جونيور: هدفه في إياب دور الـ16 في البرنابيو، والذي منع لايبزيج من إقصاء ريال مدريد، وهدفيه في ذهاب نصف النهائي خارج أرضه أمام بايرن ميونيخ، وهدفه الحاسم في النهائي ضد بوروسيا دورتموند.
ورغم أنه لم يبدأ الموسم الماضي بشكل جيد (أبعدته إصابتان عن الملاعب لأكثر من شهرين قبل أعياد الميلاد)، إلا أنه أنهى موسم (2023ـ2024) كأفضل هدافي مدريد برصيد 24 هدفاً. ومن حيث الأرقام، كان هذا أفضل عام في مسيرته، وتجاوز حتى زميله في الفريق جود بيلينجهام (23 هدفاً)، الذي بدأ الموسم بقوة.
كما ساعدت مساهمات فينيسيوس جونيور مدريد على الفوز بالدوري الإسباني، وعلى الرغم من الضغوط التي واجهها في ملاعب المنافسين، ناهيك عن معاناته من حالات عديدة من العنصرية، فقد أصبح اللاعب الأكثر إمتاعاً وخطورة في الفترة الأخيرة من الموسم. ويعني تأثيره أن نظام كارلو أنشيلوتي ينجذب إلى اليسار في مدريد، حيث تتسبب مراوغة فينيسيوس جونيور في إحداث فوضى للمدافعين المنافسين.
إذا نظرنا مرة أخرى إلى معايير الجائزة، فإن “أداء الفريق وإنجازاته” مهمة أيضاً.
على الرغم من أنه يبلغ من العمر 24 عاماً فقط، فقد فاز فينيسيوس جونيور بـ 13 لقباً في 6 سنوات مع مدريد، بما في ذلك الفوز بدوري أبطال أوروبا مرتين، والدوري الإسباني 3 مرات. نعم، فاز رودري ببطولة أوروبا هذا الصيف، بينما خرج منتخب البرازيل مع فينيسيوس جونيور من بطولة كوبا أمريكا في ربع النهائي، ولكن عندما التقى ناديا اللاعبين في الموسم الماضي، خرج ريال مدريد منتصراً، متغلباً على مانشستر سيتي بركلات الترجيح بعد انتهاء مباراتهما في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بالتعادل 4ـ4 في مجموع المباراتين.
المعيار الرئيسي الثالث الذي يجب أخذه في الاعتبار هو “اللعب النظيف”، وفي هذا الصدد، حصل فينيسيوس العام الماضي على جائزة سقراط من مجلة “فرانس فوتبول” عن عمله مع معهد فينيسيوس جونيور للمساهمة في تعليم الأطفال المعرضين لخطر الاستبعاد الاجتماعي في وطنه.
هناك المزيد من الحجج لمنحه جائزة الكرة الذهبية، لكن هذه هي الحجج التي يأخذها الناخبون في الاعتبار، وتوضح بوضوح لماذا يجب أن يفوز فينيسيوس جونيور بها.
