وداع لا يُنسى لمودريتش: تصفيق حار، ممر شرفي، دموع غزيرة… وظهور مفاجئ لكروس!

في الذكرى الحادية عشرة للعاشرة، التي تُوج بها ريال مدريد في لشبونة يوم 24 مايو 2014 أمام أتلتيكو مدريد، ودّع لوكا مودريتش ملعب سانتياغو برنابيو.
جاء هذا الوداع بعد 13 موسمًا قضاها بقميص الميرينغي، في مسيرة فريدة يسعى لاختتامها بالتتويج بكأس العالم للأندية هذا الصيف، بين يونيو ويوليو، في الولايات المتحدة. لاعب الوسط الكرواتي، الذي قدّم التمريرة الحاسمة لهدف سيرجيو راموس التاريخي، أعلن رحيله عن الفريق الملكي من خلال منشور مؤثر عبر إنستغرام قال فيه: “لقد حان الوقت… الوقت الذي لم أرد له أن يأتي أبدًا”، مشيرًا إلى رغبته في البقاء لموسم إضافي في العاصمة الإسبانية.
جماهير البرنابيو، التي كانت تدرك جيدًا من هو اللاعب الذي يودعهم، أعدّت وداعًا استثنائيًا للنجم رقم 10. ولم يكن وحده من قال وداعًا، بل شاركه كارلو أنشيلوتي، المدرب الذي سيتولى قيادة منتخب البرازيل بدءًا من الإثنين 26 مايو، في توديع “نادي حياته”. أنشيلوتي لن يُكمل مسيرة كأس العالم للأندية، حيث من المرتقب أن يُعلن عن خليفته، تشابي ألونسو، يوم الأحد. تشابي، الذي سبق أن زامل لوكا مودريتش في خط الوسط خلال مسيرته كلاعب مع ريال مدريد، أسهم في تشكيل وبناء الإرث الأكثر فوزًا في العصر الحديث للنادي، إرث سيظل خالدًا في ذاكرة الملكي.
في الملعب، الذي امتلأ بلافتات كتب عليها “شكرًا لوكا” و”شكرًا كارلو” قبل انطلاق المباراة، سارت الأمور بشكل طبيعي حتى لحظة دخول مودريتش إلى أرضية الميدان في آخر ظهور له كلاعب على ملعب البرنابيو. الجماهير، وقفت بالكامل لتمنحه تصفيقًا حارًا تواصل طوال اللقاء، خصوصًا بعد أن تم الإعلان عن اسمه كآخر لاعب في التشكيلة. ومع كل لمسة للكرة من مودريتش، الذي سيبلغ الأربعين في سبتمبر المقبل، ساد شعور خاص في الملعب. لحظات من الحنين والوداع تأثّر بها الجميع: الصغار والكبار والسياح… وحتى بعض الصحفيين في المنصة الإعلامية بدت عليهم علامات التأثر الشديد وهم يشاهدون الرقصة الأخيرة للنجم الكرواتي في معقل الفريق.
وداع “على طريقة كروس”… مع كروس
خلال المباراة، بدا وداع لوكا مودريتش شبيهًا بوداع توني كروس الذي غادر الفريق في 25 مايو 2024 في لقاء أمام ريال بيتيس. وعندما تم استبداله، توقف اللقاء بالكامل، ووقف زملاؤه إلى جانب لاعبي ريال سوسيداد ليمنحوه تحية حارة تليق بإرثه الكبير وأدائه الاستثنائي كلاعب في ريال مدريد، ليتم الاعتراف به كأحد أعمدة الفريق الأكثر تتويجًا في العصر الحديث.
ومن بين اللحظات الأكثر عاطفية في اللقاء، كانت لحظة استقبال كروس لمودريتش عند خروجه إلى دكة البدلاء. صورة جمعتهما معًا شكلت واحدة من أبرز مشاهد الموسم، وختامًا لإرث كروي لا يُنسى سيبقى محفورًا في ذاكرة جماهير ريال مدريد لسنوات طويلة.
وعلى الرغم من تسجيل كيليان مبابي لأكثر من 40 هدفًا هذا الموسم، وظهور فالفيردي بشخصية قيادية متزايدة في غرف الملابس وفي خط الوسط، إلا أن غالبية القمصان التي ارتداها المشجعون حملت رقمًا واحدًا مشتركًا: الرقم 10، الذي ارتداه لوكا مودريتش في آخر ظهور له على ملعب البرنابيو، منزله منذ عام 2012 حين وصل من توتنهام.
أما من جهة مودريتش نفسه، فقد بدا متأثرًا للغاية بخوضه آخر مباراة له على أرض البرنابيو. شارك أساسيًا في الجولة الأخيرة من الدوري، وتم استبداله لاحقًا وسط تصفيق طويل لا يُنسى، ليكون، إلى جانب أنشيلوتي، أحد أبرز أسماء اليوم.
“نحبك يا مودريتش. لوكا، أنت كرة القدم في أنقى صورها” كانت بعضًا من اللافتات التي زينت المدرجات في وداع الرقم 10. ولا يوجد وصف أدق من ذلك.