تفاصيل صورة ميسي العجيبة مع لامين يامال الرضيع

هناك مصادفات لا يمكن تفسيرها، وكأن العالم، بما في ذلك عالم كرة القدم، يتحرك بخيوط تعرف مصير أبطالها. كيف يمكن أن يلتقط ليو ميسي، وهو لم يكن بعد لاعب كرة القدم، الذي فاز بستة كرات ذهبية، أو حاسماً كما أصبح فيما بعد، صورة مع لامين يامال، الطفل الرضيع البالغ من العمر 5 أشهر، والذي يقود الآن في عمر الـ16 عاماً، برشلونة والمنتخب الوطني الإسباني؟ الحقيقة لا أحد يعرف الجواب. التفسير الوحيد هو الصدفة.
قامت صحيفة “سبورت” الإسبانية، بالتعاون مع اليونيسف، الراعي الرسمي لبرشلونة منذ عام 2006، ومع مؤسسة النادي الخاصة، بالترويج لحملة تضامنية تم فيها التقاط صور لللاعبين والمدرب ريكارد أنذاك، مع صبي أو فتاة لهم صلة بالمجالات التي تعمل فيها المنظمة غير الحكومية. وكان هناك قاصرون يعانون من إعاقات جسدية، وآخرون يعانون من إعاقات عقلية، وبعضهم معرض لخطر الترحيل، وكذلك مهاجرون يعانون من صعوبات. وكانت الفكرة تسليط الضوء على الأطفال الذين يعانون من هذه الصعوبات. ثم ظهر لامين يامال. شارك والديه في هذه المبادرة، ومن غير المعروف كيف كان طفلهما الرضيع من بين المختارين لالتقاط الصور.
وفي تصريحات لشبكة “ريليفو” الإسبانية يشرح جوان مونفورت، المصور الفوتوغرافي، الذي كان مسؤولاً عن التقاط أغلب الصور، والتي من ضمنها صورة ميسي الشاب مع الرضيع لامين يامال: “لقد التقطنا الصور في الكامب نو. معظمها في غرف تغيير الملابس الخاصة بالفريق الزائر، وبعضها في الخارج. أتذكر صورة ميسي وذلك الطفل، الذي من الواضح أننا لم نكن نعرف عنه شيئاً، حتى اتصلوا بي اليوم، وكان لامين يامال”.
وأضاف: “رونالدينيو كان الأكثر مرحاً، لقد جعل الأمر سهلاً للغاية. كان يعرف كيف يتصرف، وكيف يضحك، وكيف يقف… المدرب ريكارد كذلك”.
من جهة وصف جوان مونفورت ليو ميسي اللاعب الشاب البالغ من العمر 20 عاماً من روزاريو، والذي سيخلده لاحقاً بكاميرته في ملعب الكامب نو، وفي العديد من الملاعب حول العالم. بأنه كان: “خجولاً، خجولاً جداً”.
ويضيف المصور الذي ينعش الذاكرة، ويتذكر أن ابنته وابنه شاركا أيضاً في بعض جلسات التصوير هذه، وأن رونالدينيو صنع الفارق مع بقية اللاعبين في الفريق، وأضاف: “لقد ساعدتنا والدة لامين كثيراً، كان الجو بارداً بعض الشيء، وواجه ميسي صعوبة في حمل لامين بين ذراعيه، ولم يكن يعرف كيف. كان الأمر طبيعياً، بعيداً عن خجله، كان أيضاً لا يزال صغيراً جداً. وضع التصوير بين ميسي ولامين كلفنا الكثير للقيام به”.
وظهرت الصورة قبل لحظات من مباراة ربع نهائي كأس أوروبا بين إسبانيا وألمانيا، والتي عرفت تفوق لاروخا بهدفين لواحد في شتوتجارت، صنع أولهما لامين يامال.
وقاد لامين يامال صاحب الـ16 عاماً إسبانياً لقلب تأخرها ضد فرنسا في نصف النهائي، إلى انتصار بهدفين لواحد، حيث تنتظر في النهائي الفائز من هولندا وإنجلترا. سجل هدفي إسبانيا لامين يامال وداني أولمو في الدقيقتين 21 و25، بينما أحرز هدف فرنسا الوحيد كولو مواني في الدقيقة 9.
ونشر والد لامين الصورة على شبكات التواصل الاجتماعي، وعلق “بداية أسطورتين” على موقع إنستجرام، مع الصورة التي يظهر فيها ميسي وهو يداعب الطفل لامين في حوض الاستحمام بينما تنظر إليه والدته.