ملعب 974.. من رمز عالمي إلى لغز يثير التساؤلات!

هذا الأحد، يتنافس باريس سان جيرمان، وموناكو على كأس الأبطال (السوبر الفرنسي) في ملعب كان من المفترض ألا يكون موجوداً. ملعب 974، الذي تم بناؤه خصيصاً لاستضافة كأس العالم 2022 في قطر، كان يُفترض تفكيكه بعد الحدث، لكنه ما زال قائماً دون استخدام فعّال حتى الأشهر الأخيرة.
يقع الملعب على بعد 5 كيلومترات من مطار الدوحة الدولي، بجانب البحر، وهو مكوّن من 974 حاوية شحن مُعاد تدويرها، في إشارة إلى الميناء المجاور، والرمز الهاتفي لدولة قطر. استضاف الملعب 6 مباريات خلال كأس العالم 2022، أبرزها مباراة فرنسا والدنمارك. لكن منذ ذلك الحين، اقتصر نشاطه على أحداث متفرقة.
عند بنائه، وُعد بأن يتم تفكيك الملعب بسرعة وإعادة استخدامه في بلد نامٍ. لكن حتى الآن، لم يتم تقديم تفسيرات واضحة لسبب بقائه. مصدر قريب من لجنة تنظيم كأس العالم 2022 برر بقوله: “الملعب يُستخدم بانتظام في قطر للأحداث، ويتم صيانته باستمرار”.
في البداية، لم تُقام أي أحداث مهمة فيه بعد كأس العالم. فقط في ديسمبر 2023، عاد الملعب إلى النشاط عبر استضافة مباريات مثل باتشوكا ضد بوتافوجو، والأهلي ضد باتشوكا، ضمن بطولة كأس الإنتركونتيننتال. ويستضيف الآن كأس الأبطال.
لكن هذا الاستخدام يُعد محدوداً بالنسبة لملعب يسع لـ44 ألف مشجع. ووفقاً لشبكة “إر إم سي سبورت” الفرنسية، مسؤول سابق في تنظيم كأس العالم أشار إلى “ضعف التواصل” حول مستقبل الملعب، قائلاً: “كانت هناك قصة تسويقية لم تتحقق، ولا تزال الحاويات في مكانها”.
إرث ملتبس ووعود غير مُنفذة
في البداية، كان هناك وعود بتحويل الملعب بالكامل إلى موقع آخر أو تقليص بعض السعة الاستيعابية للمدرجات. كما كان مُخططاً أن يتم تفكيك 170 ألف مقعد من عدة ملاعب، بما في ذلك ملعب لوسيل، وإعادة استخدامها في دول تحتاج إلى بنية تحتية رياضية.
لكن حتى الآن، لم يتم تنفيذ أي من هذه الوعود، بينما يستعد الملعب لاستضافة بطولتين لكأس العالم تحت الـ17 عاماً (2025 ـ 2029)، والبطولات الثلاث المقبلة لكأس العرب.
ويبدو أن تفكيك ملعب 974 قد لا يتم أبداً، إذ يناقش بعض المسؤولين فكرة الحفاظ عليه كجزء من إرث البنية التحتية الرياضية القطرية. بينما تظل التساؤلات حول مصير الملعب قائمة. لم يُوقّع أي اتفاق لنقله إلى بلد آخر، رغم الحديث عن مفاوضات مع دول في أفريقيا وأمريكا الجنوبية.