من هو نيكو أوريلي؟ الجوهرة الجديدة واكتشاف غوارديولا في مانشستر سيتي!

اسمه نيكو أوريلي، وقد أكمل لتوه عامه العشرين. في مانشستر سيتي، الجميع يعرفه بالفعل، والآن بدأ يلفت الأنظار خارجه. رغم أن الموسم الحالي لن يكون واحدًا من المواسم التي ستظل في الذاكرة، إلا أن مانشستر سيتي وجد هدفًا يسعى لتحقيقه حتى الصيف. فمع الانتصار على بورنموث نهاية الأسبوع، تأهل فريق بيب غوارديولا إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي. هناك لقب يلوح في الأفق، وفرصة لإنهاء الموسم بشكل إيجابي. قد لا تكون دوري الأبطال أو الدوري الإنجليزي، لكنها تبقى فرصة تمنح جماهير السيتيزينز بعض الأمل، مهما كان بسيطًا.
لكن الدافع الحقيقي لجماهير مانشستر سيتي، بعد ما شاهدوه في الأسابيع الأخيرة، هو متابعة تطور أحدث خريجي أكاديمية النادي عن كثب.
“كم يبلغ طول أوريلي؟!” كان هذا السؤال الذي راود الكثيرين بعد اللقطة التي ظهر فيها بيب غوارديولا وهو يهنئ لاعبه على أدائه المميز عقب المباراة. الفارق في الطول بينهما كان واضحًا؛ فغوارديولا، الذي يبلغ طوله 1.80 متر، كان عليه أن ينظر إلى الأعلى عند الحديث مع اللاعب الشاب، الذي تألق في الريمونتادا أمام بورنموث (2-1) بصناعته لهدفين، رغم أنه دخل كبديل بين الشوطين.
عقب اللقاء قال غوارديولا: “سجل هدفين أمام بليموث [في الدور السابق]، وصنع هدفين ضد بورنموث بربع النهائي… سيلعب في نصف النهائي أمام نوتنغهام فورست”.
وأكد اللاعب نفسه عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن طوله الحالي يبلغ 1.95 متر، على الرغم من أن بعض المواقع تشير إلى أنه يتراوح بين 1.88 و1.90 متر. في السنوات الأخيرة، لم ينمُ أوريلي طولًا فحسب، بل زاد أيضًا في الكتلة العضلية، مما جعله أكثر قوة.
لكن بروز نيكو أوريلي في الفريق الأول لمانشستر سيتي لم يكن فقط بسبب بنيته الجسدية القوية – والتي برزت في المباراة الأخيرة من خلال انطلاقاته الهجومية القوية وفعاليته في المواجهات البدنية – بل كان الأهم هو المركز الجديد الذي وجد لنفسه فيه فرصة للعب.
ففي الفئات السنية، كان أوريلي دائمًا لاعب وسط. لعب كصانع ألعاب، وأحيانًا كمهاجم، بل وحتى كمحور دفاعي في فترة التحضيرات الصيفية، بأسلوب مشابه للإسباني رودري. لكن مع الإصابات ونقص الخيارات هذا الموسم، قرر غوارديولا الدفع به في مركز جديد تمامًا: الظهير الأيسر.
وقد أكد المدرب الكتالوني ذلك في المؤتمر الصحفي قائلًا: “إنه لاعب رقم 10 [صانع ألعاب]، لا يمكننا نسيان ذلك، لكنه يمتلك السرعة، ذكاءً عاليًا، ورؤية رائعة في الثلث الأخير من الملعب… لقد كان له تأثير كبير”.
تشيلسي ضغط بقوة للتعاقد معه في يناير الماضي
في الواقع، لم يشارك أوريلي سوى في 10 مباريات هذا الموسم، منها اثنتان فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يلعب فيهما سوى 20 دقيقة إجمالًا. إسهاماته الأبرز جاءت في بطولات الكأس، بالإضافة إلى كونه جزءًا من تدريبات الفريق الأول بشكل يومي منذ الصيف الماضي، وهي خطوة كبيرة في مسيرته. بعبارة أخرى، كان السيتي على دراية بموهبته، لكنه لم يحصل على فرصته الكاملة بعد.
وفي الشتاء الماضي، حاول تشيلسي التعاقد معه، لكن إدارة مانشستر سيتي رفضت. وسط سعي البلوز الدائم لضم المواهب الشابة من جميع أنحاء العالم، أرادوا تكرار سيناريو كول بالمر، لاعب السيتي السابق الذي لم يحصل على فرصته الكافية قبل انتقاله إلى ستامفورد بريدج وتألقه هناك. لكن هذه المرة، مانشستر سيتي لم يكن مستعدًا لتكرار الخطأ.