سجال علني أمام الصحافة ووسائل التواصل.. غرفة ملابس إنتر تغلي بعد الإقصاء

دخل نادي إنتر ميلان الإيطالي في أزمة تبادل اتهامات بشكل علني، شملت لاعبين وعائلاتهم، إضافة إلى رئيس النادي جوزيبي ماروتا، عقب الاقصاء المحبط للفريق من كأس العالم للأندية عقب الإقصاء المفاجئ أمام فلومينينسي (2-0) في ثمن نهائي كأس العالم للأندية.
وبدأت الازمة من تصريحات صحفية قوية أدلى بها القائد لاوتارو مارتينيز بعد الخسارة، انتقد من خلالها زملائه في الفريق قائلًا: “من لا يريد البقاء هنا عليه الرحيل، رسالتي واضحة”.
وأضاف: “يجب أن ترغب في أن تكون ضمن هذا الفريق، في المكان الذي أوصلنا إليه إنتر ويجب أن نستمر فيه. لم أقل أسماء، لكنني رأيت أشياء كثيرة لم تعجبني”.
وبدلًا من تلطيف الأجواء صب رئيس النادي جوزيبي ماروتا المزيد من الزيت على النادي معتبر ًا أن لاوتارو كان يقصد تشالهان أوغلو وقال: “أعتقد أنه كان يتحدث عن تشالهان أوغلو. هذه كلمات القائد التي تعكس بعض الحقائق. عندما لا يريد اللاعب البقاء هنا فمن الطبيعي أن يرحل، وحتى الآن لم يُعلن أحد عن رغبته بالرحيل”.
في الأسابيع الأخيرة ارتبط اسم تشالهان أوغلو بشائعات مغادرة النادي، وهو اللاعب التركي متعدد المهام الذي لم يشارك في مونديال الأندية. وأكمل ماروتا: “سنتحدث مع هاكان ونحل المشكلة بأفضل طريقة ممكنة. نداء لاوتارو يعبر عن روح الفريق والرغبة في الفوز التي قد تقودنا بعيدًا”.
رد قوي من تشالهان أوغلو بدعم من تورام.. وزوجته تدخل على خط الأزمة
ورد هاكان تشالهان أوغلو بقوة على الانتقادات التي وجّهها له قائد إنتر ميلان لاوتارو مارتينيز. جاء ذلك في بيان رسمي نشره اللاعب التركي الثلاثاء، طالب فيه الجميع بـ”الاحترام” وأكد أن غيابه عن المباريات جاء بسبب إصابة وليس بسبب رغبة في الرحيل.
وأوضح تشالهان أوغلو (31 عامًا) في بيانه أن الإصابة التي تعرض لها في نهائي دوري أبطال أوروبا لم تمنعه من السفر مع الفريق إلى الولايات المتحدة، لكنه تعرض لإصابة أخرى أثناء التدريب هناك عبارة عن تمزق عضلي جديد في منطقة مختلفة، وهو ما منعه من المشاركة في البطولة.
ونفى بشكل قاطع أن تكون غيبته بسبب رغبة في الانفصال عن الفريق، وقال: “لا توجد أي أسباب أخرى وراء غيابي، فقط الإصابة”.
وأضاف: “الخسارة التي تلقيناها يوم الإثنين كانت مؤلمة، شعرت بالحزن ليس فقط كلاعب، بل كشخص مرتبط بالفريق”.
كما أوضح أنه حاول دعم زملائه بعد الهزيمة بالاتصال بهم لرفع معنوياتهم، مستغربًا الكلمات القاسية التي أطلقت بعد ذلك والتي وصفها بأنها “كلمات تفرّق ولا توحد”.
وأكد تشالهان أوغلو احترامه لكل الآراء، حتى لو كانت من زملائه أو من رئيس النادي، لكنه شدد على أن الاحترام يجب أن يكون متبادلًا: “كنت دائمًا محترمًا داخل الملعب وخارجه، وأعتقد أن القوة الحقيقية في كرة القدم وفي الحياة هي الاحترام، خاصة عندما تكون المشاعر محتدمة”.
وأشار إلى أنه لم يخن النادي أو يعلن عدم سعادته فيه، معتبراً أن تصريحاته وأفعاله واضحة في هذا الجانب. وأضاف أنه رغم تلقيه عروضًا مغرية في الماضي، اختار البقاء مع الفريق لأنه يقدّر ما يمثله قميص إنتر ميلان بالنسبة له، ويعلم قيمة قيادة الفريق كما فعل عندما حمل شارة قيادته في المنتخب.
وختم تشالهان أوغلو بالقول: “سنرى ما يخبئه المستقبل لنا، لكن التاريخ يذكر دائماً أولئك الذين بقوا صامدين، وليس من صرخوا بصوت أعلى.”
وفقًا لموقع “كالتشيو ميركاتو”، فإن اللاعب الوحيد الآخر في إنتر الذي أبدى إعجابه ببيان تشالهان أوغلو، هو ماركوس تورام، ما يُشير إلى وجود “خلاف كبير” داخل غرفة ملابس النيراتزوري.
كما حظي المنشور بإعجابات من غايا لوكارييلو، زوجة سيموني إنزاغي، مدرب إنتر السابق، وماركو أرناوتوفيتش، زميله السابق في النيراتزوري.
في منشور عبر “ستوري” على إنستغرام، سرعان ما حُذف لاحقًا، قامت سينيم غوندوغدو، زوجة تشالهان أوغلو، بنشر رسالة مشفرة لكنها واضحة المضمون، ردًا على الانتقادات العلنية التي وجّهها القائد لاوتارو مارتينيز لبعض زملائه عقب الإقصاء. وقالت غوندوغدو في رسالتها: “بعض الأشخاص لا يكونون أوفياء لك، بل فقط عندما يحتاجون إليك. وعندما تتغير احتياجاتهم، تتغير ولاءاتهم أيضًا. لا تندم على طيبة قلبك، فكل الأمور الجميلة تعود وتتضاعف.”
إنتر ميلان أنهى الموسم وصيفًا في الدوري الإيطالي، تعرض لإذلال على يد باريس سان جيرمان في نهائي دوري الأبطال (5-0)، وخسر نهائي كأس السوبر الإيطالي أمام ميلان (3-2)، وخرج من مونديال الأندية بطريقة مخيبة.
الأزمة داخل النيراتزوري لا تبدو جديدة، لكنها انفجرت بعد الهزيمة الساحقة أمام باريس سان جيرمان في نهائي دوري أبطال أوروبا (5-0) الشهر الماضي، وهي الهزيمة التي عجّلت برحيل المدرب سيموني إنزاغي، ليخلفه الروماني كريستيان تشيفو، وسط أجواء مشحونة واستعدادات غير مثالية.
في ظل هذه الصراعات العلنية وتبادل الرسائل المشفرة، يبدو أن إنتر ميلان يعيش واحدة من أصعب فتراته منذ سنوات، مع تراجع الأداء، وتصدع العلاقات داخل الفريق، وحتى دخول أسر اللاعبين على خط التوتر. الأسابيع المقبلة قد تكون حاسمة في تحديد مصير موسم الفريق ومستقبل عدد من نجومه الكبار.