تشيلسي على بُعد خطوة من الكنز.. جواو بيدرو يُعيد إلى خزائن النادي قيمة صفقته في 90 دقيقة

قبل ثمانية أيام فقط، كان المهاجم البرازيلي جواو بيدرو يستمتع بأشعة الشمس على أحد شواطئ ريو دي جانيرو. أما الآن، فقد بدا وكأنه في بيته الجديد، وهو يقود تشيلسي إلى نهائي كأس العالم للأندية بعد أن سجّل ثنائية حاسمة في مرمى نادي طفولته فلومينينسي 2-0 أوصلت الفريق اللندني إلى المباراة النهائية التي ستُقام يوم الأحد على ملعب “ميتلايف” في نيوجيرسي.
بيدرو، صاحب الـ23 عامًا، وقّع على أول أهدافه مع البلوز في أول مباراة يخوضها أساسيًا منذ انضمامه هذا الشهر من برايتون مقابل 60 مليون جنيه إسترليني، وكأن استثماره بدأ يؤتي ثماره بسرعة.
وبتأهل تشيلسي إلى النهائي، ضاعف النادي من مكاسبه المادية، حيث حصد ما مجموعه أكثر من 60 مليون جنيه إسترليني من جوائز البطولة، بينها 21.9 مليون إضافية بمجرد بلوغه النهائي. وإذا ما تُوّج باللقب، فسيحصد الفائز 97 مليون جنيه كجائزة ضخمة، ما يجعل بيدرو في مهمة واضحة: استرداد قيمة صفقته بأهدافه الحاسمة.
هدفه الأول في اللقاء يُعد من أفضل أهداف البطولة حتى الآن، بعدما أطلق تسديدة رائعة من على بُعد 20 ياردة سكنت الزاوية العليا، قبل أن يعود ويسجل هدفه الثاني بتسديدة قوية اصطدمت بالعارضة قبل أن تعانق الشباك.
رغم أن تشيلسي لم يظهر بأداء مبهر طوال البطولة، واستفاد من طريق أسهل نسبيًا نحو النهائي، إلا أن هذه المباراة أمام فلومينينسي البرازيلي كانت الأفضل للفريق حتى الآن، وقدم خلالها بيدرو نفسه بقوة كلاعب قادر على التألق في المحافل الكبرى.
وكان بيدرو قد أثار الإعجاب أيضًا في ظهوره الأول كبديل في ربع النهائي أمام بالميراس، عندما غيّر مسار اللقاء لمصلحة فريقه، أما في مواجهة فلومينينسي فقد كان هو النجم الأوحد والحاسم.
المباراة كانت أيضًا اختبارًا للقدرة البدنية وسط درجات حرارة تجاوزت 38 مئوية في نيويورك، حيث اضطر اللاعبون إلى أخذ فترات توقف متكررة لشرب المياه.
ورغم أن فلومينينسي هو ثالث خصم برازيلي يواجهه تشيلسي في البطولة وربما الأضعف بينهم، إلا أن الفريق الإنجليزي عرف كيف يُدير اللقاء ويفرض سيطرته منذ البداية، حيث افتتح التسجيل في الدقيقة 18. سوء تمركز دفاعي من الفريق البرازيلي سمح لبيدرو بالتقاط الكرة على حافة المنطقة، ليتحكم بها بثقة ويُطلق تسديدة زاحفة لم يتمكن الحارس المخضرم فابيو، صاحب الـ44 عامًا، من التصدي لها.
لكن كما في مباريات تشيلسي السابقة، خفّض رجال إنزو ماريسكا من نسقهم وأعادوا الخصم إلى أجواء اللقاء. كاد فلومينينسي أن يُعادل النتيجة عندما مرّر المهاجم البرازيلي هيركوليس الكرة بين قدمي الحارس روبرت سانشيز، لكن مارك كوكوريلا أنقذ الموقف على خط المرمى.
كما كاد الفريق البرازيلي أن يحصل على ركلة جزاء بعد أن لمست الكرة يد تريفو تشالوباه، لكن حكم المباراة، الفرنسي فرانسوا ليتكسيه، عاد لتقنية الفيديو وألغى القرار بعد أن تبين أن يد اللاعب لم تكن في وضعية غير طبيعية.
وفي اللحظات الحاسمة، استعاد تشيلسي زمام الأمور من جديد، وشنّ هجمة مرتدة سريعة بدأت من تمريرة رائعة من إنزو فيرنانديز، أرسل فيها بيدرو نحو المرمى، ليُسجل الأخير هدفه الثاني بتسديدة لا تُصد ولا تُرد ارتطمت بأسفل العارضة وسكنت الشباك.
بعد هذا الهدف، بدا أن تشيلسي حسم المباراة بشكل نهائي. ورغم أن جواو بيدرو غادر الملعب متأثرًا بإصابة بعد تدخلات قوية، إلا أن بلوغ النهائي بالتأكيد سيجعله ينسى الألم، في انتظار الخطوة الأخيرة نحو المجد.