ريال مدريد يتوصل إلى اتفاق مع بورنموث لضم دين هويسن

أكدت صحيفة “ماركا” الإسبانية، وخبير الانتقالات الموثوق فابريزيو رومانو، وعدة مصادر أخرى مطلعة، أن ريال مدريد توصل إلى اتفاق مع بورنموث لضم قلب الدفاع الدولي الإسباني دي هويسن (20 عامًا)، حيث بدأ الطرفان في تبادل الوثائق، ولم يتبق سوى تحديد توقيت الإعلان الرسمي عن الصفقة.
وأوضحت الصحيفة أن ريال مدريد سيدفع الشرط الجزائي في عقد اللاعب مع بورنموث، والبالغ 50 مليون جنيه إسترليني (نحو 59.3 مليون يورو)، تُدفع على ثلاث دفعات. كما سيحصل نادي يوفنتوس، الفريق السابق لدين هويسن، على 10% من قيمة أي ربح ناتج عن بيعه مستقبلًا، بينما ستذهب نسبة 5% أخرى من الصفقة إلى أندية تكوين اللاعب، بموجب آلية التضامن الخاصة بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”. وتشمل هذه الأندية كلًا من: ملقا، سان فيليكس، ويوفنتود دي توريمولينوس، حيث سبق لهويسن اللعب هناك خلال فترة تكوينه.
وأشارت “ماركا” إلى أن ريال مدريد سرّع إجراءات التعاقد مع دين هويسن بعد أن أزال الشكوك المتعلقة ببنيته الجسدية، والتي كانت تُعد مصدر قلق في البداية. لكن مستواه في الدوري الإنجليزي الممتاز بدد كل المخاوف، وأثبت أحقيته بالانضمام إلى فريق كبير.
وأضاف التقرير أن النادي الملكي يرى في هويسن مدافعًا واعدًا وضروريًا، خصوصًا مع الإصابات المتكررة التي ضربت الخط الخلفي، أبرزها إصابات دافيد ألابا المتكررة، ما جعل التوجه نحو تجديد دماء الدفاع أولوية.
ومن أبرز دوافع الإسراع في حسم الصفقة، بحسب الصحيفة، هو رغبة ريال مدريد في تسجيل اللاعب خلال نافذة الانتقالات القصيرة التي تتيحها الفيفا من 1 إلى 10 يونيو، ليتمكن من المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية. وبما أن الصفقة تتم عبر دفع الشرط الجزائي فقط، دون تفاوض مباشر مع النادي، فإنها ستتم بسرعة وسلاسة.
وأكدت “ماركا” أن هويسن تلقى ثماني عروض رسمية من أندية مختلفة، وكان قريبًا من تشيلسي، لكن فور دخول ريال مدريد على الخط، تغيّرت كل المعطيات. فاللاعب، منذ صغره، كان يُمني النفس باللعب في أحد كبار إسبانيا، وهو الآن يحقق حلمه.
وكشفت الصحيفة أن ريال مدريد كان مهتمًا بدين هويسن منذ سنوات، حيث زارت عائلته (والده دوني، لاعب كرة قدم سابق) منشآت فالديبيباس في فبراير 2021، حين كان قريبًا من الانضمام للنادي الملكي، لكن يوفنتوس وقتها أغراه بمكان في الفريق الأول، فاختار تورينو. أما الآن، فالوجهة أصبحت واضحة: سانتياغو بيرنابيو.
مع ذلك، شددت “ماركا” على أنه لا ينبغي اعتبار الصفقة رسمية قبل التوقيع النهائي، فكل شيء ممكن تغيّره في عالم كرة القدم.
ودخل ريال مدريد في سباق التعاقد مع المدافع الهولندي-الإسباني دين هويسن، البالغ من العمر 20 عامًا، بعد موسم أول مبهر له في الدوري الإنجليزي الممتاز رفقة بورنموث، منذ انتقاله في يوليو الماضي قادمًا من يوفنتوس بعقد يمتد لست سنوات.
وخاض هويسن 30 مباراة في البريميرليغ هذا الموسم، سجل خلالها ثلاثة أهداف، وأثبت نفسه كقلب دفاع عصري، يلعب بالقدمين، ويتمتع بقدرة على إخراج الكرة من الخلف بطريقة سلسة، وهو ما جعله أحد أعمدة طريقة اللعب الجذابة والفعالة التي يعتمدها المدرب أندوني إراولا في بورنموث.
إلى جانب ذلك، لفت تألقه الأنظار إلى حد استدعائه لأول مرة إلى المنتخب الإسباني، حيث شارك في أولى مبارياته الدولية في مارس، ليضيف إلى رصيده حتى الآن مباراتين بقميص “لاروخا”، بعدما سبق له تمثيل هولندا في الفئات السنية، وهو المولود في أمستردام.
ورغم أن تجربته مع يوفنتوس لم تشهد سوى ظهور وحيد مع الفريق الأول، إلا أنه خاض 14 مباراة على سبيل الإعارة مع روما في موسم 2023-2024، وتمكن من تسجيل هدفين، ما عزز من قيمته السوقية وخبرته في البطولات الكبرى.
لماذا يسعى ريال مدريد خلف دي هويسن؟
بحسب مصادر مقربة من النادي، فإن اهتمام ريال مدريد بهويسن ليس قرارًا عابرًا، بل نابع من حاجة ملحة. الفريق يعاني حاليًا من أزمة في مركز قلب الدفاع، إذ لا يمتلك سوى لاعب واحد سليم في هذا المركز هو راؤول أسينسيو، الذي تمت ترقيته مؤخرًا إلى الفريق الأول.
أما الثلاثي الأساسي، أنطونيو روديغر ودافيد ألابا وإيدير ميليتاو، فيخضعون جميعًا لفترة تعافي: روديغر وألابا أجريا جراحات مؤخرًا، في حين يتعافى ميليتاو من إصابته الثانية في الرباط الصليبي، ما يضع علامات استفهام حول جاهزيتهم للمشاركة في كأس العالم للأندية الشهر المقبل في الولايات المتحدة.
أضف إلى ذلك عامل السن، حيث يبلغ روديغر وألابا 32 عامًا، بينما يواجه ميليتاو خطر التكرار المزمن للإصابات. كل هذه المعطيات تجعل من التعاقد مع هويسن أولوية استراتيجية للنادي، لا سيما وأنه لاعب شاب أثبت بالفعل جدارته على المستوى الدولي، ويُنظر إليه كمشروع قائد مستقبلي لخط دفاع الميرينغي.