برشلونة يخسر خدمات أليخاندرو بالدي في فترة حاسمة

تحقيق انتصارات مثل الذي حققه نادي برشلونة أمام ليغانيس على أرضية ملعب بوتاركي يعد أمرًا ضروريًا لكل فريق يطمح إلى التتويج بلقب الدوري. ففي ظل استحالة تقديم أداء هجومي باهر في جميع المباريات، تُختبر شخصية الفرق وقدرتها التنافسية في الأيام الصعبة. أمام خصم عنيد، لم يتردد برشلونة في “النزول إلى المعركة” وانتزاع ثلاث نقاط ثمينة حافظ بها على صدارته جدول ترتيب الدوري الإسباني.
لكن، وبعيدًا عن الانتصار، تلقى برشلونة نبأً سيئًا تمثل في إصابة الظهير الأيسر أليخاندرو بالدي، الذي شعر بآلام في العضلة الخلفية لفخذه الأيسر قبيل نهاية الشوط الأول، ليطلب استبداله فورًا. ورغم مغادرته الملعب دون عرج واضح، إلا أن الفحوصات الأولية داخل غرف الملابس أظهرت أن الإصابة ليست سطحية، ما يستدعي توقفه عن اللعب لعدة أسابيع.
وأجرى أليخاندرو بالدي، صباح الأحد، فحوصات طبية دقيقة لتحديد طبيعة الإصابة، حيث أكد برشلونة في بيان رسمي أن اللاعب يعاني من “تمزق في الجزء البعيد من عضلة الفخذ الخلفية في ساقه اليسرى”. ورغم أن النادي لم يحدد مدة غيابه، مشيرًا إلى أن عودته ستُقرر بناءً على تطور حالته، إلا أن صحيفة “سبورت” أكدت أن مدة الغياب المتوقعة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
ضربة موجعة لهانسي فليك
هذه الإصابة جاءت في توقيت حساس للغاية للمدرب الألماني هانسي فليك، الذي سيكون مضطرًا لخوض إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بوروسيا دورتموند من دون خدمات أحد أبرز ركائزه الدفاعية. كما أن لحاق بالدي بنهائي كأس الملك أمام ريال مدريد، والمقرر في 26 أبريل، بات محل شك كبير. هذا بالإضافة إلى غيابه المحتمل عن مواجهتي الدوري ضد سيلتا فيغو وريال مايوركا على ملعب مونجويك، واللتين تأتيان بين المباراتين الأوروبيتين والكأس.
وإذا ما تمكن برشلونة من تخطي عقبة دورتموند وبلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ عام 2019، فإن مشاركة بالدي في ذهاب نصف النهائي تبقى موضع شك أيضًا، بحسب مدى تعافيه.
فرصة ذهبية لجيرارد مارتين
رغم كل هذه التحديات، أثبت المدرب فليك أنه بارع في الاستفادة من كل عناصر تشكيلته. ويُعد الأداء التصاعدي للشاب جيرارد مارتين مثالًا واضحًا على ذلك. فبعد بداية صعبة للموسم، تطور أداء مارتين بشكل لافت، وأصبح خيارًا موثوقًا في مركز الظهير الأيسر.
الإصابات جزء لا يتجزأ من كرة القدم، لا سيما مع الجدول المزدحم الذي يفرضه العصر الحديث، وهو ما يجعل وجود دكة قوية أمرًا حتميًا لأي فريق ينافس على أكثر من جبهة. وسيكون على برشلونة الآن التأقلم مع غياب أحد أعمدة دفاعه، في وقت يستعد فيه لخوض معركة نهائية ضد غريمه التقليدي ريال مدريد على لقب الكأس. إنها لحظة اختبار حقيقية لجيرارد مارتين.