لماذا يحتاج مان سيتي لعملية إعادة بناء كبرى؟

دخل ليفربول مباراة الأحد أمام مانشستر سيتي في ملعب “أنفيلد” كمرشح للفوز، ولكن الطريقة التي هيمنوا بها على فريق بيب جوارديولا في الانتصار (2-0) عززت الرأي القائل بأن هذا الفريق بعيد عن مستواه الأمثل ويحتاج إلى إعادة بناء كبيرة.
الهزيمة السابقة أمام توتنهام هوتسبير كانت بمثابة جرس إنذار في أروقة ملعب “الاتحاد” نهاية الأسبوع الماضي. أبطال الدوري الإنجليزي الممتاز الآن يعيشون أطول فترة بدون تحقيق أي فوز منذ وصول جوارديولا في 2016 – لم يفوزوا منذ تغلبهم على ساوثهامبتون في ملعب الاتحاد في أكتوبر.
منذ وصوله، هيمن بيب جوارديولا على كرة القدم الإنجليزية، لكنه ربما لم يواجه في مسيرته التدريبية المميزة تحدياً كالذي يواجهه الآن. وقد قام مؤخراً بتمديد عقده مع النادي، مما يعكس التزامه بالمستقبل. رغم أن مانشستر سيتي صنع التاريخ الموسم الماضي بفوزه باللقب الرابع على التوالي بالبريميرليج، إلا أنهم الآن يتخلفون عن المتصدر ليفربول بفارق 11 نقطة، مما يجعل تحقيق لقب خامس متتالي أشبه بمعجزة.
ما الذي يحدث لمانشستر سيتي بيب جوارديولا؟
لم يخسر بيب جوارديولا 4 مباريات متتالية في تاريخه التدريبي حتى الهزيمة أمام برايتون قبل فترة التوقف الدولي، لكن السلسلة امتدت إلى 5 هزائم بعد الخسارة أمام توتنهام. علاوة على ذلك، عادل الفريق أسوأ هزيمة له تحت قيادة المدرب الإسباني، حيث تلقى جوارديولا خسارة بنتيجة (4-0) في 3 مناسبات سابقة فقط.
زيارة فينورد في دوري الأبطال مساء الثلاثاء كانت بمثابة فرصة للعودة إلى طريق الانتصارات، لكنها انتهت بتمديد السلسلة إلى 7 مباريات دون فوز، بعد الهزيمة أمام ليفربول في “أنفيلد”.
لا يوجد فريق تمكن من الفوز بالدوري بعد تخلفه بـ11 نقطة في هذه المرحلة من الموسم. رغم أن قيمة تشكيلة السيتي لا تزال الثانية عالمياً وفقاً لـموقع “ترانسفير ماركت” المختص، إلا أن المشاكل في منظومة الفريق أصبحت واضحة، وكان لغياب رودري تأثير حاسم. توازن خط وسط السيتي تضرر بشكل كبير، وأصبح من الأسهل على الفرق الأخرى اختراقهم، كما أظهرت مباريات توتنهام وليفربول.
الإحصائيات تتحدث عن التراجع
وتؤكد الإحصائيات الرقمية أن هناك تراجعاً واضحاً في أرقام مانشستر سيتي هذا الموسم مقارنة بالموسم الماضي.
نسبة الفوز انخفضت من 75% إلى 43%، بينما زادت نسبة الهزائم من 12% إلى 29%. كما يسجل السيتي أهدافاً أقل في المباراة الواحدة، ويتلقى أهدافاً أكثر، بينما انخفض متوسط النقاط لكل مباراة بمقدار 0.52.
استقبل مانشستر سيتي 19 هدفاً في الدوري حتى الآن، وهو عدد أكبر مما استقبله كريستال بالاس، صاحب المركز الـ17، وأكثر بـ11 هدفاً مما استقبله ليفربول.
مشاكل عديدة في التشكيلة تفسر التراجع
إنتاجية إرلينج هالاند، التي كانت مذهلة سابقاً، انخفضت بشكل ملحوظ. منذ أن قال هالاند لميكيل أرتيتا أن “يبقى متواضعاً” بعد التعادل مع أرسنال، سجل المهاجم النرويجي هدفين فقط من مجموع توقعات أهدافه، التي بلغت 8.03 عبر ثماني مباريات بالدوري.
الفريق يعتمد بشكل مفرط على هالاند لتسجيل الأهداف، حيث سدد 37 تسديدة على المرمى هذا الموسم، بينما يأتي جوسكو جفارديول في المركز الثاني بسبع تسديدات فقط.
وسواء اعترف بيب جوارديولا بأن فريقه بحاجة إلى إعادة بناء أم لا، من الواضح أن عمر التشكيلة يمثل مشكلة، حيث يبلغ عمر 7 لاعبين مهمين في الفريق 30 عاماً أو أكثر، وهم: كيفين دي بروين، كايل ووكر، إيلكاي جوندوجان، ماتيو كوفاسيتش، ستونز، وبرناردو سيلفا. ومن بين هؤلاء، لا يرتبط بعقد يستمر لما بعد 2026 سوى ماتيو كوفاسيتش، بينما ينتهي عقد جوارديولا نفسه في 2027. هذا يعني أن المدرب الإسباني سيواجه قرارات كبيرة بشأن لاعبين رئيسيين في السنوات المقبلة.
هل يحتاج مانشستر سيتي إلى إعادة بناء؟
ذكرت تقارير على نطاق واسع أن بيب جوارديولا حصل على ضمانات بدعمه بشكل كبير في سوق الانتقالات قبل أن يمدد عقده. قد يكون هناك إعادة بناء وشيكة في مانشستر سيتي.
ومع ذلك، رفض جوارديولا هذا الافتراض بعد الهزيمة الأخيرة أمام توتنهام، قائلاً: “أعتقد أنه عندما يكون كل الفريق حاضراً، يكون استثنائياً. لا أعتقد، من كلماتي أو تصريحاتي، أن الفريق ليس جيداً. ولكن ليس جاهزاً، وهذه هي المشكلة التي نواجهها في هذه الفترة.”
منذ استحواذ الشيخ منصور على النادي في 2008، أصبح مانشستر سيتي مرادفاً للإنفاق الكبير، حيث بلغت نفقات النادي الإجمالية 2.86 مليار يورو – وهي ثاني أعلى نفقات بعد تشيلسي منذ استحواذ أبوظبي.
ورغم أن الاستثمار الكبير كان ضرورياً لوصول السيتي إلى قمة كرة القدم الأوروبية، إلا أنهم كانوا أكثر حذراً في السنوات الأخيرة. منذ بداية موسم (2022-2023)، تحتل نفقات السيتي المركز التاسع على مستوى العالم، بينما يحتل صافي الإنفاق (15 مليون يورو فقط) المركز 81.
أحد الأمور الحاسمة في مستقبل مانشستر سيتي هو القرار القضائي المرتقب بشأن معركتهم مع الدوري الإنجليزي الممتاز. إذا تمكنوا من الانتصار في هذه المعركة، فإن جوارديولا سيتمتع بميزانية انتقالات كبيرة، وسيحتاج بالتأكيد إلى تجديد تشكيلته لمواصلة تحقيق النجاح.