لماذا مان سيتي مستعد لبيع إيدرسون ولماذا يريد الرحيل؟

السؤال الكبير حول رحيل إيدرسون المحتمل عن مانشستر سيتي هذا الصيف هو “لماذا؟”.
لماذا مانشستر سيتي مستعد للتخلي عن حارسه الأول بلا منازع؟ بغض النظر عن مدى جودة أداء الحارس البديل ستيفان أورتيجا في الموسم الماضي، أصر بيب جوارديولا دائماً على أن إيدرسون هو حارسه الأساسي.
ولماذا يريد إيدرسون نفسه الرحيل، ومنفتح حتى على فكرة الانتقال لدوري روشن السعودي؟
قال جوارديولا يوم الثلاثاء عن موقفه: “لا أعرف. عليه أن يرى ربما خيارات أخرى. بالطبع، أود أن يبقى لكن الأمر يعتمد الآن على الأندية. أنا لا أعرف حقاً الموقف لأنه لا توجد اتصالات في الأيام الأخيرة، والأمر يتعلق بالتدريب والبقاء معنا حتى انتهاء فترة الانتقالات. سنرى ما سيحدث معه”.
العرض المالي الضخم لإيدرسون السعودية
الإجابة الواضحة على سبب رغبة إيدرسون في الرحيل هي “العرض المالي الضخم”، والاستفادة المالية التي من المحتمل يحققها من هذه الخطوة.
في البداية، بدا أن النصر هو وجهته الأكثر ترجيحاً، ولكن عندما انسحبوا، بسبب السعر الذي يطلبه السيتي وهو 50 مليون جنيه إسترليني (لن يسمحوا له بالرحيل بسهولة)، مهد ذلك الطريق ببساطة لدخول الاتحاد. ويتفاوضون الآن مع السيتي.
قد تتساءل لماذا لم يطلب السيتي ضعف هذا المبلغ لعرقلة انتقاله، والاحتفاظ به. لكن القضية هنا هي أن إيدرسون يريد الرحيل والسيتي يدرك ذلك. لكن النادي لديه موقف صارم، وهو أنهم لن يسمحوا له بالانتقال بأقل من قيمته التسويقية (أقل من 30 مليون جنيه إسترليني).
تلقى إيدرسون عروضاً من المملكة العربية السعودية في الصيف الماضي لكنه رفضها.
كان مستعداً لتوقيع عقد جديد مع السيتي في مارس من هذا العام، ولكن بحلول نهاية الموسم، كان بعض المقربين من إيدرسون موجودين بالفعل في المملكة العربية السعودية، يناقشون بجدية فكرة انتقاله.
ظهور أورتيجا في الصورة وبداية الشعور بعدم التقدير
عندما وقع أورتيجا عقداً جديداً في يونيو، كان مدركاً تماماً للوضع المحيط بزميله في الفريق، وكان يعلم أن هناك فرصة لرحيل إيدرسون. كان أورتيجا يعتقد أن رحيل إيدرسون المحتمل من شأنه أن يعزز فرصته في أن يصبح الحارس الأول. وبينما كانت المحادثات تتقدم مع أورتيجا، الذي كان من المتوقع أن يرحل، استعد السيتي للتحرك للحصول على حارس مرمى رقم 2، إذا لزم الأمر، وهو التوجه الذي لا يزال ساري المفعول.
بخلاف المبالغ الضخمة المعروضة، تغير شيء آخر في الأسابيع الأخيرة من الموسم. تأثر إيدرسون بالثناء الذي تلقاه أورتيجا على تصديه الرائع لتسديدة سون هيونج مين لاعب توتنهام في المباراة قبل الأخيرة من الموسم.
وُصفت تلك اللحظة، التي كانت قبل 4 دقائق من نهاية المباراة، بأنها حاسمة في حسم لقب الدوري الإنجليزي. لو سجل سون، لكان من المحتمل أن يحصل على نقطة لفريقه كانت ستمنح آرسنال اللقب.
أنقذ أورتيجا السيتي من صدمة كبيرة. سقط جوارديولا على ظهره بينما كان سون يركض، وكان بإمكانه بعد ذلك أن يتلذذ بموجة مد من التقدير. جاءت أجزاء من هذا الثناء، إلى حد كبير من المشجعين، وذهب البعض لحد القول بأن إيدرسون نفسه لم يكن لينقذها.
أُجبر إيدرسون على الخروج في وقت سابق من المباراة، بعد تلقيه ضربة قوية في الرأس، أثناء تصديه لهجوم من توتنهام. في الأيام التي أعقبت المباراة، مع استمرار التركيز على أورتيجا، نشر صورتين لمساهماته في المباراة على حسابه في إنستجرام، جنباً إلى جنب مع تعليق: “لا أحد يفهم، سواي. أراكم قريباً”.

وبعد يومين، عندما سُئل جوارديولا عن تصدي أورتيجا، كان حريصاً على الاعتراف بمساهمة الألماني، حيث يقدره مدرب السيتي بشكل لا يصدق، لكنه حرص على العودة إلى أهمية إيدرسون.
وقال: “هل تعلم لماذا فزنا بدوري أبطال أوروبا؟ كان إيدرسون. في مدريد، 1ـ1، تصدى بشكل لا يصدق لضربة رأس من بنزيمة. في نهائي دوري أبطال أوروبا، كان اللاعب الرئيسي، ومفتاح الفوز. إنه جزء لا يمكنه قصه من نجاحات هذه الفترة، مستحيل”.
كان الأمر أشبه بمدرب يحاول طمأنة لاعب رئيسي بأهميته عندما شعر بأنه غير مقدر. كان ذلك واضحاً من المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي، ويبدو أنه بعد شهرين، أثر ذلك على رغبته في المغادرة، على الرغم من محاولة السيتي شرح مدى تقديره الكبير له ودائماً ما كان كذلك.
يفضل إيدرسون الانتقال إلى نادٍ أوروبي، لكنه يدرك أن لا أحد سيدفع الرسوم التي يطلبها السيتي. قد لا تقترب الأندية السعودية من ذلك أيضاً، لكنها الأكثر قرباً من السعر.
وهذا هو السبب الرئيسي لعدم اليقين بشأن بقاء إيديرسون في الموسم الجديد. أوضح جوارديولا ذلك قائلاً: “لا يوجد عدم يقين! نحن متأكدون. ربما لاعب واحد أو لاعب ونصف، لكن البقية سيبقون”.
الباب مفتوح لمن يريد المغادرة
في السنوات الأخيرة، كان السيتي منفتحاً بالسماح للاعبين بالرحيل إذا أرادوا ذلك، وهي السياسة التي سلطت عليها الأضواء عندما سمحوا لجابرييل جيسوس، وأولكسندر زينتشينكو، بالانضمام إلى آرسنال، حيث قادوا فريق ميكيل أرتيتا لموسم نافسوا فيه السيتي بقوة على لقب الدوري الإنجليزي (2023ـ2024)، لكنهم قد يكونون أكثر مقاومة، خاصة عندما يتعلق الأمر بلاعب لا يعتقدون أنهم يستطيعون استبداله في وقتٍ قصير.
في الصيف الماضي، جعلوا الأمر صعباً للغاية على الأندية التي تريد التعاقد مع كايل ووكر، وبرناردو سيلفا. هذا الصيف، في حين أنهم لا يجعلون رحيل إيدرسون، أو ألفاريز، مستحيلاً، فإنهم يريدون ضمان حصولهم على أموال جيدة.
إذا رحل هؤلاء اللاعبون، فسوف يتحرك السيتي لاستبدالهم، وبينما كانوا يبحثون عن خيارات أخرى طوال الصيف، كان من الجدير بالذكر أن جوارديولا قال ما يلي يوم الاثنين: “يريد العديد من اللاعبين القدوم إلى السيتي، لكننا لم نحصل على اتفاق مع الأندية لأنهم يطلبون سعراً مرتفعاً للغاية. لدي قائمة طويلة جداً”. وربما يفسر هذا سبب عدم إحراز تقدم كبير في صفقة برونو جيماريش لاعب نيوكاسل، أحد الأهداف الرئيسية في الصيف.
لذا، أصبح الأمر الآن مجرد انتظار وترقب فيما يتعلق بإيدرسون، حارس المرمى الأساسي، الذي لم يعد يشعر بالتقدير.