أنسو فاتي يعود بقوة… 6 أهداف في 5 مباريات مع موناكو!
تحوّل أنسو فاتي خلال بضعة أشهر من لاعب محتمل للفوز بالكرة الذهبية إلى أمل خائب في كرة القدم، قبل أن يعيد إطلاق مسيرته هذا الصيف مع موناكو. وسجل الموهوب الذي ترعرع في لا ماسيا والمُعار من برشلونة 6 أهداف في 5 مباريات، ليظهر مجددًا، أخيرًا، عند سن 22، كل إمكانياته.
وكانت آخر لمحات تألق أنسو فاتي، بتسجيله لثنائية في تعادل موناكو ضد ضيفه لانس 2-2، حيث جنب فريقه الخسارة في الوقت القاتل، ليستمروا في المركز الخامس بالدوري الفرنسي.
وجاءت 5 من أهداف أنسو فاتي في الدوري الفرنسي، كما سجلًا هدفًا آخر في دوري أبطال أوروبا. وتعد ثنائيته ضد لانس هي الثانية له هذا الموسم، بعدما وقع ثنائية أيضًا ضد ميتز.
أصغر هداف في تاريخ البارسا، وأصغر هداف في تاريخ دوري أبطال أوروبا، ولاعب دولي إسباني وهو في السابعة عشرة… عرف أنسو فاتي صعودًا سريعًا في برشلونة قبل أن ينهار أمام وطأة الإصابات والضغط. يقول المهاجم السابق خافيير سافيولا، لاعب برشلونة وموناكو سابقًا: “الحاجة لوجود موهبة جديدة مثل مارادونا أو ميسي قوية جدًا، بحيث يُقارن أي لاعب جديد بهما تلقائيًا، وهذا ضغط هائل. تخيل أن تُقارن بواحد من هذين الوحشين في سن 15 أو 16، الأمر صعب للغاية…”
يتذكر أوسكار لوبيز، المدرب في لا ماسيا، أولى خطوات المهاجم المولود في غينيا بيساو: “التقيت به عندما كان في السادسة عشرة، وكان يمتلك بالفعل قدرات هجومية رائعة في تغيير الإيقاع، وحاسة تهديفية، وتمركز ممتاز… كان أيضًا يتمتع بشخصية قوية وكان يسأل كثيرًا عن كيفية التحسن.” هذه القدرات سمحت له بالتألق عالميًا، وهو الآن يضعها في خدمة موناكو بعد فترة طويلة من التراجع
الإصابات المتكررة لأنسو فاتي تعيق بدايته الواعدة
بدأت فترة الانحدار أمام بيتيس في نوفمبر 2020، بعد احتكاك مع اللاعب الحالي ليل أيسّا ماندي، ما أدى إلى تمزق جزئي في الغضروف الداخلي للركبة اليسرى. وبعد أربع عمليات جراحية، واجه فاتي صعوبة في استعادة سحره، وتوالت الإصابات: العضلة الخلفية للفخذ، أوتار الركبة، الساق… وبشكل إجمالي، غاب عن 141 مباراة منذ بداياته الاحترافية قبل أن يعيد إطلاق مسيرته في الإمارة الفرنسية.
يوضح أدي هوتر، مدربه في موناكو: “يجب إدارته تحسبًا للمباريات المهمة والمتطلبة، وهذا ما نفعله يوميًا. لقد كان كثير الإصابات خلال السنوات الماضية، ونريد أن يصبح أقل هشاشة وقادرًا على الاستمرارية. لذلك نحميه بزيادة وقت مشاركته تدريجيًا، وعندما نشعر أنه أكثر إرهاقًا، ننتبه.” ومن المتوقع أن يتجاوز وقت لعبه في موناكو سريعًا الـ298 دقيقة التي خاضها الموسم الماضي مع برشلونة في 11 مباراة.
يؤكد أوسكار لوبيز: “رغم فترات الغياب، واصل فاتي النضج، وتحسن تدريجيًا في الجوانب الدفاعية، ليعرف كيف يغطي خطوط التمرير داخليًا وعلى الأجنحة. لهذا يمكنه اللعب كمهاجم صريح، أو خلف المهاجم، أو على الجناح. إنه لاعب متعدد الاستخدامات.” ويضيف أدي هوتر: “أفضل مركز له حاليًا هو رقم 9 متحرك. أعتقد أنه يمكن أن يكون حاسمًا في اللحظات الحاسمة، كما أظهر. يمكنه اللعب على الجناح أو كرقم 10. لقد أدهشني عودته بعد إصابة طويلة، فهو حاسم أمام المرمى وله تأثير كبير”.
أنسو فاتي يستعيد ابتسامته في موناكو
يقول خافيير سافيولا: “نضع ضغطًا سلبيًا كبيرًا على الشباب، يجب تركهم لينضجوا. التوقعات التي كانت لدى الجميع تلاشت تدريجيًا، والآن استعاد مستواه الذي كنا جميعًا نعتقد أنه يمتلكه.”
معار مع خيار شراء مقابل 11 مليون يورو، يظل برشلونة يراقب لاعبه. يمتلك النادي نسبة من بيع مستقبلي وخيار إعادة الشراء.
يضيف سافيولا: “لقد لعبت عامًا في موناكو، وهو المكان المثالي لتركيزه فقط على كرة القدم.”
وزميله كاسوم واتارا يثني عليه: “إنه شخص رائع، لطيف ومبتسم، وتأقلم سريعًا مع الفريق. علاوة على ذلك، إنه لاعب مذهل، قوي جدًا، يمتلك جودة فنية كبيرة وذكاء في الملعب.
مع 6 أهداف في 5 مباريات (355)، أقنع فاتي زملاءه: يقول تاكومي مينامينو: “وجوده قوة حقيقية، إنه ذكي في تحركاته، فني وحاسم. حتى في التدريب، مستواه الفني عالي جدًا!”
ويشير كريبين دياتا إلى صموده: “نعلم أنه يمتلك الجودة، ويظهر ذلك يوميًا على أرض الملعب. عمل بجد وهذا مستحق بعد كل جهوده.” هكذا، تستعد مسيرة فاتي لانطلاقة ثانية”.
